قراءات رمضانية 15| رمضان يبني القيم

تتعدد الكتب والرسائل التي ألفت عن شهر رمضان المبارك بتعدد المجالات والتخصصات وزوايا النظر. وتحاول كلها البحث في كنه هذا الشهر الذي خصه الله بمزايا تفوق خصائص الشهور الأخرى، إذ فيه نزل القرآن، وخلاله تضاعف الحسنات، وفيه ليلة خير من ألف شهر، هي ليلة القدر.

ومن تلك المؤلفات كتاب “رمضان يبني القيم” للمؤلف مشعل عبد العزيز الفلاحي، وهو دكتور في الشريعة، من أهم أعماله: “مشروع العمر”، و”أفكار تصنع الحياة”، و”في ظلال السيرة النبوية”، و”صناعة التغيير الشخصي”، وغيرها.

مباهج الحياة

ينطلق الكاتب من كون شهر رمضان من أعظم الفرص في واقع المسلمين من أجل أن يبينم في كتابه أكثر الحكم والمعاني مع التعليق عليها بشكل مختصر محاولة في الترويج لها وتوسيع مساحتها وتدارسها من خلال البيت، والمسجد، والملتقيات حتى تحقق مقصودها في النهاية.

ويرى الكاتب أن رمضان أعاد ترتيب حياتنا من جديد، مستدلا بقوله تعالي: ﴿يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياما معدودات﴾ [البقرة: 183]، وبالنسبة له تمثل هذه قناديل الفرح تملأ طرقاتِنا، وتثيرُ مشاعرَنا، وتأتي على مباهج حياتِنا.

مشروع شخصي

ويقترح الكاتب بين ثنايا هذا الكتاب وضع مشروع شخصي من أجل اغتنام رمضان، فعنده يمكن أن يكون المشروع توبة صادقة تستدرك ما فرط، ويمكن أن يكون المشروع تجديد الصلة بالله تعالى في العبادة، ويمكن أن يكون القيام على حوائج الناس وإعانتهم.

 كما يمكن لهذا المشروع أن يكون دعوياً يستثمر إقبال الناس، ويمكن أن يكون المشروع استثمار هذا الشهر في الإصلاح بين المتخاصمين ومحاولة جمع شملهم من جديد، والمهم عنده اختيار مشروع يمكن استثمار الطاقات والإعانة على الاستفادة من هذا الشهر ويمكن الإنسان من الفوز في النهايات.

فرصة للتغيير

وفي عنوان تحت “رمضان والتغيير”، يحدثنا الكاتب عن كون رمضان فرصة عظيمة للتغيير، ويورد القواعد المقررة في كتاب الله تعالى: ﴿إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)﴾ [الرعد:11] وهي عنده دعوة لبدء الخطوة الأولى في هذا المجال.

ويقول في هذا الشأن: “كثير من مشكلاتنا وأخطائنا مع أنفسنا وأزواجنا وأسرنا وفي علاقتنا بالله تعالى ومع الآخرين لا تحتاج منا سوى أن نبدأ في تصحيحها وإعادة مسارها وترميم شعثها وخلق الحياة فيها من جديد وحينها سنرى الحياة”. ويقول: “تأمل كم من خير فوّته الخلاف والنزاع والشقاق على هذه الأمة!”

أهداف الحياة

وتتجلى عنده الخطوة الأولى في إصلاح ذات البين وصلة الأرحام، فيقول: “كن أنت الذي يرضي ربه ويصل رحمه ويستعلي على شهواته ويكتب ميلاده ويصنع قصة مجده الكبير من جديد وتذكر (لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث وخيرهما الذي يبدأ بالسلام).

وفي اعتقاد الكاتب أن هذا الشهر يمنحنا فرصة التدريب والتأهيل والنضال من أجل الأهداف ويذكرنا بأن الواجب على كل واحد منا أن يسأل نفسه عن أهدافه الكبرى في الحياة، على اعتبار أن التحدي الكبير ليس في أن الإمساك عن الطعام والشراب، وإنما الشأن تذلل الجوارح لأوامر الله تعالى. 

صناعة الكبار

ينطلق الكاتب من كون الوقت أكثر الأدوات أثراً في حياة الإنسان، وأن رمضان يعلمنا أن الاحتفال بالوقت هو صناعة الكبار، ليقترح كيفية القيام بأعمال الخير والعبادات في دقائق معدودة لا تأخذ الكثير من الوقت في حياة المسلم. 

فعنده أن ثلاث دقائق كافية لصلاة ركعتين، وعشرين دقيقة كافية لقراءة جزء من القرآن، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مئة مرة لا تستغرق سوى سبع دقائق، وساعة أسبوعية تكفي لصلة الرحم.

وحدة الأمة

ويذكر الكاتب بعدة مزايا لهذا الشهر منها وحدة الأمة الإسلامية، يقول: “لا تحتاج في رمضان لمفاهيم ومعارف جديدة تذكرك بأهمية وحدة هذه الأمة”، إلى جانب الوسط الإيجابي على اعتبار ان الجماعة تعلمنا  في رمضان أن المشاريع الجماعية تستوعب طاقات المجتمع.

كما بين بالدرس خصائص معهودة في هذا الشهر منها الدعاء وقراءة القرآن والجود ورحمة الشريع، والمحاسبة والاعتكاف وتعظيم النص الشرعي والقدوة ورعاية الحرمات، إلى جانب التطرق إلى غزوة بدر. ويختم كتابه بالحديث عن عيد الفطر. 

موقع الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى