قراءات رمضانية 13| رمضان شهر التغيير

تتعدد الكتب والرسائل التي ألفت عن شهر رمضان المبارك بتعدد المجالات والتخصصات وزوايا النظر. وتحاول كلها البحث في كنه هذا الشهر الذي خصه الله بمزايا تفوق خصائص الشهور الأخرى، إذ فيه نزل القرآن، وخلاله تضاعف الحسنات، وفيه ليلة خير من ألف شهر، هي ليلة القدر.
ومن تلك المؤلفات رسالة “رمضان شهر التغيير”، للشيخ السيد طه أحمد، وهو داعية إسلامي وباحث تربوي، كتب ما يقارب 86 كتاب في مجالات متعددة منها الدين والأخلاق والأدب والفكر والثقافة وأصناف معرفية أخرى.
مدرسة ربانية
وخلاصة الشيخ السيد طه أحمد أن رمضان فرصة عظيمة لتحقيق تغيير حقيقي في جانب السلوك والعبادة والأخلاق، فالمسلم في أيامه ولياليه يسارع في نيل أجره وعظيم ثوابه، وينهل من فيض عطاء ربه، ويتزود من رمضان زاداً لآخرته.
وعنده أن رمضان مدرسة ربانية يستزيد فيها المؤمن من الأجور والحسنات بالطاعات والقربات، ويتقوى بما يعينه في تعزيز صلته بخالقه ليسعد في الدنيا والآخرة، لهذا يشدد على أن المسلم ينبغي عليه اغتنام فرص رمضان والمبادرة والمسارعة في تحصيل فوائده وعظيم أجره.
تغييرات كونية
ولا يقف شموخ هذا الشهر عند الحدود البسيطة بل يتجاوزها إلى حدود معقدة، ففي شهر رمضان تحصل تغييرات كونية إذ تفتح أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار، وتصفد الأعداء الألداء الشياطين، وتنزل الملائكة الكرام مشاركين في سيدة الليالي ليلة القدر.
وبالتالي، يرى الكاتب أن “رمضان فرصة لتفقد النفس ومحاسبتها وحثها على الخير، والتغيير يبدأ عند محاسبة النفس وتصحيح أخطائها، وهذا ما يجب أن تكون عليه، عادة مستمرة يترقى بها المسلم إلى أفضل درجات السمو والرفعة”.
15 خاصية لرمضان
ويحصي الكاتب 15 خاصية لهذا الشهر الكريم، متجلية في: نزل فيه القرآن، وتفتح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب النار، وتضاعف فيه الحسنات، ويجازى فيها مفطر الصائم، وفيه ليلة القدر، ويكثر فيه نزول الملائكة، وفيه أكلة السحور.
وأن من خصائص حسب الكاتب أن في رمضان وقعت غزوة بدر الكبرى، وكان فيه فتح مكة، وأنه سبب من أسباب تكفير الذنوب والخطايا، وأن فيه صلاة التراويح، وأن الأعمال فيه تضاعف عن غيره، وأن الناس أجود ما يكونون في رمضان، وأنه ركن من أركان الإسلام.
تقويم السلوك
وينصح الكاتب كل مسلم إلى السعي إلى التغيير في هذا الشهر “ولعل شهر رمضان وفريضة الصيام ونفحات الرحمن فرصة عظيمة لتدريب النفس وتربيتها وتهذيبها، فغاية العبادات في الإسلام تربية الروح وتقويم السلوك ومعالجة الانحرافات وتوثيق الصلة برب الأرض والسماوات.
ويشكل رمضان عنده نتيجة الخصائص السابق، شهرا للمراجعة والتغيير والتربية والتهذيب للنفوس، فالصوم يدفع المسلم ويوجهه إلى ضبط النفس والحلم والعفو والصفح والتنازل، ليس على سبيل الجبن وإتباع لرسوله صلى الله عليه وسلم.
خطوة أولى للتغيير
ويخصص الكاتب الأوراق الأخيرة للتربية على اجتياز امتحان الصبر لتجازو آفة اللغو الناشئ على الغضب، على اعتبار أن النبي صلي الله عليه وسلم حذر من الغضب لما فيه من أضرار خطيرة على الفرد وغيره من الناس.
ويقترح جملة من الإجراءات وهي: الاستعاذة بالله من الشيطان، والسكوت في حالة الغضب، والتغيير من الهيئة خلال استحكامه، والوضوء والصلاة، وتذكر وصية الرسول صلى الله عليه وسلم بعدم الغضب، وتذكر ثواب من يكظم غيظه.
كما يوصي بتذكر فضل الحلم والعفو، ومعرفة أن الرجولة الحقيقة في السيطرة على النفس عند الغضب، والتأسي بأهل الحلم في الغضب، كل ذلك بدء صفحة جديدة مع التغيير الإيجابي، والاستفادة من مدرسة الصيام، ولكي يكون مجتمعنا مجتمعا تسوده الألفة والمحبة، وليكن رمضان خطوة أولى للتغيير.
موقع الإصلاح