في يومهم العالمي.. الأطفال أول ضحية للحروب والصراعات المسلحة
يحتفل العالم باليوم العالمي للطفل في 20 نونبر من كل سنة، وهو اليوم الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة لإعلان حقوق الطفل وللاتفاقية المتعلقة بها.
وفي عام 1989 قطع زعماء العالم على أنفسهم التزاما تاريخيا تجاه أطفال العالم باعتمادهم اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل، وجعلها جزئا من الاتفاق الدولي. وأصبحت الاتفاقية الأكثر تصديقا عليها في التاريخ وساعدت في تغيير حياة الأطفال في جميع أنحاء العالم، إلا أنه لا يزال هناك أطفال لا يتمتعون بطفولة كاملة؛ فطفولة كثير من الأطفال تبتسر وتبتر.
وتواجه اليوم الطفولة عواقب مدمرة ناجمة عن تزايد الصراعات وحالات الطوارئ الناجمة عن المناخ والكوارث الطبيعية على الأطفال في جميع أنحاء العالم. ويتم بشكل يومي فصل الأطفال عن أسرهم وأحبائهم، ويُحرمون من الوصول إلى الخدمات المنقذة للحياة مثل الصحة والتعليم، ويتعرضون لمستويات مروعة من العنف والاستغلال.
وحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يشكل الأطفال 41% من جميع النازحين قسرا على الرغم من أنهم لا يشكلون سوى 30% من سكان العالم، فيما أكدت منظمة اليونيسف أن غالبية الأطفال يقضون طفولتهم بأكملها في النزوح.
وبات الأمر مثيرا للقلق خاصة وأن الزيادة في انتهاكات حقوق الأطفال تتواصل مما يؤثر على حقهم في الحماية، حيث يشكل الأطفال مجموعة كبيرة من أصحاب الحقوق، إلا أن الصكوك القانونية الدولية لحمايتهم، وفي مقدمتها اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل، تتعرض للانتهاك الصارخ والمتزايد مع الإفلات من العقاب.
ويصادف الاحتفال باليوم العالمي للطفل هذه السنة، مجازر كبيرة ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في حق الأطفال بفلسطين بعد عودانه على قطاع غزة منذ 7 اكتوبر2023، حيث استشهاد 5500 طفلا في أقل من 45 يوم).
ويشكل التصعيد الحاد في حجم وكثافة الصراعات المسلحة والهجمات المتعمدة ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية أمر يثير القلق البالغ، حيث يتم انتهاك القانون الإنساني الدولي بشكل متزايد. ويشعر الأطفال بعواقب ذلك بشكل أكبر.
وساهمت أزمة المناخ المستمرة بلا هوادة خلال عام 2023، واستمرار الكوارث الناجمة عن المناخ من حيث الحجم والتكرار والشدة في التأثير على الأطفال بشكل مباشر واستفحال معاناتهم، من قبيل الفيضانات الكارثية في ليبيا، إلى الهجرة الناجمة عن المناخ والصراع والفقر، عبر طرق بالغة الخطورة كما هو الحال في أمريكا الوسطى على سبيل المثال، كما تسببت الزلازل المدمرة في سوريا وأفغانستان وتركيا والمغرب في خسائر فادحة في الأطفال وأسرهم.