في ندوة “التيار الإسلامي والمستقبل”، شيخي يعدد مجموعة من الفرص أمام الحركات الإسلامية
اعتبر عبد الرحيم شيخي أن التيار الإسلامي هو مجموع الجهود الجماعية المنظمة التي تأسس أغلبها في القرن الماضي والتي استهدفت إحياء المفاهيم الإسلامية الصحيحة ونشرها والتركيز على مجال او عدة مجالات الإصلاح ذات الأولوية، مشيرا إلى أن الحديث عن المستقبل اليوم يجعلنا نطرح سؤال أي مستقبل. هل على المدى المتوسط أو البعيد؟ على اعتبار أن المخاض الذي نعيشه اليوم يجعل نظرتنا غير واضحة على المدى القريب.
وخلال كلمته في ندوة “التيار الإسلامي والمستقبل”، والتي نظمها مركز حريات للدراسات السياسية والاستراتيجية السبت 26 شتنبر 2020، والتي سيتم تنزيلها لاحقا، ركز رئيس حركة التوحيد والإصلاح على ما أسماها خمس فرص أمام الحركات الإسلامية:
أولا – فرصة الفشل كفرصة للخبرة والتجربة للإسهام في الوصول الى الأهداف، ففشل بعض تجارب الإسلام السياسي في تدبير الشؤون الحكم أو المشاركة فيه نتيجة استهداف الخصوم، ونتيجة الخطأ في التصور للحكم وطرق تدبيره، وأخطاء في تصور الدولة الحديثة، والمطلوب في هذه المرحلة وفي الممارسة التدبيرية، هذا الفشل إذا أحسن استغلاله سيكون فرصة للمراجعة من أجل تنزيل الأحلام والطموحات، وزيادة منسوب العلمية في التعاطي مع الواقع مع التركيز على الوطنية والمجتمعية والمصالح المباشرة للمجتمعات وللوطن والمواطنين، بالإضافة إلى التعامل الصادق مع الآخر على أساس الخير الذي يكون مشتركا مع مختلف فرقاء الوطن بناء على الوضوح.
ثانيا – فرصة النجاح الجزئي لبعض التجارب كخيارات ممكنة لتقوية الممانعة والصمود، ومنه النجاح النسبي الذي عرفته بعض التجارب التي اعتمدت مقاربات إيجابية في حل إشكاليات الدعوي الحركي والسياسي الحزبي لا سيما في شمال افريقي، واعتماد الاجتهادات للنظرة المقاصدية التي تفتح أفقا للتجديد وأفقا للفعل والممارسة الراشدة، وفرصة النجاح الصعب في ظل قمة الاكراهات كما حصل للصمود والممانعة للشعب الفلسطيني مما يعطي للباقي أملا ويحفز غيرهم للمزيد من الصمود، وأيضا نجاح هذه الحركات والتيارات بعدم الانجرار للعنف واستعمال القوة التي يكون أثرها على المجتمع وتكون نتائجها وخيمة في المستقبل.
ثالثا – فرصة ارتفاع منسوب الطلب على الحرية والنزوع الى التحرر حيث برزت قوة تنامي الطلب على الحرية والاستقلالية داخليا من خلال الاحتجاجات والاستعداد للهجرة خارج الأوطان في سبيل الحرية خاصة إلى اوروبا وتركيا وماليزيا.
رابعا – فرصة صمود مؤسسة الأسرة واستمرارها في أداء في جزء من أدوارها في التنشئة السليمة والتربية، ورغم التحولات التي تعرفها أسرنا في العالم العربي والإسلامي إلا أن هذه المؤسسة لازالت مستمرة بحكم ما توفر لها من التعلم والتعليم وعلم الدين وتنامي مؤشرات التدين داخلها، بالإضافة نمو نسبة عمل المرأة داخل الحركات الإسلامية، وارتفاع نسبة التعليم عند الإناث وهذا الحضور للمرأة والشباب سيكون من الفرص إذا أحسنا استثمارها بإيجاد برامج لتأطيرهم واستيعابهم.
خامسا – فرصة التحول الرقمي وفضاءات التواصل الجديدة التي كسرت الحدود وأصبح الحضور ممكنا ومتيسرا لحركات الإسلام السياسي والحركات الإسلامية عموما لإعداد مضمون مناسب والمنافس لما يعرض في الساحة.
سادسا – فرصة مخاض توازنات القوى العظمى والمتقدمة اقتصاديا والتي تعطي مجالا للتيارات الإسلامية أو لاستعادة المبادرة في مجتمعاتنا.
س.ز / الإصلاح