في ظلال آية
قال تعالى “يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين ” سورة البقرة 153
نداء لأهل الإيمان من الكريم المنان بصفتهم قد تحققت فيهم مقومات الإيمان فاستحقوا من آلله تعالى ان يناديهم بما اتصفوا به.
نداء مقرون بأمر وهو الاستعانة بأمرين لا غنى للمؤمن عنهما وهو يواجه معترك الحياة وما تعترضه من مصائب وابتلاءات ونوازل وأنهما أجود ما يستعان به على كل ذلك وهما : الصبر والصلاة.
فالعبد إما أن يكون في نعمة فيشكر الله عليها أو نقمة فيصبر عليها كما جاء في الحديث:
عَنْ أبي يَحْيَى صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ. رواه مسلم.
والصبر هو حبس النفس عن محارم الله، وحبسها على فرائضه، وحبسها عن التسخط والشكاية لأقداره.
إقرأ أيضا: منتدى الزهراء يثمن المجهودات المقدمة للأسر في وضعية هشاشة المتضررة من جائحة كورونا |
ثم جاء الأمر بالاستعانة بالصّلاة لأن أداء الصّلاة فضلاً عن أنّه طاعةٌ لله تعالى واستجابة لأمره، يمدّ المصلي بالطّاقة والنشاط، ويعينه على مواصلة أمور حياته المتعدّدة بيسرٍ وسهولةٍ، كما أنّ نبينا عليه الصلاة والسلام كان إذا حَزَبَه أمرٌ يفزع للصّلاة والوقوف بين يدي مولاه جلّ وعلا، فهي تزيد بركة الوقت، والشعور بالسعادة والسرور.
ونحن نعيش هذا الابتلاء نستعين بما أمرنا الله به نصبر على حبس النفس بالالتزام بالحجر الصحي والعمل بما تأمر به السلطات الرسمية، وبالإكثار من الصلاة والدعاء موقنين أن الله معنا ينصرنا ويستجيب لنا فهو القائل سبحانه “إن الله مع الصابرين”.
فسبحان من هيأ الأسباب فصار كل بيت قبلة وأهله أئمة، منح من رحم منحة وما غاب من منح أعظم .
ألا فمن كان يعبد الله فالله معنا أينما كنا ومن كان يعبد المساجد والمجامع فإنها أغلقت أبوابها بأمر ربها.
لذلك لنقبل على القلوب ونفتح مغاليقها لتقبل على خالقها راضية مطمئنة مدركة “أن الله مع الصابرين ” فهو لهم ولي ونصير وظهير.
فاطمة الزيتوني