في اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد النساء، 1 من 3 نساء تعرضن للعنف في العالم والنسبة في المغرب تجاوزت ال50 في المئة
تَعتبِر الأمم المتحدة العنف ضد النساء والفتيات أحد أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشارا واستمرارا وتدميرا في عالمنا اليوم، ولكن لا يزال معظمه غير مبلغ عنه بسبب انعدام العقاب والصمت والإحساس بالفضيحة ووصمة العار المحيطة به.
ويعرف إعلان القضاء على العنف ضد المرأة الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1993، العنف ضد المرأة كالتالي: “أي فعل عنيف تدفع إليه عصبية الجنس ويترتب عنه أو يرجح أن يترتب عليه، أذى أو معاناة للمرأة سواء من الناحية الجسمانية أو الجنسية أو النفسية، بما في ذلك التهديد بأفعال من هذا القبيل أو القسر أو الحرمان التعسفي من الحرية، سواء حدث ذلك في الحياة العامة أو الخاصة.”
وتؤثر العواقب السلبية المترتبة عن العنف ضد المرأة والفتاة على صحة النساء النفسية والجنسية والإنجابية في جميع مراحل حياتهن. على سبيل المثال، لا تمثل سلبيات انعدام التعليم المبكر العائق الرئيسي لحق الفتيات في التعليم وتعميمه فقط بل في النهاية تقيد الوصول إلى التعليم العالي وتؤدي إلى محدودية خلق فرص الشغل للمرأة داخل سوق العمل.
وبمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة والذي يحتفل به في 25 نونبر من كل سنة، لا يزال العنف ضد المرأة يشكل حاجزا في سبيل تحقيق المساواة والتنمية والسلام، وكذلك استيفاء الحقوق الإنسانية للمرأة والفتاة. وعلى وجه الإجمال، لا يمكن تحقيق أهداف التنمية المستدامة دون وضع حد للعنف ضد النساء والفتيات.
ففي العالم:
- ﺗﺘﻌﺮض واﺣﺪة ﻣﻦ ﺛﻼثة ﻧﺴﺎء وﻓﺘﻴﺎت ﻟﻠﻌﻨﻒ اﻟﺠﺴﺪي أو اﻟﺠﻨﺴﻲ خلال ﺣﻴﺎﺗﻬﻦ، ويكون ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ اﻷﺣﻴﺎن من طرف عشير.
- تزوج ما يقرب من 750 مليون امرأة وفتاة على قيد الحياة اليوم في جميع أنحاء العالم قبل بلوغهن سن الثامنة عشرة ؛ في حين خضعت 200 مليون امرأة وفتاة لتشويه الأعضاء التناسلية للإناث (ختان الإناث)
- قُتلت واحدة من كل اثنتين من النساء اللاتي قُتلن في جميع أنحاء العالم على أيدي عشيرهن أو أسرهن في عام 2017 ؛ بينما قتل واحد فقط من بين 20 رجلًا في ظروف مماثلة.
- 71٪ من جميع ضحايا الاتجار بالبشر في العالم هم من النساء والفتيات، و 3 من أصل 4 من هؤلاء النساء والفتيات يتعرضن للاستغلال الجنسي.
- العنف ضد المرأة مثل السرطان سبب جوهري للوفاة والعجز للنساء في سن الإنجاب، وسبب أخطر يؤذي للعِلّة مقارنة مع حوادث السير والملاريا معا.
وفي المغرب، وحسب النتائج الأولية للبحث الوطني الثاني حول انتشار العنف ضد النساء بالمغرب والذي أنجز مابين شهري يناير ومارس 2019، قدرت نسبة العنف ضد النساء على الصعيد الوطني بـ54.4 بالمائة، منها 55.8 بالمائة بالوسط الحضري، مقابل 51.6 بالمائة بالوسط القروي.
ويمكّن هذا البحث من التوفر على معطيات جديدة حول انتشار العنف المبني على النوع الاجتماعي، والوقوف على مختلف الأسباب والعوامل المؤدية إلى ارتكابه في ظل التحولات الاجتماعية والسلوكية التي يعرفها المجتمع المغربي.
س.ز / الإصلاح