في اليوم العالمي للتضامن مع فلسطين، فلولي يكتب: فلسطين رمز النضال والصمود ضد الاحتلال الصهيوني
منذ عام 1977 يتم تخليد اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في 29 من شهر نونبر من كل سنة، وهو اليوم الذي أصدرت فيه الأمم المتحدة القرار رقم 181 عام 1947. والذي عرف لاحقًا باسم قرار التقسيم، وقد نص على أن تُنشأ في فلسطين “دولة يهودية” و”دولة عربية فلسطينية
واليوم بعد مرور 72 سنة لا زال هذا القرار الباطل والمشؤوم الذي عمل على شرعنة احتلال الاراضي الفلسطينيين بالقوة من طرف الصهاينة في خرق سافر لأبسط مبادئ العدالة والقانون الدولي وكل المواثيق والمعاهدات التي أنشئت من أجلها منظمة الأمم المتحدة، يشكل جريمة وظلم عظيم حلَّ بفلسطين، من خلال الاعتراف دوليًّا بكيان صهيوني على أرض فلسطين وعلى حساب شعبها، ونتج عنه تشريد شعب وطرده من أرضه واصبح يعيش مأساة انسانية حيث تحول إلى مجموعات من اللاجئين الموزعين في شتى بقاع الأرض.
كما تشكل هذه المناسبة محطة لاستذكار الدماء الزكية للشهداء والجرحى ومعاناة الأسرى وعذابات الملايين من أبناء الشعب الفلسطيني في مواقع اللجوء القسري نتيجة لذلك القرار الظالم
وتأتي الذكرى هذه السنة، والقضية الفلسطينية تعرف تطورات خطيرة تستهدف تصفية الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني في ظل ما يسمى ب”صفقة القرن” وذلك بتواطؤ مع بعض الأنظمة العربية المتخاذلة التي باعت القضية وتنخرط في شرعنة القرارات الأمركية لفائدة الكيان الصهيوني، وكان آخرها الاعتراف بالمستوطنات في القدس والضفة الغربية كجزء من الكيان الصهيونيفي انتهاك صارخ لميثاق وقرارات الامم المتحدة ذات الصلة
كما تحل الذكرى 72 و الشعب الفلسطيني أكثر اصرارا على المقاومة، ويقدم أروع الأمثلة في الصمود والصبر وعدم الرضوخ للضغوطات الممارسة، ومتشبث بحق العودة من خلال فعاليات مسيرة العودة الكبرى والمرابطة في المسجد الاقصى المبارك لمواجهة مخطط التقسيم الزماني والمكاني، ومن جهة أخرى فهو ملتف حول فصائل المقاومة التي تشكل قوة الردع ضد الاجرام الصهيوني، واعتداءاته ضد المدنيين آخرها العدوان على غزة الذي خلف 36 شهيدا وعشرات الجرحى والمصابين وتدمير للمساكن والمنشآت المدنية.
والشعب المغربي الذي يرتبط بفلسطين ويعشق القدس، لا تزال القضية الفلسطينية القضية الأهم في وجدانه، يتفاعل معها في كل ما تعرفه من تطورات واحداث،وتشكل قضية مركزية في برامج عمل العديد من المنظمات المدنية والسياسية والنقابية.لذلك فالمطلوب اليوم انخراط أكبر وتفاعل اقوى لدعم الشعب الفلسطيني واسناده في مواجهة العدو الصهيوني بكل الوسائل المشروعة، ومن جهة ثانية التحلي باليقظة والحذر من الاختراق الصهيوني للنسيج المجتمعي من بوابة التطبيع والتصدي لكل المحاولات التي تستهدف تفجير لحمته الوطنية ووحدته من خلال اثارة النعرات والنزعات القبلية والاثنية والتي لا تخدم الا المشروع الصهيوني.
وبمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني يجب أن تكون القضية الفلسطينية ومناهضة التطبيع بالمغرب معركة توحد كل القوى الحية بالمجتمع التي ينبغي عليها أن تتعالى عن كل الحسابات والاعتبارات من أي نوع كان لأن الخطر داهم وكما يقول المناضل احمد ويحمان رئيس المرصد المغربي لمناهضةالتطبيع في كتابه “بيبيو الخراب على الباب ” “واك واك اعباد الله”.
ذ. رشيد فلولي