“فوكس” المتطرف يقود حملة عنف وكراهية ضد النساء المسلمات في مورسيا

تشهد مدينة مورسيا الإسبانية تصاعدا في مشاعر الإسلاموفوبيا، مما يثير قلق النساء المسلمات اللواتي يواجهن تحديات متزايدة بسبب الخطاب السياسي لحزب فوكس اليميني المتطرف.
ويواصل حزب فوكس- المعروف بمواقفه المعادية للمهاجرين والمسلمين- استغلال الأحداث الأمنية لتوجيه اتهامات مباشرة إلى هذه الفئات، والنفخ في نار الكراهية والتمييز ضد المسلمين.
واستخدم الحزب حادثة الهجوم على ثلاث كنائس في مدينة الجزيرة الخضراء كذريعة لإثارة المخاوف من المسلمين والمهاجرين المغاربة، ما أدى إلى زيادة التوترات في المجتمع المحلي.
وباتت النساء المسلمات في مدينة مولينا دي سيغورا بمقاطعة مورسيا الإسبانية هدفا لحملة كراهية وعنف يروّج لها حزب فوكس اليميني المتطرف، كان آخر مظاهرها نشر فيديو على تطبيق “تيك توك” يصور نساء مسلمات يرتدين الحجاب، وهن يصطحبن أطفالهن إلى المدرسة، مع تعليق مهين يقول: “ببطون نسائنا سنغزوكم مرة أخرى”، مع وسم “#فقط_فوكس”.
وتشعر النساء المسلمات في مورسيا بعدم الأمان والتمييز، إذ يواجهن صعوبات في أماكن العمل والمدارس والمرافق العامة، مما يؤثر بشكل مباشر على حريتهن في التنقل وجودة حياتهن اليومية.
وحسب صحيفة “إلباييس” الإسبانية، إن المثير للقلق هو أن هذا الفيديو لم ينشره شخص عادي؛ بل كان مصدره أنطونيو مارتينيز، نائب رئيس البلدية، وهو عضو في حزب فوكس المتطرف. وقد حصل الفيديو على مئات الآلاف من المشاهدات قبل أن يُحذف من المنصة بسبب “التحريض على الكراهية”.
وأكدت التحقيقات أن هذا الفيديو ليس سوى انعكاس لموجة من الإسلاموفوبيا التي تشهدها إسبانيا، حيث تزداد الهجمات اللفظية والجسدية ضد المسلمين، وتُعد النساء اللواتي يرتدين الحجاب هدفا رئيسيا لهذه الحملة.
وأوضحت “إلباييس” أن الجدران في العديد من الأحياء أصبحت مليئة بعبارات الكراهية مثل “الموت للإسلام” و”أحرقوا القرآن”، وسط عدم اكتراث السلطات المحلية بإزالة هذه العبارات.
وكانت المعارضة المحلية نظمت، يوم الخميس الماضي، مظاهرة أمام مقر البلدية للمطالبة باستقالة نائب رئيس البلدية. وعلى الرغم من مشاركة عدد كبير من السكان، فإن رئيس البلدية حاول الدفاع عن زميله في حزب “فوكس”، مدعيا أن تصريحاته قد أُسيء تفسيرها.
وفي ظل هذه التحديات، بادرت منظمات حقوقية إلى تنظيم مؤتمرات وورش عمل لمكافحة الإسلاموفوبيا وجرائم الكراهية، حيث عقدت مؤسسة كولومباريس مؤتمرًا دوليًا تحت عنوان “ضد جرائم الكراهية وعدم الإبلاغ عنها”، ناقش خلاله الخبراء والناشطون سبل التصدي لهذه الظاهرة وتعزيز الوعي المجتمعي.
ويؤكد الناشطون على ضرورة تحمل المجتمع الإسباني، بما في ذلك الأحزاب السياسية، مسؤولية التصدي لخطابات الكراهية، وتعزيز قيم التسامح والاحترام المتبادل للحفاظ على تماسك المجتمع وضمان بيئة آمنة ومتساوية للجميع، بغض النظر عن خلفياتهم الدينية أو الثقافية.