فوكس المتطرف يشترط إلغاء البرنامج التعليمي للطلبة المغاربة بمورسيا لدعم الحكومة

في تصعيد جديد يعكس الخطاب المعادي للإسلام، يفرض حزب فوكس اليميني المتطرف سانتياغو أباسكال شروطا جديدة على حزب الشعب (PP) لدعم ميزانية إقليم مورسيا، أبرزها إلغاء برنامج اللغة العربية والثقافة المغربية (PLACM)، وهو مبادرة تعليمية تطوعية تمولها الدولة منذ 15 عاما وتستهدف الطلاب المغاربة في الفترة غير الدراسية.
وحدد حزب فوكس خطا أحمر جديدا لحزب الشعب بقيادة فرناندو لوبيز ميراس فيما يتعلق بدعم ميزانية منطقة مورسيا، وهو ما يرتبط مرة أخرى بخطابه المعادي للإسلام. الهدف من تدريب سانتياغو أباسكال الآن هو أن تتوقف المدارس عن تقديم برنامج اللغة العربية والثقافة المغربية (PLACM)، وهو مشروع حكومي يعمل منذ 15 عامًا ويؤخذ طواعية من قبل الطلاب الذين يطلبونه خلال ساعات الدراسة الإضافية.
واعترف الرئيس الإقليمي لوبيز ميراس، حسب ما نقلته صحيفة إلباييس بالتقدم المحرز في المحادثات مع فوكس، كما اعترف بالمحادثات مع حزب أباسكال بشأن الميزانية ويؤكد اتفاقهما بشأن سياسة الهجرة وضد الصفقة الخضراء الأوروبية.
وتعود تفاصيل الأزمة إلى مطالب فوكس بإصدار قرار برلماني بإلغاء البرنامج، مدعيةً أنه “يُعيق اندماج المهاجرين” و”يهدد الهوية المسيحية-اليهودية لأوروبا”.
وجاء رد الحكومة المحلية (PP)، أكدت أن البرنامج خارج اختصاصها (حسب الاتفاقية الثنائية بين إسبانيا والمغرب)، وأنه لا يُكلّف المنطقة “سنتا واحدا”.
وتشير الأرقام إلى أنه من أصل 700 مدرسة في مورثيا، فقط 10 تقدم البرنامج (348 طالبا من أصل 320,000، أي 0.1%).
وفي جلسة 21 مارس 2025 استخدمت النائبة فرخينيا مارتينيز (فوكس) خطابا عنصريا زعمت – خطأً – أن البرنامج يمول من أموال الإقليم (رغم تمويله من الحكومة المركزية)، ووصفت البرنامج بأنه “مختبر لاستبدال الثقافة الإسبانية”، متجاهلةً دوره في التوسط الأسري وخفض التسرب المدرسي بين أبناء الجالية المغربية.
ويغب حزب فوكس أبرزها أن البرنامج يعمل في معظم مناطق إسبانيا بدون جدل، حتى عندما شارك فوكس في حكومة مورثيا (2021-2023)، وأن مورثيا لديها برامج مماثلة لطلاب من رومانيا وأوكرانيا، وكانت قد قدمتها سابقاً لطلاب فرنسيين وألمان، كما أن البرنامج لا يُدرّس خلال الحصص الدراسية، بل كنشاط خارجي اختياري.
ويسعى الحزب المتطرف لاستنساخ سيناريو اتفاق فالنسيا (حيث فرض شروطاً على PP)، لكن PP في مورثيا يرفض التخلي عن البرنامج، مؤكداً أن القرار ليس بيده.
ووصف رئيس المنطقة فرناندو لوبيز ميراس (PP) المفاوضات بـ”الصعبة”، لكنه أشار إلى أن قضايا مثل الهجرة والبيئة (حيث تتوافق مواقف PP وفوكس) يجب ألا تُربط بالميزانية.
ويحاول حزب فوكس تحويل البرنامج إلى ورقة ضغط، رغم عدم امتلاك المنطقة صلاحية إلغائه. وسبق أن أيد PP في مارس مطلب فوكس بـ”ترحيل القاصرين غير المصحوبين” (قرار غير قابل للتطبيق قانوناً).
وتعكس المعركة حول البرنامج استغلال حزب فوكس للهوية الثقافية كأداة سياسية، بينما يُظهر PP مرونةً تكتيكيةً للحفاظ على تحالفه الهش. الجالية المغربية في إسبانيا (أكبر الجاليات المسلمة) تبقى الأكثر تضرراً من هذا الخطاب المُعادِ للأجانب.