فنكلشتاين: “حماس” جربت حل الصراع دبلوماسيا ولم يكن بإمكانها انتظار الموت
أكد الأكاديمي والباحث في الصراع العربي-الإسرائيلي نورمان فنكلشتاين، أنه من الصعب الحديث عن الخاسر أو الرابح في الحرب على غزة .
وقال في الحلقة الثانية من برنامج “المقابلة” على قناة الجزيرة الخميس 17 أكتوبر 2024، إن ما يهمنا وما نراه على أرض الواقع هو المعاناة التي لا يمكن وصفها، مشيرا إلى أن حركة حماس، وبغض النظر عن رأينا فيها، قد جربت كل شيء لحل الصراع دبلوماسيا من أجل الحصول على حقوقهم، ثم جربت المقاومة السلمية إلا أن قناصة إسرائيل استهدفت الجميع بالقتل حتى ذوي الإعاقة.
وزاد، عندما بدأ الحديث عن التطبيع مع السعودية، تبين أن الدول العربية ستصطف مع أمريكا و”إسرائيل” وسيبقى الشعب الفلسطيني وحيدا، وبالتالي لم يكن لهم أي بدائل أخرى، بالإضافة إلى أن حماس كانت تتعاون دائما مع كل المبادرات التي كانت تقدم حينها، وما كان من الممكن أن يبقوا في مكانهم ينتظرون الموت.
وأكد فنكلشتاين أنه يناصرالحقيقة والعدالة، بعيدا عن التصنيفات من قبيل عربي – يهودي أو يهودي – مسلم، حتى لايتحول إلى يهودي كاره لنفسه، مشيرا إلى أن أي تعاطف مع “إسرائيل” معناه التعاطف مع ألمانيا النازية التي استهدفت اليهود.
وكشف المتحدث أن موظفين كبار ومسؤوون في المنظمة الأممية “الأونرا” ومسؤولين في حفظ السلام وصفو غزة عندما كانت تحت الحكم المصري سنة 1955 بأنها معسكر اعتقال نازي. وفي 2004 وصف رئيس مجلس الأمن القومي “الإسرائيلي” غزة بأنها معسكر نازي ضخم قبل فرض الحصار عليها.
وذكر فنكلشتاين أن عضو كبير في الجامعة العبرية ألّف سنة 2002 كتاب “الإبادة السياسة”، وصف فيه غزة بأنها أكبر معسكر نازي وجد على الإطلاق، موضحا أنه لن يتعاطف مع من حاصر سكان غزة .
وبخصوص ما جرى في 7 أكتوبر، أوضح فنكلشتاين أن ما حصل كشف أمرين: أولا القدرات التقنية لحماس والتي كانت في مستويات أعلى مما كان يتخيله الاحتلال، ثانيا انعدام القدرات “الإسرائيلية” وعدم جاهزيتها، أي أنهم لم يكونوا مستعدين.
وأضاف، أن 7 أكتوبر كان نقطة تحول فعلا، فبعد أن كانت “إسرائيل” تقوم بين الحين والآخر وبوتيرة دورية بـ”جزر العشب” لتوقف الشعب الفلسطيني عند حده، إلا أنها غيرت استراتيجيها بعد 7 أكتوبر وأصبحت “تقتلع العشب وتزيله تماما” من خلال استراتيجيه ذات 3 أبعاد : بداية عبر طرد سكان غزة إلى سيناء، بعد ذلك قتل أكبر عدد من الناس والإفلات من النظام الدولي، ثم غيرت الإستراتيجية بجعل غزة غير قابلة للحياة بهدف تفريغها ببطء.
وبخصوص طبيعة الحل لما يجري على الساحة، أوضح فنكلشتاين أن “إسرائيل” لن تستطيع العيش مع حزب الله وإيران، وبما أن “الإسرائيليين” يقتنصون الفرص، فقد اقتنصوا فرصة مما جرى لهم في 7 أكتوبر وهي القضاء على إيران، مشيرا إلى أنهم في “إسرائيل” يؤمنون أنهم لا يمكنهم أن يبقوا في المنطقة إلا إذا توسعوا فيها، وأن لا نجاة لهم إلا بتدمير إيران وبالتالي فلن يفوتوا هذه الفرصة من أيديهم، مرجحا، من جهة أخرى، أن “إسرائيل” لا يمكن أن تستخدم سلاحها النووي ضد إيران لأن حزب الله سيرد عليها بجميع أسلحته.