بعد انتخابات تشريعية.. فرنسا تنتقل من اليمين إلى اليسار وسيناريوهات الحكم متضاربة
تصدر تحالف اليسار نتائج الانتخابات التشريعية الفرنسية، بعدما حصل تحالف الجبهة الشعبية الجديدة اليساري على المركز الأول بـ182 مقعدا في البرلمان، وتحالف الرئيس إيمانويل ماكرون يمين الوسط “معا من أجل الجمهورية” على 168 مقعدا، وحزب التجمع الوطني اليميني المتطرف على 143 مقعدا.
وجاءت هذه الانتخابات بعدما حل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبرلمان في 9 يونيو 2024، ودعا إلى إجراء انتخابات تشريعية مبكرة عقب فوز حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بأكثر من 31 بالمائة من الأصوات في انتخابات البرلمان الأوروبي، وهزيمة كتلة ماكرون اليمينة الوسطية.
وقد توجه 49.5 مليون ناخب فرنسي أمس الأحد إلى صناديق الاقتراع في الجولة الثانية لتحديد النواب الـ501 الذين سيمثلونهم في البرلمان لمدة 5 سنوات إلى جانب النواب الـ76 الذين جرى انتخابهم في الجولة الأولى. وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات العامة المبكرة 66.6 بالمائة حسب الداخلية الفرنسية.
إخفاق ماكرون
تفاعلا مع نتائج الانتخابات، أعلن رئيس وزراء فرنسا غابريال أتال مساء أمسالأحد، أنه سيقدم استقالته إلى الرئيس إيمانويل ماكرون اليومالاثنين غداة الانتخابات التشريعية، غير أن الرئيس الفرنسي رفض ” قبول الاستقالة في الوقت الراهن “بهدف ضمان استقرار البلاد”.
ورأى زعيم “فرنسا الأبية”، أكبر أحزاب تحالف الجبهة الشعبية الجديدة اليساري المنتصر، جون لوك ميلانشون أن على رئيس الوزراء الفرنسي “المغادرة”، وأنه ينبغي “للجبهة الشعبية الجديدة” متصدرة الانتخابات أن “تحكم”، قائلا عن ماكرون “يجب عليه أن يطأطئ رأسه ويقبل هذه الهزيمة دون التفاف”.
فلسطين والصهيونية
وحملت الانتخابات الفرنسية مفاجأت كثيرة منها تراجع المد الصهيوني في البرلمان الفرنسي، حيث يشير تقرير لموقع “الجزيرة نت ” إلى فقد مئير حبيب، عضو الحزب الليبرالي الوسطي والحليف المعروف لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مقعده، وحذرت شخصيات يهودية من قيادة التحالف اليساري.
وينقل موقع “الجزيرة” عن “إسرائيل هيوم” حديثها عن أن انتصار الجبهة الشعبية الجديدة اليسارية في فرنسا، بما في ذلك حزب فرنسا الأبية اليساري المتطرف- في الجولة الثانية من انتخابات الجمعية الوطنية أمس الأحد، تسبب في قلق لدى شخصيات يهودية فرنسية بارزة.
ونقل موقع “روسيا اليوم” عن رئيسة الكتلة النيابية لحزب “فرنسا الأبية” ماتيلد بانو، قولها إنه خلال الأسبوعين المقبلين “سنعترف بدولة فلسطين”، مضيفة في تصريح عقب الكشف عن تقديرات نتائج التصويت في الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية “في الأسبوعين المقبلين، سنرفع الحد الأدنى للأجور إلى 1600 يورو، ونلغي التقاعد عند سن 64 عاما، ونعترف بدولة فلسطين”.
تأثيرات اقتصادية
وامتدت انعكاسات الانتخابات الفرنسية إلى الجانب الاقتصادي، حيث استقر اليورو نسبيا بينما تراجعت البورصات الأوروبية، اليوم الاثنين، بينما تتجه الأنظار لبيانات ستصدر هذا الأسبوع من الولايات المتحدة ومنطقة اليورو بحثا عن مزيد من المؤشرات بشأن مسار السياسة النقدية العالمية.
وتراجعت بورصة فرنسا بـ0.4% لتكون أكبر الخاسرين في أوروبا في وقت تتأهب فيه باريس للتعامل مع برلمان معلق وبدء مفاوضات لتشكيل حكومة بعد أن أعاق صعود مفاجئ لليسار مساعي مارين لوبان لإيصال اليمين المتطرف إلى السلطة.
سيناريوهات الحكم
ويبلغ إجمالي المقاعد بمجلس النواب في البرلمان الفرنسي 577 مقعدا، وبالتالي لم تستطيع أي من التشكيلات السياسية الحصول على الأصوات الكافية لتشكيل الحكومة في الوقت الحالي بمفردها، حيث يتوجب عليها للوصول إلى الأغلبية المطلقة الحصول على 289 مقعدا.
ويطرح عدم حيازة أي من القوى السياسية للأغلبية المطلقة العديد من السيناريوهات المحتملة لتشكيل الحكومة، وعلى رأسها تشكيل حكومة وطنية، أو الإبقاء على حكومة تصريف الأعمال، أو تشكيل إئتلاف حكومة. ويبدو أن سيناريو استقالة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أصبح مستبعدا.