غوغل تسحب تعهّدها بعدم استخدام الذكاء الاصطناعي في الأسلحة والمراقبة

تراجعت شركة غوغل عن تعهدها الذي كان يقضي بعدم استخدام الذكاء الاصطناعي لأغراض خطيرة مثل تطوير الأسلحة وأدوات المراقبة، إذ حدثت مبادئها الأخلاقية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي وأعلنت أنها لم تعد تلزم نفسها بتجنب تطوير التقنيات التي يحتمل أن تسبب ضررا عاما، وفقا لموقع “سي إن بي سي”.
وكانت النسخة السابقة من مبادئ الذكاء الاصطناعي للشركة تنص على أن غوغل لن تسعى إلى تسخير الذكاء الاصطناعي في تطوير أسلحة أو تقنيات أخرى قد تُلحق أذى بالناس أكان بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ولن تستخدم تقنيات جمع المعلومات لأغراض المراقبة.
وذكرت غوغل أنها ستظل متماشية مع مبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان المعتمدة عالميا، وأنها ستحرص أن تكون أعمالها في قطاع الذكاء الاصطناعي ذات فائدة أكبر وضرر أقل.
وقد أصدرت غوغل مبادئها الخاصة بالذكاء الاصطناعي في عام 2018 بعد رفضها تجديد عقد حكومي يُعرف بمشروع “مافن” (Maven)، والذي ساعد الحكومة على تحليل وتفسير مقاطع فيديو الطائرات دون طيار باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وقبل إنهاء الصفقة وقّع آلاف الموظفين على عريضة ضد هذا المشروع واستقال العشرات، ومن جهة أخرى انسحبت الشركة من مزايدة على عقد بقيمة 10 مليارات دولار مع البنتاغون لأنها لم تكن متأكدة من أنه سيتوافق مع مبادئ الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.
وفي العام الماضي، سرّحت غوغل أكثر من 50 موظفا بعد سلسلة من الاحتجاجات ضد مشروع “نيمبوس” (Nimbus)، وهو عقد مشترك بقيمة 1.2 مليار دولار مع أمازون يوفر للحكومة والجيش الإسرائيلي خدمات الحوسبة السحابية وخدمات الذكاء الاصطناعي، وقد أكد مديرو الشركة أن العقد لا ينتهك مبادئ الذكاء الاصطناعي الخاصة بغوغل.
ومع ذلك أظهرت وثائق وتقارير أن اتفاق الشركة يسمح بتزويد الاحتلال الإسرائيلي بأدوات ذكاء اصطناعي تتضمن تصنيف الصور وتتبع الكائنات. وقد أفادت صحيفة نيويورك تايمز في دجنبر الماضي بأن مسؤولي غوغل عبّروا عن قلقهم، قبل 4 أشهر من توقيع عقد “نيمبوس”، من أن الصفقة ستضر بسمعتها وأن خدمات “غوغل كلاود” يمكن استخدامها في أمور قد تنتهك حقوق الإنسان، وفي الوقت نفسه كانت الشركة تعاني من اضطرابات داخلية بسبب النزاعات الجيوسياسية مثل حرب غزة.
وفي شتنبر العام الماضي أعلنت غوغل عن تحديث إرشادات منتداها الداخلي “ميمجين” (Memegen) والتي قيدت المناقشات السياسية حول المحتوى الجيوسياسي والعلاقات الدولية والصراعات العسكرية والإجراءات الاقتصادية والنزاعات الإقليمية، بحسب “سي إن بي سي”.