سقوط مئات الشهداء والجرحى في عدوان الاحتلال على غزة وجنوب لبنان
استشهد 13 فلسطينيا بينهم أطفال وأصيب آخرون بجراح متفاوتة مساء أمس الثلاثاء 24 شتنبر 2024، جرّاء قصف “إسرائيلي” لمنزل مأهول في مخيم النصيرات للاجئين، وسط قطاع غزة.
واستمر إطلاق النار بشكل كثيف من آليات ومسيرات الاحتلال، وقصف مدفعي وقنابل دخانية شمال غربي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، فيما كشفت مصادر طبية فلسطينية أن 28 شهيدا ارتقوا في غارات استهدفت منازل مأهولة في قطاع غزة منذ فجر الثلاثاء.
وحسب وزارة الصحة في غزة، فقد ارتكبت قوات الاحتلال، خلال أقل من 12 ساعة أمس الثلاثاء، ثلاث مجازر بحق العائلات الفلسطينية في المخيم الجديد شمال غربي النصيرات ومخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ومنطقة الـ 17 بشمال القطاع، أسفرت عن 17 شهيدا؛ بينهم أطفال ونساء، وعدة إصابات بينها خطيرة.
رسالة حماس للأمين العام للأمم المتحدة
و طالبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بالبدء بخطوات عملية وفورية والضغط على الاحتلال وداعميه للوقف الفوري للعدوان وحرب الإبادة في قطاع غزة والانتهاكات الصارخة في الضفة الغربية والقدس.
وأضافت الحركة في رسالتها بمناسبة افتتاح الدورة العادية الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن الحرب في غزة تتسبب في معاناة إنسانية مروعة، وأن الوضع الإنساني في قطاع غزة تجاوز حد الكارثة بسبب العدوان الصهيوني الهمجي المتواصل.
وأهابت الحركة بتكثيف جهود الإغاثة في القطاع المنكوب بفتح المعابر وتوجيه المساعدات العاجلة من غذاء ودواء وملبس ومستلزمات الإيواء، لا سيما أن الشعارات المرفوعة في الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة هي عدم ترك أحد خلف الركب، والعمل المشترك من أجل النهوض بالسلام والتنمية المستدامة والكرامة الإنسانية للأجيال الحالية والمقبلة.
وأكدت الحركة على ما طالبت به الأمم المتحدة من أن “هذه الحرب الرهيبة يجب أن تنتهي”، موضحةً أنه ومنذ اللحظة الأولى للعدوان حرصت حركة حماس على وقف العدوان، وحماية شعبنا من الإبادة الجماعية التي يقترفها الاحتلال، وتعاونت بشكل كبير مع الوسطاء متحلية بالكثير من الإيجابية، وخاضت العديد من جولات المفاوضات لكنها جوبهت دائمًا بتعنت الاحتلال بقيادة نتنياهو وحكومته الفاشية.
وحملت حماس حكومة الاحتلال وداعميها المسؤولية الكاملة عن إفشال مفاوضات وقف إطلاق النار، مؤكدةً موقفها الذي أعلنته مسبقًا بعدم الذهاب إلى مزيد من جولات المفاوضات، ورفض مناقشة مقترحات جديدة من شأنها توفير الغطاء لعدوان الاحتلال ومنحه المزيد من الوقف لإدامة حرب الإبادة الجماعية بحق شعبنا.
العدوان على لبنان
وعلى الجانب اللبناني، يواصل الاحتلال الإسرائيلي” هجومه على لبنان لليوم الثالث على التوالي، حيث شن فجر يومه الأربعاء 25 شتنبر 2024 غارات على منطقة السعديات جنوب العاصمة اللبنانية بيروت ضمن سلسلة غارات على عدة مناطق شرق لبنان وجنوبه، استهدفت “مستودعا”، دون الحديث عن خسائر مادية أو بشرية جراء الهجوم.
ووفق الوكالة الوطنية للإعلام فقد طال عدوان الاحتلال بعد منتصف الليل وحتى الفجر مدينة بعلبك وأطرافها لجهة طريق بلدة نحلة، وللجهة الجنوبية امتداداً نحو بلدة دورس، ولم يوفر العدو في غاراته القرى التالية: جنتا، وسط وأطراف النبي شيت، سهل سرعين والجوار، بريتال، الطيبة، الخضر، الجمالية، دورس، شعت، أمهز، وصولا إلى اللبوة، وتعرضت بلدات عدة لأكثر من غارة.
كما شن طيران الاحتلال “الإسرائيلي” غارات استهدفت منطقة الحميلة قرب حومين الفوقا في إقليم التفاح، ومحيط بلدتي ميدون وسحمر في البقاع الغربي شرق لبنان أيضا، حيث تسبب بقطع كابلات الكهرباء في سهل مشغرة فجر اليوم.
و نفّذ جيش الاحتلال أمس الثلاثاء سلسلة غارات على مناطق عديدة في لبنان، أدت حتى الآن إلى استشهاد 558 شخصا وإصابة 1835 وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة اللبنانية أمس الثلاثاء.
ومن جهته أطلق حزب الله صواريخ من جنوب لبنان، حيث اندلعت حرائق في مدينة صفد شمالي فلسطين المحتلة، بينما دوت صفارات الإنذار في صفد ومحيطها.
وأكد الإعلام “الإسرائيلي” اندلاع حرائق واسعة في منطقة صخرية مغطاة بالأعشاب الجافة والأشجار. وتبدو النيران مشتعلة بقوة، حيث تتصاعد ألسنة اللهب والدخان الكثيف في الهواء.
وكان حزب الله اللبناني أعلن عن قصف 3 مستوطنات شمالي فلسطين المحتلة وقاعدة عسكرية، ردا على العدوان الذي يشنه الاحتلال “الإسرائيلي” على لبنان، مما أسفر عن مئات الشهداء والجرحى، بينهم أطفال ونساء ومسعفون
كما قصفت المقاومة الإسلامية مستعمرة روش بينا بصليات صاروخية، والمخازن الرئيسيّة التابعة للمنطقة الشمالية في قاعدة نيمرا بعشرات الصواريخ، ومعسكر إلياكيم التابع لقيادة المنطقة الشمالية جنوب حيفا بصلية من صواريخ فادي 2. كما قصفت المقاومة المخازن اللوجستيّة للفرقة 146 في قاعدة نفتالي بصلية صاروخية، ومستعمرة كريات شمونة بصليات من الصواريخ.
حزب الله يستهدف تل أبيب
وفي تطور لافت، أعلن حزب الله صباح اليوم الأربعاء عن استهدافه مقر قيادة الموساد “الإسرائيلي” في ضواحي “تل أبيب”، وذلك دعما للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وإسنادا لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعا عن لبنان وشعبه.
وقال حزب الله في بلاغ عسكري: “أطقت المقاومة الإسلامية صباح اليوم صاروخا باليستيا من نوع “قادر “1 مستهدفة مقر قيادة الموساد في ضواحي تل أبيب وهو المقر المسؤول عن اغتيال القادة وتفجير البايجرز وأجهزة اللاسلكي”.
ويستمر انطلاق صفارات الإنذار قرب الحدود مع لبنان، إثر إطلاق “حزب الله” عشرات الصواريخ على مواقع عسكرية ومستوطنات.
هجوم بري وشيك
من جهتها، تحدثت وسائل إعلام “إسرائيلية” عن استعدادات الجيش لتوسيع الحملة ضد “حزب الله”، معتبرة أن إطلاق صاروخ باليستي هذا الصباح على تل أبيب، يزيد احتمالات تنفيذ عملية برية في لبنان.
وحسب موقع “واللا” العبري، فإن القيادة الشمالية للجيش “الإسرائيلي” تواصل تدريب القوات البرية، وقد أجريت مؤخرا عدة تدريبات تحاكي القتال في الساحة الشمالية، مضيفا أن الإجراءات الأخيرة تقرب الجيش “الإسرائيلي” خطوة أخرى من إمكانية إجراء مناورة برية في جنوب لبنان لدرء التهديدات على الجبهة الداخلية الإسرائيلية.
وحسب صحيفة “جيروزاليم بوست”، فإن المعادلة تغيرت جذريا بعد سلسلة أحداث منذ الثلاثاء الماضي، حيث أصبحت إسرائيل في وضع “أفضل بكثير في الصراع المتصاعد مع حزب الله مما كان ليحلم به أحد”.
وأوضحت الصحيفة أنه حتى الاجتياح البري لا يفترض بالضرورة خيارا واحدا، مشيرة إلى أنه حسب معلوماتها، إذا شن الجيش الإسرائيلي هجوما بريا، فإن خياره الأول – مع بقاء كل الخيارات مطروحة على الطاولة – سيكون على الأرجح الاستيلاء على منطقة أمنية في جنوب لبنان لمنع إطلاق الصواريخ قصيرة المدى والحصول على ورقة مساومة لإبقاء “حزب الله” خارج المنطقة.
وحسب “جيروزاليم بوست”، فإنه في الأسبوع الماضي بدا الموعد النهائي للتصعيد الكبير والاجتياح وكأنه منتصف أكتوبر، حتى يتسنى إنجاز معظم مهامه قبل نوفمبر وبدء “الشتاء اللبناني الرهيب”، لكن أحداث الأسبوع الماضي ربما تكون قد أدت إلى تقديم الموعد.
وأشارت الصحيفة إلى أنه “من الصعب أن نتصور إسرائيل تسمح لحزب الله بإغلاق ثلث البلاد وحيفا حتى منتصف أكتوبر دون رفع الرهانات إلى مستوى الاجتياح”.