غزة تواجه شبح الجوع والعطش

حذّر تقرير دولي شارك في إعداده عدد من الوكالات الإنسانية، من استمرار المخاطر العالية لحدوث مجاعة بأنحاء قطاع غزة في ظل استمرار الصراع والقيود المفروضة على الوصول الإنساني، مشيرا إلى أن نحو 96% من سكان غزة (2.1 مليون شخص) يواجهون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، متوقعا استمرار هذا الوضع حتى سبتمبر 2024.

وأفاد التقرير أن أكثر من 495 ألف شخص (22% من السكان) يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد في المرحلة الخامسة، التي تواجه فيها الأسر نقصا شديدا للغذاء والتضور جوعا واستنفاد القدرة على المواجهة.

وجاء في تقرير هيئة الأمم المتحدة للمرأة، يوم الخميس 27 يونيو 2024، أن ما لا يقل عن 557 ألف امرأة في غزة يواجهن انعداما حادا للأمن الغذائي، وأن الوضع مقلق بشكل خاص بالنسبة للأمهات والنساء البالغات، اللاتي غالبا ما يعطين الأولوية لإطعام الآخرين ويواجهن صعوبات أكثر من الرجال في الحصول على الطعام.

وأضاف، أن الأعباء الملقاة على عاتق النساء أثناء الصراعات تزداد ويُقيد وصولهن إلى الخدمات، وتُعرض صحتهن وأمنهن الغذائي للخطر، كما تزداد مخاطر تعرضهن لكل أنواع العنف القائم على النوع الاجتماعي.

ووفق إحصاء أجرته مؤخرا في أنحاء قطاع غزة، حددت هيئة الأمم المتحدة للمرأة خمس حقائق توضح كيف يؤثر انعدام الأمن الغذائي على النساء في غزة،  فإن 7 من بين كل 10 نساء أفدن بفقدانهن للوزن خلال الأيام الثلاثين الماضية، وأكثر من نصفهن ذكرن أنهن يعانين من دوار متكرر.

كما أن أكثر من 80% من المشاركات في الإحصاء يعتمدن على المساعدات الغذائية كمصدر رئيسي للغذاء، إلا أن 87.3% يعتقدن أن المساعدات الغذائية لا تُوزع بشكل منصف بناء على حجم الأسرة.

وتواجه النساء الحوامل والمرضعات مخاطر صحية عالية بسبب عدم توفر الرعاية الصحية والتغذوية الكافية، فـ 76% من النساء الحوامل كن مصابات بفقر الدم، و99% يواجهن تحديات في الوصول إلى الإمدادات التغذوية والتكميلية بما يهدد صحة الأمهات والمواليد.

وقالت الهيئة إن هناك عدة إجراءات يجب اتخاذها للتصدي لهذا الوضع، منها السماح بالوصول الإنساني دون عوائق لجميع سكان غزة، وتوفير المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة للسكان، وتوفير خدمات الوقاية من سوء التغذية وعلاجه، واستعادة الإنتاج ونظم السوق، بما في ذلك إعادة تأهيل نظم إنتاج الغذاء في أقرب وقت.

وفي سياق ذاته، حذر الاتحاد الأوروبي من استمرار الوضع الإنساني الكارثي بقطاع غزة، جراء عدوان الاحتلال “الإسرائيلي” المستمر منذ نحو 9 أشهر، مشيرا إلى أن وقف إطلاق النار الذي أقره مجلس الأمن الدولي لم ينفذ بعد مما لا يسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وأضاف أن “ما نراه حاليا هو استمرار للمجاعة والقصف”، موضحا أن “وقف العمل العسكري وتقديم المزيد من الدعم الإنساني لغزة، والنظر في حل سياسي هي الأمور الأكثر إلحاحا بالوقت الراهن”.

من جانبها، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن الفلسطينيين في قطاع غزة بحاجة ماسة إلى الرعاية الصحية، في حين أن عددا قليلا من مراكزها الصحية ما زالت تعمل في القطاع.

وأضافت الأونروا في منشور لها على منصة إكس الخميس، أن النقص الحاد في الأدوية والوقود يعيق عمليات إنقاذ الأرواح، مؤكدة أن الوصول الآمن والمستدام للمساعدات لا يمكن أن يتأخر أكثر من ذلك.

فيما أوضح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن الشركاء الذين يعملون على دعم الرعاية الصحية في غزة يحذرون من أن انقطاع التيار الكهربائي بسبب نقص الوقود لا يزال يعرض حياة المرضى أصحاب الحالات الحرجة للخطر، ويشمل ذلك الأطفال حديثي الولادة، ومرضى غسيل الكلى، وأولئك الذين يرقدون في أقسام العناية المركزة بالمستشفيات. كما يعيق نقص الوقود الجهود المبذولة للاستجابة لأزمة المياه والصرف الصحي والنظافة في جميع أنحاء القطاع.

وأكد المكتب أن الشركاء العاملين على الاستجابة في هذا المجال أفادوا بأن إنتاج المياه من آبار المياه الجوفية، التي تعد المصدر الرئيس لإمدادات المياه في غزة، انكمش بنسبة تزيد عن 50 في المائة، من 35,000 متر مكعب يوميا إلى 15,000 متر مكعب فقط.

ومنع إغلاق معبر رفح البري جنوب القطاع عمليات الإجلاء الطبي لما لا يقل عن ألفي مريض، بعد أن كان يسجل مغادرة ما يقرب 50 مريضا بحالة حرجة يوميا، حيث لم يتمكن ما لا يقل عن ألفي شخص من مغادرة غزة لتلقي الرعاية الطبية اللازمة منذ بدء العدوان.

وقد أكدت منظمة الصحة العالمية أن ما لا يقل عن 10 آلاف شخص بحاجة لإجلائهم من غزة، وهذا العدد يقل عن العدد الذي يحتاج إلى رعاية حرجة من صدمات الحرب والأمراض المزمنة.

يُذكر أن العدوان المستمر للاحتلال “الإسرائيلي” على غزة منذ  7 أكتوبر الماضي، أدى إلى ارتقاء 37 ألفا و765 شهيدا، وإصابة 86 ألفا و429 آخرين، إلى جانب نزوح نحو 1.7 مليون شخص من سكان القطاع.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى