عليلو يكتب: مصطفى البقالي الطنجي.. يعيش الرسالية في حياته الخاصة، وفي دعوته العامة
كثيرا ما نهتم بإبراز خصال ومزايا وعطاءات رجالات الفكر والسياسة والدعوة.. ونعد محاسنهم ومواقفهم وآثارهم، لكننا ناذرا ما نلتفت لأشخاص بسطاء في تكوينهم وتعليمهم وعلمهم، ولكن لهم أثر كبير في محيطهم الاجتماعي. من الرجال الذين تعرفت عليهم في مسيرتي الدعوية بمدينة طنجة، الأخ والصديق سيدي مصطفى البقالي، والذي انتمى لحركة التوحيد والإصلاح لما كنت مسؤولا عن الحركة بطنجة، وعرضت عليه العضوية، فأجابني بأنه يحتاج الى أن يستخير الله في ذلك، فقلت له : أعمال الخير والدعوة لاتحتاج للاستخارة، فاستجاب وانتمى الى الحركة ومازال عضوا بها.
هذا الرجل البسيط مستواه الدراسي الخامس ابتدائي، تاجر “على قد الحال” لكنه أُمة في الحركة والدعوة وإصلاح ذات البين. رجل تجسدت فيه معاني الرسالية بكل معاني، مبادر ، متطلع نحو الأحسن، غيرة على الدين، لايتوقف عن الحركة، همه خدمة الشباب واحتضانهم ومساعدتهم على الصلاح والاستقامة والنجاح الدراسي. رجل يؤطر شبابا جامعيا ومنهم باحثون في سلك الماستر والدكتوراه، أنشأ مكتبة متنوعة بإحدى الجمعيات التي يشتغل بها ليزرع في التلاميذ والطلبة حب الكتاب والادمان عليه، نظم لهم مرارا رحلات للمعرض الدولي للكتاب، يحسن التواصل مع الشباب والانصات إليهم، ونصحهم وارشادهم، افضاله على الكثير منهم. حينما تلاقيه لا يحدثك عن الدنيا ومتطلباتها وإنما يحدثك عن الدعوة وكيفية النهوض بها.
مصطفى البقالي رجل رغم قلة يده إلا أنه عفيف لا يمد يده للغير إلا لمساعدة مدين أو مريض، إنه رجل يصدق فيه قول أمين المصري: “إن العامل الأساسي لنجاح الداعية ليس هو كثرة علمه ولا قوة بيانه وسحره، لكن هناك عاملا قبل كل هذه الأمور، هو الإيمان بالدعوة التي يدعو إليها والخوف الشديد مما يعتريها والشعور بالأخطار التي قد تقع بسبب إهمالها فمثل هذا الإنسان يترك فيهم أقوى الآثار ولو كان أبكم”.
سألتُ مصطفى البقالي مرة عن الشخصيات الفكرية أو الدعوية التي يتابعها، ففاجأني بجوابه، إنه معجب بجاسم سلطان ويتابع محاضراته وحواراته ويعمد على تقاسمها مع أصدقائه عبر الواتس اب، هذا الرجل اليوم يقود مبادرة مع شباب الحركة لإحياء مقر للحركة بأنشطة شبابية وتوفير مكتبة لهم. الدعوة والحركة الإسلامية محتاجة الى أمثال سيدي مصطفى البقالي الذين يعيشون الرسالية في حياتهم.
بقلم: محمد عليلو