عصا السنوار..! – عبدالهادي باباخويا
القيم النبيلة دائما تتحدى الواقع دون تبرير، وصاحبها يؤكد أنه أقوى من الظروف ولا يقيم لها اعتبار.
حياة الشهيد القائد يحيى السنوار، رمز لأخلاق النبل والشهامة والبطولة، لكنها أيضا رمز لتحدي الواقع.. وأي واقع..!؟ واقع يتحدى الجميع، بخبثه وجبروته وخذلانه وتكالب شياطينه. فإذا كنا نحن نبرر فشلنا وانهزامنا في معارك الحرية والكرامة بالظروف والمعطيات و..
فالسنوار ينتصر على هذه الظروف بقيمه وأخلاقه التي هزمت الجانب المادي في شخصيته المادية، وانطلقت في الوجود تعطي للحياة جمالها الأخروي وحقيقتها الفانية..
عصا موسى عليه السلام انتصرت على سحر الإنسان، وعصى السنوار أسقطت صورة الطغيان، وجردته من دعاياته وقصصه وسردياته الفارغة، ونقلت روح المقاومة ومعركة الحرية ومطالب الكرامة إلى شعوب العالم.
وأحرار العالم سيتخذونه رمزا لمناهضه الاستكبار، وقدوة في أخلاق النضال والقتال.. ستصبح سيرته مشروع تحرر وطني لكل شعوب المنطقة، ومشعل بطولة بالعصا والبندقية وقبلهما حجر وسكين..
عصا السنوار هي عنوان فجر جديد، لاح في تسديدته نحو الطائرة السيارة، وسترسمه كتائب المقاومين رغم الحطام والدمار والأشلاء.