إيراهيمي يعرض بالبرلمان مقترح قانون لمنع التدخين والسجارة الإلكترونية

عرض مصطفى إبراهيمي عضو المجموعة النيابية للعدالة والتنمية بالبرلمان مقترح قانون للمجموعة يمنع تدخين السجارة والسجارة الإلكترونية والشيشة، والإشهار لهذه المواد والدعاية لها بالأماكن العمومية.
وقال إبراهيمي إن التدخين آفة عالمية ومصدرخطرحقيقي على الحياة، ويعد من أهم أسباب الوفيات المبكرة في العالم وخاصة الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل، مضيفا أن هناك تقارير عالمية صادرة عن المنظمة العالمية للصحة تؤكد أن هذا الوباء يتسبب في وفاة 8 ملايين شخص بشكل مباشر سنويا.
وأوضح عضو مجلس النواب، أن هذا الوباء يتسبب من جهة أخرى في وفاة 1.2 مليون شخص بشكل غير مباشر؛ أي التدخين السلبي، ليبلغ العدد الإجمالي للأشخاص الذين يقتلهم التدخين بنوعيه المباشر وغير المباشر 9.2 مليون شخص.
وأشار المتحدث إلى أن التدخين هو السبب الأساس لمجموعة من الأمراض غير السارية؛ أي الأمراض التي لا تنتقل بالعدوى، خالصا إلى أن التدخين في المحصلة النهائية هو تهديد مباشر للتنمية البشرية والاقتصادية بالنظر إلى تداعياته وتكلفه على المنظومة الصحية والإنتاجية في صفوف الموارد البشرية.
وقال إن المغرب يستهلك حوالي 18 مليار سيجارة في السنة، منها 15 مليار سيجارة تروج بطريقة قانونية، بينما يبلغ رقم المعاملات 33 مليار درهم، بينما التكلفة الصحية تبلغ 31 مليار درهم حسب الحساب الوطني للصحة تقرير سنة 2024.
وأكد إبراهيمي أن نسبة كبيرة من هذه التكلفة الصحية الضخمة تستهلكها الأمراض غير السارية، مشيرا إلى أن المصارف المباشرة التي لها علاقة مباشرة بالتدخين تبلغ 5.2 مليار درهم، مضيفا أن من الأمراض التي يتسبب فيها التدخين هي سرطان الفم والحنجرة وسرطان الثدي عند المرأة..
وتحدث عن معاناة 6% من المؤمنين لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي من أمراض ناجمة عن التدخين، ويؤدي ذلك إلى استهلاك 50% من ميزانية للصندوق، قائلا وبالتالي فهذا إشكال حقيقي، بحيث أن ربع الساكنة التي يفوق عمرها 18 سنة تستهلك التبغ العادي حسب دراسة الصحة سنة 2018.
ونبه إلى أن المخيف في الأمر أن 9 ملايين مغربي يستهلكون التبغ العادي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، و1 من 6 أطفال يدخن (13 و15 سنة)، محذرا من أن المصيبة تضاعفت بفعل التدخين الالكتروني، إذ بلغ تعاطي الأطفال للسيجارة الإلكترونية 7.7% من الأطفال (15 و17 سنة) ولجوا لها. والأغلبية للإناث.
كما نبه إلى وجود تسيب في الإشهار لهذه الآفة رغم وجود القانون 91.15 الذي يمنع الدعاية، موضحا أن هذا القانون لم يطبق منذ 30 سنة،
واستعرض ابراهيمي أمام النواب صورا صادمة لعرض التدخين في لوحات إشهارية بمدن مغربية، والأدهى من ذلك صورة عرض التدخين في حافلة للنقل المدرسي، في المقابل استعرض لوحات إشهارية في دول غربية تتضمن صور سرطانات الفم والحنجرة والرئة والأجنة بشكل لا يمكن حتى النظر إليها.
ووصف الشركات المنتجة للتدخين بـ”المجرمة” لكونها لا تنتج إلا المرض والسرطان والوفاة المبكرة، وتنتج المآسي، مشيرا إلى الأزمة التي وقعت في 2025 بين الشركة المهيمنة وأصحاب البيع، داعيا إلى وقفة للتقييم، بعد مرور سنوات عن إصدار قانون منع التدخين سنة 1991 ولم يطبق نهائيا.
ونبه إلى أن المغرب وقع على الاتفاقية الدولية لمنظمة الصحة العالمية الخاصة بمكافحة التبغ سنة 2004 ولم يصادق عليها حتى الآن، فمن أصل 187 دولة فقط 9 دول لم تصادق عليها منها 5 مصنعة (الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان وكوبا)، إلى جانب المغرب والصومال في المنطقة العربية.
وعلل سبب تقديم مقترح قانون حول الموضوع بالرغبة في تطوير قانون 1991 واقتفاء أثار الفريق الاستقلالي الذي تقدم في 2008 بمقترح قانون في هذا الشأن، وصوتنا عليه بالإجماع. وختم بالتأكيد على أن الهدف من المقترح هو الحد من خطورة الآفة وتحيين السجارة الإلكترونية والرفع من الغرامة.
موقع الإصلاح