عدوان سافر – فايز رشيد
مشاركة مسؤولين أميركيين على مستوىً عالٍ (من البيت الأبيض) المستوطنين الصهاينة في اقتحام المسجد الأقصى المبارك ـ الجمعة 20آب/أغسطس الحالي (وفقما ذكرت الصحف الأردنية: الغد” الدستور” الرأي” وموقع “عرب 48) هو عدوان أميركي سافر على الفلسطينيين” فلم يكتفِ الرئيس ترمب بقراره حول القدس” واعتبارها عاصمة لإسرائيل” ونقل السفارة الأميركية إليها” ولكنه بمشاركة مسؤوليه قطعان المستوطنين في اقتحام المسجد الأقصى المبارك” يريد تأكيد الممارسات الصهيونية في تهويد القدس” ومحاولة زعزعة أساسات المسجد من أجل هدمه” وبناء الهيكل لثالث المزعوم في محله! ولذلك حرص السفير الأميركي في الدولة الصهيونية على أن يظهر في صورة خلفيتها مدينة القدس” ولكن بدون المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرّفة” وهذا يعني ما يعنيه.
تزامن ذلك مع تصريح للرئيس ترمب لـ”فرانس برس” أورده موقع “العربي الجديد” قال فيه: ما من رئيس أميركي آخر ساعد “إسرائيل” بقدر ما فعلت. يأتي سماح الرئيس ترمب لموظفين في إدارته بالمشاركة في اقتحامات المسجد الأقصى في الوقت الذي منع فيه بنيامين نتنياهو زيارة عضوتي الكونجرس الأميركيتين رشيدة طليب وإلهان عمر لأنهما تلحقان الضرر بـ”إسرائيل”. وقال رئيس الوزراء الصهيوني: صحيح رشيدة طليب (وهي من أصل فلسطيني) قدمت طلبا لزيارة أسرتها في “يهودا والسامرة”” لكنها ظلت تروّج لمقاطعة إسرائيل. وكانت نائبة وزير الخارجية الصهيونية تسيبي حوتوفلي قد أعلنت قرارا بمنع “النائبتين” الديمقراطيتين في الكونجرس الأميركي من زيارة “إسرائيل”” بحسب ما ذكرته وكالة رويترز للأنباء. يأتي ذلك بعد أن قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب في وقت سابق “إن سماح إسرائيل للنائب الديمقراطية إلهان عمر” والنائب الديمقراطية رشيدة طليب” بزيارة البلاد سيدل على ضعف رهيب. واتهمهما بأنهما “معاديتان للسامية وتكرهان اليهود!”.
لقد ذكر الناطق الإعلام في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة فراس الدبس” أن “عشرات المستوطنين” بينهم 50 طالبا يهوديا” اقتحموا المسجد الأقصى ضمن مجموعات متعددة، برفقة مسؤولين أميركيين من البيت الأبيض، في سابقة خطيرة من نوعها (وكالة الأنباء الفلسطينية). وأضاف: إن المستوطنين المقتحمين للأقصى من جهة “باب المغاربة” وبحراسة مشددة من قوات الاحتلال “نظموا جولات استفزازية في باحات المسجد” وسط محاولات لأداء طقوس تلمودية في باحاته” وذلك في الذكرى الخمسين لإحراق المسجد الأقصى 9 على يدّ اليهودي المتطرف دينيس مايكل روهان” في 21 آب/أغسطس عام 1969 والذي تسبب في تدمير معالم دينية وأثرية وحضارية نادرة” متجذرة تاريخيًّا. وتؤكد على إسلامية المكان وعروبته من فسيفساء وزخارف خشبية شملت العصور الإسلامية المتعاقبة وعلى رأسها منبر الناصر صلاح الدين الأيوبي” محرر المدينة من الاحتلال الصليبي.
نعم، تستمر معاناة الشعب الفلسطيني مع الحصار الذي يفرضه الاحتلال على المسجد الأقصى ومنع حرية العبادة للمسلمين وعرقلة الوصول إليه لأداء عباداتهم في مسجدهم بكل حرية كحق كفلته كافة المواثيق والقوانين الدولية.
إن المسجد الأقصى المبارك هو قبلة المسلمين الأولى وجزء من العقيدة الإسلامية وهو ليس للفلسطينيين وحدهم، وإنما هو في قلب وعقيدة كل عربي ومسلم، وواجب على كل العرب والمسلمين القيام بواجبهم تجاه هذه البقعة المقدسة وحمايتها.
بدوره. قال وزير شؤون القدس المحتلة “فادي الهدمي” “إننا الآن في مواجهة أمام محاولة حكومة الاحتلال إسقاط المسجد الأقصى المبارك”. وأضاف: إن “القدس تستنزف” وإن الوضع فيها زاد على حد الاحتمال” نتيجة انتهاج حكومة الاحتلال سياسة التهجير منذ العام 1967 لصالح الاستيطان المخالف للقوانين والأعراف الدولية”. وحذر من “استمرار ارتكاب سلطات الاحتلال لمجازر جماعية” طالت بيوت المقدسيين” عدا استهداف مناحي الحياة الثقافية والاقتصادية والدينية” لتنفيذ مخططاتها الاستيطانية في القدس المحتلة”.
المطلوب من الأمتين العربية والإسلامية القيام بواجباتهما تجاه المدينة المقدسة على مختلف الأصعدة والسبل” كما أن الدخول الأميركي على خط العداء المباشر للفلسطينيين يستدعي عقد اجتماع لجامعة الدول العربية والتنسيق مع منظمة المؤتمر الإسلامي” لوضع الأسس الكفيلة بالرد على خطوات الإدارة الأميركية المتصهينة” فلا أقل من عدم استقبال مسؤولين أميركيين في البلدان العربية والإسلامية.
وبالمثل عدم سفر مسؤولين إلى واشنطن، “التي إذا ما أسيء إلى سياساتها من قبل دولة ما” تحاصرها سياسياً وتجارياً” وتشير إلى كافة الدول بانتهاج نهجها. كما تقوم بفرض العقوبات عليها” وتهددها بتوجيه ضربات عسكرية إليها. لا نريد محاربة أميركا” ولكن لا أقل من مواجهتها بالوسائل السلمية المتاحة” وذلك أضعف الإيمان” علّها تعدّل من سياستها الإسرائيلية.
صحيفة الوطن العمانية