عادات المغاربة في رمضان 6: الاستعداد لعيد الفطر

تستعد الأسر المغربية مع اقتراب عيد الفطر لاقتناء ما تحتاجه من أزياء وألبسة تقليدية لهم ولأبنائهم لاستقبال العيد في أبهى حلة، إضافة إلى تحضير الحلويات التقليدية الخاصة بالمناسبة، وشراء المكسرات بمختلف أنواعها وغيرها من المستلزمات الضرورية لهذه المناسبة الدينية، لتزيين موائدهم بما لذ وطاب.
ويطلق المغاربة اسم العيد الصغير على عيد الفطر، مقابل العيد الكبير أي عيد الأضحى. تجتمع العائلات مع بعضها، و يحرص كثير من المغاربة الذين يعملون في المدن الكبرى على العودة إلى مسقط رأسهم في مدنهم وقراهم.
ويبدأ الاستعداد للعيد في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك بتنظيف البيوت، وتهويتها وتغيير أفرشة صالوناتها لاستقبال العيد وضيوفه الذين يكونون من الجيران والعائلة، من أجل إضفاء المزيد من السعادة والبهجة على المكان.
وتقوم النساء بتجهيز حلويات العيد التي تزين مائدة صباح عيد الفطر لتقديمها للضيوف، والتي تكون في الغالب باللوز والمكسرات وأشهرها “الفقاص” و”كعب لغزال” و”البريوات” بالعسل و”الغُريبة”، بالإضافة إلى الفطائر التي ترافقها وعلى رأسها البغرير (القطايف) بالعسل و”الرغايف” وأيضا “سلّو” الذي رافق المائدة المغربية طيلة رمضان، ويزين مائدة العيد صينية الشاي المغربي وكؤوسها الجميلة التي تقتنيها ربات البيوت لهاته المناسبة.
ومن أبرز استعدادات الأسر المغربية للعيد، الذهاب لمحلات الملابس لشراء ملابس جديدة للعيد لأطفالهن، والتي سيلبسونها أول مرة في هذا اليوم العظيم، بالإضافة إلى تحضير الملابس التقليدية الخاصة بالمناسبة، فلا يكتمل الاحتفال إلا “بالقفطان” النسائي التقليدي و”الجبادور” الرجالي للكبار والصغار، سواء بواسطة الخياط التقليدي أو يتم شراؤه جاهزا، مرفوقا ب”البلغة” و”الشربيل”.
وتحرص ربات البيوت أيضا على اقتناء ما يحتاجونه للعيد من شراء الحلويات والمكسرات، وما يحتاجونه لتحضير أطباق العيد لوجبة الغذاء والعشاء للأسرة وضيوفها، والتي هي عبارة عن طبق الكسكس بالزبيب والبصل مع الدجاج والمكسرات، أو طبق الطاجين المغربي باللحم والبرقوق.
أجواء العيد الروحانية
يستيقظ الناس باكرا صباح العيد، ويتوجه الرجال والنساء للمساجد والمصليات لأداء صلاة العيد، في الوقت الذي تصدح فيه مكبرات الصوت من المساجد بتكبيرات العيد لجذب الانتباه وإيذانا بقرب موعد الصلاة، ويرافق الأطفال آبائهم للصلاة أيضا حرصا على ترسيخ قيم الإسلام في نفوسهم.
وبعد الصلاة، يتبادل الناس التهاني فيما بينهم، وتبدأ رحلة التزاور بين الجيران والعوائل، وأخرى تتهيئ لاستقبال ضيوفها لمباركة العيد والدعاء بحسن اغتنام شهر رمضان المبارك، وتحرص الأسر على صلة الرحم في هذا اليوم، بأن تزور الأسرة الصغيرة منزل الجد والجدة وتكون فرصة للأطفال للفرح والابتهاج وسط العائلة، التي يقدم جميع أفرادها لهم مبالغ مالية صغيرة احتفاء بالعيد ولإدخال السرور على قلوبهم.
و تجتمع أفراد العائلة بمنزل الجد والجدة إحياء للروابط الأسرية والاجتماعية، كما تكون الأسر على أهبة الاستعداد لاستقبال وفود الزوار والضيوف، بما لذ وطاب من الحلويات والفطائر والتي تؤكد على متين العلاقات الأسرية والروابط العائلية التي يحرص عليها المغاربة منذ قرون.
وتعد زكاة الفطر أو “الفطرة” شعيرة دينية يختم بها المغاربة شهر الصيام، فيخرجونها في الغالب ليلة العيد أو صبيحته لفائدة الفقراء والمحتاجين في محيطهم العائلي أو الجيران،وهناك من يفضل إعطاءها لجمعيات خيرية تتكفل بتوزيعها على الأسر المعوزة.
وتعتبر الحناء من العادات المرتبطة بعيد الفطر، إذ تفضل النساء كبيرات السن إلى تخضيب أيديهن بالحناء، أما الشابات والطفلات فيلجأن إلى نقاشات محترفات لنقش أيديهن وأرجلهن بنقوش حناء بأشكال هندسية مختلفة، وللحناء في المغرب مكانة خاصة فهي تحضر بقوة في المناسبات الدينية والاحتفالات المهمة، إذ يعتبرها المغاربة دلالة على التفاؤل والفرح.
عادات اجتماعية راسخة
ومن أبرز العادات الراسخة في الكثير من الأسر المغربية عادة “حقّ الملح”، يقدّم بموجبها الزوج هدية شكر لزوجته في العيد، اعترافا وتقديرا منه لجهودها في إسعاد الأُسرة طيلة شهر رمضان المبارك، بالإضافة على عادة الصلح بين المتخاصمين لتسود المحبة بين الجميع.