عادات المغاربة في رمضان 1: العمل الإحساني والتكافل الاجتماعي

يسارع المغاربة عند حلول شهر رمضان المبارك إلى العمل الصالح والمبادرات الخيرية في أجواء إيمانية وروحانية، لتقديم المساعدة والعون للمعوزين والفقراء ، دعما لهم وتضامنا مع أحوالهم المعيشية طلبا للأجر والثواب.
وتعد عملية الدعم الغذائي التي تنظمها مؤسسة محمد الخامس للتضامن خلال شهر رمضان من أهم المبادرات التضامنية على المستوى الرسمي، يتم خلالها تقديم الدعم والمساعدة للفئات الاجتماعية الأكثر هشاشة بمناسبة هذا الشهر الكريم، الذي يعتبر رمزا للتشارك والعطاء.
ويمثل شهر رمضان، في كل سنة، محطة هامة بالنسبة للمؤسسة، التي تسخر إمكانياتها من أجل تقديم المساعدات الغذائية لأعداد كبيرة من السكان المعوزين، خلال فترة تزيد فيها احتياجاتهم الغذائية. وعليه، فعملية الدعم الغذائي في رمضان مخصصة لتغطية الحاجيات والتخفيف من العبء المالي الذي يرهق كاهل الأسر الفقيرة.
وتكثر في شهر رمضان مبادرات خيرية متعددة الأشكال من هيئات وجمعيات المجتمع المدني عبر حملات مساعدة الأسر المحتاجة، ومختلف صنوف البر والإحسان التي يقبل عليها المغاربة بشكل كبير، وخاصة “قفة رمضان” التي تتضمن المواد الغذائية اللازمة لمساعدة المحتاجين بهدف رسم البسمة على وجوه الفقراء وإدخال البهجة إلى قلوبهم.
وتعمل هذه الجمعيات على توزيع الحاجيات الضرورية التي يكثر عليها الطلب خلال شهر رمضان، مستهدفين الفقراء والأرامل وذوي الاحتياجات الخاصة، كما أصبح من السهل على أي فرد المساهمة في مساعدة الفقراء والمحتاجين من خلال شراء “قفة رمضان” جاهزة من المحلات التجارية الكبرى.
وتنطلق مبادرات محلية تقوم بها بعض المطاعم والتي توفر إفطارا مجانيا طيلة شهر رمضان الكريم، يستفيد منها الفقراء والمشردون والمحتاجون، ويقوم عليها متطوعون من الشباب خاصة، وأخرى تتطوع للتنقل إلى مراكز تأوي فئات اجتماعية كدور العجزة ومراكز حماية الطفولة وجمعيات رعاية مرضى السرطان وغيرها، لمشاركة المُقيمين فيها لحظات ملؤها الإنسانية للتخفيف من إحساسهم بالعزلة في هذا الشهر الكريم.
وتندرج هذه المبادرات التي باتت عُرفا سنويا ضمن الإحسان إلى الفقراء، وإفطار الصائم الذي وضع له الشارع الحكيم الأجر والثواب الجزيل ترغيبا فيه، وتطبيقا للنصوص الدينية التي تحث على إطعام الفقير عامة، والصائمين منهم خاصة، طلبا للمغفرة والثواب. وهذه مبادرات تبرز قيم المغاربة الأصيلة في الجود والكرم، وتعكس صورة من التعاون والتكافل بين أفراد المجتمع.
موقع الإصلاح