طبعة جديدة لكتاب “مغربيات حافظات للقرآن”
صدرت الطبعة الثانية رمضان هذا العام 1429هـ الموافق لـ شتنبر 2008 من كتاب”مغربيات حافظات للقرآن” للصحافية المغربية حبيبة أوغانيم، وهذه الطبعة تتميز عن سابقتها بتفضل الشيخ عمر القزابري بتقديم للكتاب مع إضافة حلقة للحافظة وفاء بتراكتور ليبلغ عدد الحافظات في الكتاب عشرين حافظة يمثلن مختلف الفئات الاجتماعية والعمرية بالمغرب. ويتناول كتاب ”مغربيات حافظات مغربيات” عينات من هؤلاء النساء تفوقن في حفظ القرآن وتحفيظه، وقدمن منارة افتخار للمغرب والمغاربة.. ومن خلال حوالي عشرين حلقة، تحكي حافظات للقرآن الكريم من مختلف المدن المغربية تجاربهن ومسيراتهن في الحفظ، خاصة وأن منهن من لم تلج أبواب المدرسة، لكنها بعزيمة قوية حاربت الأمية على كبر سنها وتعلمت القراءة وحفظت القرآن، بل أصبحت بعضهن معينات لأخريات على حفظه.. ومنهن المعاقة التي لم تمنعها إعاقتها من حفظ القرآن الكريم بأحزابه الستين.. ومنهن أيضا الموظفة والطالبة والطبيبة والشابة والصغيرة والمسنة.. كما أن منهن أيضا المغربية المهاجرة في ديار الغرب والغربة لم تتمكن رياح التغريب من محو انتمائها للمغرب الأقصى والأمة الإسلامية. إنها أمثلة حية ونماذج مشرقة لنساء مغربيات ركبن قطار التحدي رغم كل الصعوبات وتمكن من نيل صفة الحافظات لكتاب الله. وإنها أمثلة لنساء سعين بكل قوة وعزيمة جاهدات لتحقيق ما جاء في حديث عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ”خيركم من تعلم القرآن وعلمه” رواه البخاري ، والحديث المروي عن عائشة رضي الله عنها أن الرسول الكريم قال: ”الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران” رواه البخاري ومسلم. وخلال هاته الحلقات، التي سبق أن نشر أغلبها بجريدة ”التجديد” المغربية في شهر رمضان الكريم شهر القرآن سنة 1427، وموقع “لها أونلاين” يتوقف القارئ على مسيرة هؤلاء الحافظات مع كتاب الله حفظا وتحفيظا، وكيف وفقن بين حيازة فضل القرآن ومشاغلهن العائلية والتعليمية والمهنية.
يتكون كتاب “مغربيات حافظات للقرآن” من 160 صفحة من الحجم المتوسط، تتضمن تقديما للأستاذ عبد الله اكديرة رئيس المجلس العلمي بالرباط التابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وتمهيدا يعرف بمضمون الكتاب ونصا كاملا لرسالة الطبع التي كانت سببا في إخراجه إلى حيز الوجود، إضافة سلسلة من المقالات والحوارات مع نساء من مختلف المناطق المغربية ومختلف الأعمار ومختلف الفئات الاجتماعية. فالأخت فاطمة أيت دواء معاقة لم تكمل دراستها بالثانوية لكنها نجحت في حفظ القرآن، والسيدة الزهراء أم خليل كانت أمية لكنها على كبر سنها تعلمت القراءة والكتابة واجتهدت في حفظ القرآن وتحفيظه لبنات جنسها حتى فاق عدد النساء اللواتي حفظتهن القرآن 100 حافظة أما السعدية فقيري فإنها ضربت مثالا جيدا في تحدي الإعاقة البصرية إذ تمكنت من حفظ القرآن رغم أنها مكفوفة، والأكثر من ذلك أنها تفوقت في دراستها بالمنظمة العلوية لرعاية المكفوفين في جميع المواد. الدكتورة في طب العيون مريم الإدريسي أعطت مثالا حيا بأن المرأة العاملة خارج البيت يمكنها أيضا أن تنال حفظ القرآن وتربي أجيال فابنتها ذات الإثنى عشر ربيعا تمكنت من حفظ 20 حزبا، أما الطفلة فاطمة الزهراء التيجاني ذات 15 سنة فقد حفظت القرآن وصارت تحدثك وكأنك إلى جانب سيدة كبيرة في السن رزينة الحديث، وتتسم بمنهجية في التفكير كأنها أخذت تجربة طويلة الأمد. طلب العلم وحفظ القرآن لا يتعارضان هكذا أثبتت الطالبة فاظمة من مدينة بني ملال التي أكملت دراستها الجامعية مع حفظ القرآن، وكبر السن أيضا لا يتعارض مع حفظ القرآن إذ استطاعت السيدة فاطمة الزهراء البلغيتي من كلميم جنوب المغرب أن تحفظ القرآن وهي في الستين من عمرها وخرجت عدة حافظات. أما السيدة لمية مهاب وهي مغربية مقيمة في فرنسا وتنتمي إلى الجيل الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج فإن حفظها للقرآن تولد من وحي حديث سمعته من محاضر في معهد إسلامي بفرنسا مفاده أن من يحفظ القرآن يشفع لأقربائه، ولم تكن وحيدة في درب حفظها للقرآن، بل كان زوجها رفيق دربها في مسيرة الحفظ برواية ورش، التي استغرقت ثلاث سنوات. أما أم سلمى التي حفظت القرآن باستعمال غرف الدردشة فقد أعطت مثالا حيا لحسن استثمار التكنولوجيا الحديثة في البناء بدل استغلالها في هدم صرح الأخلاق،إذ استطاعت حفظ القرآن في أقل من شهرين، وقد سبق نشر مادتها في موقع “لها أون لاين”. إنها أمثلة على سبيل الذكر لا الحصر لنساء مغربيات يسرد الكتاب خوضهن تجربة الحفظ والعيش في ظل القرآن. وتضمن الكتاب أيضا بعض القواعد الأساسية لحفظ القرآن ومنها إخلاص النية لله عز وجل وإصلاح القصد ووجود الدافع الذاتي والهِمَّة العالية.