صدور العدد ال19 من الدورية “صدى لجنة القدس”
أصدرت وكالة بيت مال القدس الشريف ، مؤخرا ، العدد ال19 من دوريتها “صدى لجنة القدس”. ويتضمن العدد الذي صدر في حلة جديدة، متابعات لأنشطة صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، رئيس لجنة القدس ، ورصدا لجهود جلالته المقدرة في إطار حماية المدينة المقدسة وصيانة هويتها التاريخية العريقة.
كما يورد العدد أنشطة وبرامج الوكالة في إطار الاختصاصات الأصيلة المخولة لها، فضلا عن ملحق عن “صراع الهوية الثقافية بالقدس، ودور الوكالة في حماية المدينة وتراثها اللحضاري”.
واستهل العدد بافتتاحية تتناول السياق الذي ستعقد فيه الدورة ال21 المرتقبة للجنة القدس، والمتسم ،على الخصوص ، بما ستخلفه جائحة (كوفيد-19) من آثار على التوازن الاقتصادي والاجتماعي العالمي، “في ضوء السباق المحتدم بين الدول المقتدرة للظفر باللقاحات، مما بات يُقلق الضمير الجماعي العالمي، ويعطل حركة الدول النامية، التي تبحث لنفسها عن مكان في هذا العالم”.
واعتبرت الافتتاحية أن هذه “رسالة غير ودية” تُعيد إلى الأذهان عجز المؤسسات الدولية عن تنفيذ القرارات التي تم إقرارها في إطار منظومة الأمم المتحدة، وتضع المنتظم الدولي أمام مسؤولياته الأخلاقية في فرض احترام مبادئ القانون الإنساني العالمي الذي يقوم على الإنصاف والمساواة وحق الشعوب في الحياة وفي العيش الكريم.
وتابعت أن القضية الفلسطينية تبرز في هذا السياق كعنوان أساسي لهذا الاختلال المستمر، “حتى لا يبقى الفلسطينيون رهائن للإرادات الغربية، ينتظرون تغيُّر الإدارات، عسى أن تنعم أجيالهم بحقها في إقامة دولة مستقلة، متصلة جغرافيا، عاصمتها القدس الشرقية، بمؤسساتها وبعملتها الوطنية وباقتصادها وبميزانيتها، وذلك تكريما لما يزيد عن قرن من التضحيات الجسام، التي بذلتها أجيال فلسطينية متعاقبة”.
وجاء في الافتتاحية أن الأمل معقود على أن يساهم النزوع إلى السلام في تبديد الصور النمطية التي استبدت في أذهان البعض، وعمّقت سوء الفهم، ولم تترك فرصة لقيام تقارب حقيقي، يقوم على قيم التعايش والتسامح، “كما بشّرت بها الشرائع السماوية، وكرسها التفاهم الإسلامي-المسيحي، الذي أسس لنموذج بنّاء في البناء الحضاري المُتعدد”.
وكتبت في هذا الصدد أن القدس تشكل ، بروحها وبرمزيتها ، “مركزا أساسيا لكل تفاهم مُمكن على كلمة تجمع الناس، قوامها الحق في ممارسة الواجبات الدينية بحرية وطمأنينة”، كما نص على ذلك “نداء القدس”، الذي وقعه بالرباط أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، رئيس لجنة القدس ، مع قداسة بابا الفاتيكان البابا فرنسيس يوم 30 مارس 2019.
الإصلاح