صدقي يكتب: اليوم العالمي لشجرة الأرݣان.. في الحاجة لسياسة وطنية عمومية لحماية هذه الشجرة النادرة
يخلد العالم في كل 10 ماي من كل سنة، ذكرى اليوم العالمي لشجرة الأرݣان، بعد ان أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالاجماع السنة الماضية 2021، هذا اليوم يوما عالميا لشجرة الأرݣان، استجابة لمبادرة المغرب، ويرجع اختيار هذا التاريخ نظرا لنظوج ثمار هذه الشجرة في ماي.
ولحد الآن يستحوذ المغرب على حوالي 99.99% من غابات هذه الشجرة المثمرة، وتتركز هذه الغابات في 3 جهات رئيسة: جهة سوس ماسة، جهة كلميم وادنون، جهة مراكش اسفي.
وتنمويا، توفر هذه الشجرة دخلا قارا للأسر القاطنة في المجال القروي، إلا أنه مع توالي السنوات أضحى الوسطاء طرفا أساسيا في جني الجزئ الاساسي للأرباح، ما أدى لرفع قيمة زيوت هذه الشجرة المباركة، المعروفة بفوائدها الطبية والغذائية.
وهكذا انتقل ثمن بيع لتر واحد من زيت أرݣان، المستخلص بطريقة تقليدية من ثمار هذه الشجرة، من 40-35 درهم (حوالي 4-3.5 دولار)، عند نهاية الألفية السابقة وبداية الحالية، ليفوق اليوم ثمنه 300 درهم (حوالي 30 دولار).
واضافة لعامل المضاربة، لايمكن اغفال عوامل اخرى في رفع سعر الزيوت والمواد المستخلصة من هذه الشجرة، كارتفاع الطلب وقلة العرض (بسبب سنوات الجفاف المتواصلة، وغياب رؤية لحماية الشجرة)، دخول القطاع الخاص في عمليات الانتاج (الشركات والتعاونيات)، اضافة إلى تزايد عمليات التصدير بسبب ارتفاع الطلب الخارجي خاصة على مستخلصات شجرة أرݣان الطبية والتجميلية.
ورغم أن الدولة اسست متأخرة وكالة خاصة لحماية وتطوير مساحات زرع شجرة أرݣان، إلى جانب مؤسسات أخرى تتقاسم معها نفس الاختصاصات، إلا أن كل هذه الجهود تظل محدودة في ظل غياب سياسة عمومية وطنية لتثمين منتوجات هذه الشجرة، وحمايتها، وتوسيع مساحات زرعتها. في مقابل المخاطر الكثيرة التي تهدد هذه الشجرة، كالرعي الجائر، واثار التغيرات المناخية خاصة جفاف المناطق الجنوبية، واستمرار قطع الشجرة لتغطية حاجيات الساكنة للتدفئة والاستعمالات المنزلية الضرورية في المناطق القروية…
لذا تبدو الحاجة ماسة اليوم، أكثر من أي وقت مضى لوضع سياسة عمومية متناسقة بين كل القطاعات المعنية، من أجل بلورة استراتيجية وطنية تروم حماية هذه الشجرة المهددة بالانقراض واستثمار هذه الثروة الوطنية في عملية التنمية، تنبني على معالجة وتجاوز الاختلالات القانونية والمؤسساتية القائمة وتجاوز منطق الارتجال والمزايدات السياسوية الصيقة، ولن يتم هذا في نظرنا إلا بفتح حوار وطني جاد ومسؤول يشارك فيه كل الفاعلين (ملاكا اصليين، قطاعات وزارية، منتخبين، هيئات المجتمع المدني، خبراء البيئة والتنمية…).
سليمان صديقي – رئيس الرابطة المغربية للأمازيغية