صحفية يهودية: حكومة هولندا تشوه صورة المسلمين وتدعم الصهاينة (مقابلة)

قالت الصحفية الهولندية اليهودية إيفا برينس، إن الحكومة الهولندية المتطرفة تنتهز الفرص لتشويه صورة المسلمين ودعم الصهاينة، واستنكرت توجيه تهمة “معاداة السامية” لمواطنين من أصول مغربية على خلفية أعمال العنف التي بدأها “إسرائيليون” في أمستردام قبل أسبوعين.

و افتعلت جماهير فريق “مكابي تل أبيب” الإسرائيلي بعد مباراته مع أياكس أمستردام الشغب، وبات حديث الساعة في البلد الأوروبي على كافة المستويات، حيث أطلق جهور الفريق الإسرائيلي هتافات عنصرية وعبارات نابية ضد فلسطين والعرب، وفوضى وتخريب واعتداء على العلم الفلسطيني وتمزيقه، واستفزاز سائقي سيارات الأجرة الهولنديين من أصل عربي.

معاداة المسلمين بهولندا
وقالت برينس في حوار مع مع وكالة الأناضول، إن “هولندا تُعد من أكثر الدول التي تنتشر فيها معاداة المسلمين (الإسلاموفوبيا)، وفقا لتقرير عن حياة المسلمين في أوروبا أصدرته وكالة حقوق الإنسان الأساسية التابعة للاتحاد الأوروبي”.

وأشارت إلى أن الحكومة الهولندية “وصفت أحداث أمستردام بأنها معادية للسامية، واستهدفت عقبها مسلمين ومواطنين من أصول مغربية”. وقبل أيام، قدمت سكرتيرة الدولة الهولندية من أصل مغربي نورة أشهبار، استقالتها بعد استيائها من تصريحات أدلى بها زملاء لها حول الشغب الإسرائيلي في أمستردام، ووصفتها بأنها تعكس العنصرية.

وتوضح برينس التي تعمل صحفية مستقلة منذ أكثر من 30 عاما، أن الوضع السياسي في هولندا “مضطرب ومثير للقلق”. وتقول: “لو كنتُ مسلمة في هولندا الآن لما شعرت بالأمان، فاستخدام معاداة السامية يزعجني بشدة، ولهذا السبب أرفع صوتي”.

وبشأن الأحداث التي أعقبت المباراة، تعرب برينس عن انزعاجها “من مثيري الشغب الإسرائيليين الذين تجولوا في شوارع أمستردام ليلة المباراة، وهم يرددون شعارات عنصرية مؤيدة للإبادة الجماعية التي ترتكبها تل أبيب في قطاع غزة”.

وتضيف: “صُدمت حين رأيت مشاهد على منصات التواصل الاجتماعي لمثيري الشغب وهم يصرخون: اقتلوا كل العرب” وتزيد”ربما تعرضوا لردود فعل على وجه التحديد بسبب ما رفعوه من شعارات وما فعلوه، وربما لأنهم كانوا جنودا إسرائيليين يحتفلون بالإبادة الجماعية في غزة”.

شاركت في مظاهرات فلسطين

وعن موقف سلطات هولندا، تقول برينس إن “الحكومة اليمينية المتطرفة تستغل كل فرصة لإعطاء صورة سيئة عن المسلمين والمواطنين من أصول مغربية”. و تؤكد أن “المحرقة اليهودية ارتكبها مسيحيون أوروبيون بيض، واتهام المسلمين بمعاداة السامية أمر مثير للشك ومجرد تمييز وتحامل، بل كذبة أيضا”.

وترفض الصحفية وصف الحكومة الهولندية للأحداث بأنها “معاداة للسامية”، وتقول إن “الحكومة تشوه ما حدث في أمستردام، وتسعى لتصويره على أن المغاربة ضربوا اليهود الأبرياء”، مشيرة إلى أن “هدف الحكومة من ذلك خلق انطباع سلبي عن المسلمين واستخدام اليهود لهذا الغرض”.

وتفند تصريحات سياسيين هولنديين بأن اليهود لا يشعرون بالأمان في هولندا، وتؤكد الصحفية اليهودية: “ليس لها أي قيمة حقيقية، ولم أشعر قط بعدم الأمان”، مضيفة “شاركت أيضا في المظاهرات الداعمة لفلسطين في هولندا، ولم أشعر أبدا بعدم الأمان هناك أيضا”.

وفي مقابلة سابقة مع “الأناضول” قالت عضوة منظمة “إرف راف” اليهودية في هولندا آنا جوزيف، إن “العرب والمسلمين في هولندا ليسوا معادين للسامية على الإطلاق، ولم يسبق أن تعرض أي عضو في المنظمة لموقف عنصري واحد من طرفهم”.

وأشارت أن “المواقف العنصرية ضدهم تأتي من طرف الهولنديين البيض”، مؤكدة أن أحداث الشغب التي وقعت في أمستردام سببتها جماهير الفريق الإسرائيلي الذين رددوا شعارات عنصرية ضد العرب والمسلمين.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى