شيخي يكتب بمناسبة اليوم الدولي للاعنف
بمناسبة اليوم الدولي للاعنف؛
بعد متابعتي للندوة التي نظمها مركز حريات للدراسات السياسية والاستراتيجية يوم السبت 3 أكتوبر 2020 في ذكرى اغتيال الشهيد جمال خاشقجي (الذي اغتيل يوم 2 أكتوبر2018) والتي افتتحت بكلمة للرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي وبمشاركة نخبة من المعارضين والمفكرين العرب، حيث تمت الدعوة لجعل هذا اليوم “يوما عالميا للمُعارض العربي” للوقوف على أوضاع المعارضة والمعارضين في العالم العربي واتخاذ التدابير والخطوات العملية لحماية حرياتهم وحفظ كرامتهم والدفاع عن حقوقهم الأساسية التي تضمنها الشرائع السماوية والمواثيق الدولية، رجعت للائحة الأيام الدولية التي تحتفل بها الأمم المتحدة في ثنايا العام، ووجدت أنه “يُحتفل باليوم الدولي للاعنف في 2 تشرين الأول/أكتوبر من كل عام. وهذا التاريخ هو تاريخ ميلاد المهاتما غاندي، زعيم حركة استقلال الهند ورائد فلسفة واستراتيجية اللاعنف.
ووفقاً لقرار الجمعية العامة 61/271 المؤرخ 15 حزيران/يونيه 2007، الذي نص على إحياء تلك الذكرى، فهذا اليوم الدولي هو مناسبة “لنشر رسالة اللاعنف، بما في ذلك عن طريق التعليم وتوعية الجمهور”. ويؤكد القرار مجدداً “الأهمية العالمية لمبدأ اللاعنف” والرغبة “في تأمين ثقافة السلام والتسامح والتفاهم واللاعنف”.
وفي تقديري فإن في هذا التزامن بين استشهاد “الإصلاحي” جمال خاشقجي كما كان يفضل أن يعرّف وبين مناسبة اليوم الدولي للاعنف فرصة سنوية لإضفاء البعد الإنساني العالمي على الدور الذي يقوم به عدد كبير من المعارضين الإصلاحيين العرب لسياسات بلدانهم وكذا لسياسات الدول الاستعمارية التي تربطها مصالح مع عدد من الحكام المستبدين.
فرصةٌ لأن “اللاعنف هو سلاح الأقوياء” كما قال غاندي، ولأن المعارضين السلميين في كافة الدول، ولا سيما تلك المتخلفة في سلّم الحقوق والحريات والديمقراطية، يجدون معاناة وصعوبات وعراقيل متنوعة ومتعددة للحيلولة بينهم وبين التمتع بحقهم في إيصال آرائهم ومواقفهم لشعوبهم ولباقي شعوب الدول الاستعمارية الظالمة، التي كيْ يضمن المتحكمون في مصائرها ولاءَها ودعمَها يعْمدون إلى إخفاء الحقائق ويلجؤون إلى تشويه الهيئات والأشخاص المعارضين لمصالحهم غير المشروعة والفاضحين لسياساتهم وارتباطاتهم الدنيئة بالمستبدين.
شارك في الندوة الأستاذ عبد الله العودة نجل المفكر والعالم الإصلاحي المعتقل السعودي سلمان العودة وهي مناسبة:
1- لتجديد التضامن مع الشيخ سلمان بن فهد العودة، فيما يتعرض له من محنة السجن، ومن تضييق هو وأمثاله من المفكرين والعلماء والدعاة والنشطاء الإصلاحيين، المعروفين باعتدالهم ووسطيتهم وحكمتهم، في مختلف الدول العربية.
2- لتأكيد موقف حركة التوحيد والإصلاح الذي تعتبر فيه أن أي اعتقال ِلمَن لم يرتكب عملا يُجَرِّمه الشرع أو القانون، هو ظلم واعتداء وتعسّف.
3- لتجديد المطالبة بإخلاء سبيل العلماء والدعاة والمفكرين المعتقلين، وكذا كافة دعاة الإصلاح السلميين، المعتقلين بسبب الرأي وإسداء النصح.
(بِسْم الله الرحمن الرحيم. والعصر إن الانسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر).
عبد الرحيم شيخي
رئيس حركة التوحيد والإصلاح