شهداء الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال بعد السابع من أكتوبر الأعلى في التاريخ
في غمار تخليد هيئة الأمم المتحدة والعالم لليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب اليوم الأربعاء، ورغم مرور 37 عاما على الاتفاقية الأممية المعنية بمناهضة التعذيب، لا يزال الفلسطينيون يعيشون تحت وطأته، حيث تفاقم التعذيب منذ السابع من أكتوبر 2023، وتزايدت حدة عمليات الاعتقال التعسفي للاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين.
ويتعرض الفلسطينيون للتعذيب مثل التقييد وتعصيب الأعين والإعدام صعقا بالكهرباء والتجويع والحرمان من النوم، حيث اعتقل الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع أكتوبر نحو تسعة آلاف فلسطيني في الضفة الغربية والقدس ونحو خمسة آلاف آخرين من قطاع غزة.
ولقي 18 أسيرا فلسطينيا في نفس الفترة، من الضفة والقدس حتفهم جراء تعذيب تعرضوا له في السجون الاحتلال الإسرائيلي، وقتل 54 فلسطينيا من قطاع غزة بعد اعتقالهم منذ 7 أكتوبر، 36 منهم فقدوا حياتهم تحت التعذيب.
حماس تدعو إلى محاسبة قادة الاحتلال على جرائم التعذيب ضدّ الأسرى والمحتجزين
ودعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، اليوم الأربعاء، إلى محاسبة قادة الاحتلال على جرائم التعذيب ضدّ الأسرى والمحتجزين الفلسطينيين، ومنع إفلاتهم من العقاب، والضغط بكل الوسائل للإفراج الفوري عن كافة الأسرى من سجون العدو الفاشي.
واعتبرت حماس في بيان لها أن اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب، الذي تحتفي به الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، يأتي في الوقت الذي تتصاعد فيه جرائم التعذيب المُمنهجة، التي يمارسها الاحتلال الصهيوني الفاشي، ضدَّ الأسرى والمعتقلين في سجونه ومراكز اعتقاله، خصوصا أبناء الشعب الفلسطيني من قطاع غزة، بعد السابع من أكتوبر عام 2023.
وأشارت حركة المقاومة الفلسطينية إلى أن الأسرى والمعتقلين والمحتجزين لدى جيش الاحتلال النازي، يتعرضون منذ بدء هذا العدوان وحرب الإبادة الجماعية قبل أكثر من ثمانية أشهر؛ لأبشع صنوف الانتقام الوحشي من تجويع وإذلال وتنكيل، وإهمال طبـّي متعمَّد، وحرمان من الغذاء والدَّواء، وتكسـير للأطراف، وقتل بطيء، وإعدامات ميدانية، حتى وصل عدد الشهداء تحت التعذيب في سجونه إلى نحو 60 أسيرا ومعتقلا، بينهم نحو 40 مختطفا من قطاع غزَّة.
وأكدت أن جرائم التعذيب الوحشي تعدُّ سياسة ثابتة ينتهجها هذا الاحتلال الفاشي ضد أبناء الشعب الفلسطيني من الأسرى والمعتقلين والمحتجزين لديه، في انتهاك صارخ واستهتار واضح بكل المواثيق والقوانين والأعراف الدولية والشرائع السَّماوية، ممّا يستدعي تحرّكا جادا وحقيقيا لمؤسسات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لفضح هذه الجرائم والعمل بكل الوسائل لمحاكمة مرتكبيها ومنع إفلاتهم من العقاب، والضغط على الاحتلال المجرم لوقف انتهاكاته ضد الأسرى والمعتقلين والإفراج الفوري عنهم.
أعداد الشهداء بين صفوف الأسرى والمعتقلين منذ بدء حرب هو الأعلى في التاريخ
قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطينيّ، إنّ أعداد الشهداء بين صفوف الأسرى والمعتقلين في سجون ومعسكرات الاحتلال الإسرائيلي الذين ارتقوا نتيجة للتعذيب هو الأعلى في تاريخ الحركة الأسيرة وذلك استنادا لعمليات التوثيق المعتمدة لدى المؤسسات المختصة منذ عام 1967، مع التأكيد على أن منظومة الاحتلال الإسرائيلي انتهجت جريمة التّعذيب بحق الأسرى والمعتقلين منذ احتلالها لأرض فلسطين، وقد بلغ عدد الشهداء الذين أعلن عنهم منذ بدء حرب الإبادة من قبل المؤسسات المختصة (18) شهيدا على الأقل، إلى جانب العشرات من معتقلي غزة الذين ارتقوا في سجون ومعسكرات الاحتلال، ولم يفصح عن هوياتهم.
وأضافت الهيئة والنادي بمناسبة اليوم العالمي لمساندة ضحايا التّعذيب والذي يصادف السادس والعشرين من يونيو من كل عام، إنّ جريمة التّعذيب كسياسة شكلت أساسا للبنية الاستعمارية الإسرائيليّة، وقد مارس الاحتلال هذه الجريمة كنهج، وعمل على تطوير العديد من الأدوات والأساليب لترسيخها، وتعدّت التّعريف عبر هذه الأساليب الذي اعتمدته المنظومة الحقوقية الدّولية لجريمة التعّذيب، والمتمعن في تفاصيل الظروف والحياة الاعتقالية التي يعيشها الأسرى والمعتقلون منذ عقود في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك سياقات السياسات، والجرائم، والانتهاكات الجسيمة، فإنّ كل حق أقرته المنظومة الدولية للأسرى، عمل الاحتلال على تحويله إلى أداة تعذيب، عبر سلب الأسير هذا الحق وحرمانه منه بشتى الوسائل.
وأضافت “منذ بدء حرب الإبادة الجماعية بحق شعبنا في غزة ومع تصاعد عمليات الاعتقال التي طالت أكثر من (9400) مواطن من الضّفة، إلى جانب الآلاف من المواطنين من غزة، والمئات من فلسطيني الأرض المحتلة عام 1948، تصاعدت عمليات التّعذيب بشكل غير مسبوق في مستواها وكثافتها، والتي عكستها عشرات الشهادات التي تابعتها المؤسسات المختصة، هذا إلى جانب صور المعتقلين الذين يتم الإفراج عنهم والتي شكّلت شاهد إضافي”.