شمال غزة.. 450 شهيدا حصيلة 15 يوما من الحصار  والإبادة

مجازرة متواصلة

يرزح شمال قطاع غزة ومخيم جباليا على وجه الخصوص لليوم الخامس عشر تواليا، تحت حصار وتجويع “إسرائيلي” وسط قصف جوي ومدفعي عنيف، وعزل كامل للمنظومة الصحية.

وأفاد المكتب الإعلام الحكومي في غزة باستشهاد 33 مواطنا وأصيب أكثر من 70 آخرين حصيلة قصف الاحتلال “الإسرائيلي” فجر يومه السبت 19 أكتوبر 2024، عددا من المنازل عند مفترق نصار في منطقة تل الزعتر شمال شرق مخيم جباليا، من بينهم 21 امرأة وطفلا، مبينا أن المذبحة التي ارتكبها الاحتلال جراء قصف تل الزعتر تتزامن مع انهيار الواقع الصحي في محافظة شمال قطاع غزة.

كما استشهد 4 مواطنين وأصيب أكثر من 15 آخرين، جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلا بمنطقة التوبة بمخيم جباليا شمال القطاع. وبذلك ترتفع حصيلة الشهداء نتيجة الغارات “الإسرائيلية” على شمال قطاع غزة منذ فجر الجمعة إلى 49 شهيدا، فيما ارتفع عدد الشهداء منذ فرض الحصار على شمال القطاع إلى 450 شهيدا.

و ارتكبت قوات الاحتلال “الإسرائيلي” أمس الجمعة 18 أكتوبر مجزرة في جباليا، أقدم عليها جيش الاحتلال بعد قطعه للاتصالات والإنترنت، ارتقى على إثرها 30 شهيدا بينهم 20 سيدة و 70 إصابة جراء قصف الاحتلال عددا من المنازل في منطقة تل الزعتر خلف تقاطع نصار بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة.

الوضع الصحي

تحاصر قوات الاحتلال “الإسرائيلي” منذ فجر اليوم المستشفى الإندونيسي في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، حيث تستهدف كل من يتحرك في محيطه، كما قصفته بعدد من القذائف وفرضت حصارا عليه، واستهدفت أيضا الطوابق العلوية لمستشفى العودة في تل الزعتر شمال قطاع غزة.

وانطلقت نداءات استغاثة من مدير مستشفى الإندونيسي والعودة، حيث يواجه 15 من الطواقم الطبية و30 مصابا في المستشفى مخاطر حقيقية نتيجة الاستهداف المباشر للمستشفى وخطورة الاختناق بالغازات المنبعثة من القذائف المتفجرة في محيطهم، مشيرا إلى أن حياة المصابين الذين يحتاجون رعاية خاصة مهددة بسبب نقص الأكسجين.

وقال مصدر طبي إن الفرق الطبية بمستشفى كمال عدوان والعودة، عاجزة عن التعامل مع الإصابات الكثيرة الناتجة عن قصف الاحتلال. فيما وصف مدير صحة غزة منير البرش الوضع في مستشفيات شمالي القطاع بالكارثي.

من جهته، قال مدير المستشفيات الميدانية في قطاع غزة إن مستشفيات شمال القطاع لم يعد فيها متسع للإصابات التي تصلها، وباتت تعمل بنظام الأولوية والمفاضلة بين الجرحى.

وأضاف أن مستشفيات شمال القطاع لا تستطيع تقديم الخدمة بسبب كثرة الشهداء والجرحى، واضطرت لتأجيل عدد من العمليات القيصرية نظرا لامتلاء الأسرّة. وأشار إلى أن طواقم الإسعاف والدفاع المدني غير قادرة في -معظم الحالات- على الوصول إلى الجرحى، مبينا أن انقطاع الإنترنت يعرقل التواصل مع المستشفيات في محافظة الشمال.

وأكد المتحدث أن الاحتلال يبيد شمال القطاع، ويتعمد منع دخول الوقود، وأن ما يتوفر لا يفي بالحاجة، كما أن الأدوية والمستلزمات الطبية المتوفرة آخذة بالنفاد. مطالبا بإدخال الوفود الطبية إلى محافظة الشمال لأن هناك نقصاً شديداً في تخصصات رئيسية.

قطع الاتصالات والأنترنيت 

ونددت حركة حماس بإقدام الاحتلال “الإسرائيلي”، أمس الجمعة على قطع الاتصالات والإنترنت عن محافظة شمال غزة، واعتبرته “جريمة صهيونية مُمنهجة تستهدف تهجير شعبنا والانتقام من صموده وثباته على أرضه، ومحاولة لعزله ومنع نقل الصورة الحقيقية إلى العالم عن حرب الإبادة الجماعية والتجويع التي يرتكبها ضدَّ أهلنا في القطاع منذ أكثر من عام كامل”

ولفتت إلى أن قطع جيش الاحتلال للاتصالات والإنترنت عن محافظة شمال غزة، يتزامن مع تصعيد مجازره ضد المدنيين العزل في قطاع غزة، خاصة في مخيم جباليا منذ 14 يوما.

ودعت كل الدول والمنظمات الحقوقية والإنسانية إلى تحمل مسؤولياتها، والتحرك لوقف هذه الجرائم الإسرائيلية “التي ستبقى وصمة عار تلاحق كلّ المتخاذلين والمتقاعسين في وضع حدّ لهذا الإجرام الصهيوني المتواصل ضدَّ شعبنا وأرضنا ومقدساتنا”.

وكانت مصادر محلية، أكدت أن شبكة الاتصالات والإنترنت تم قطعها عن كافة مدن شمال قطاع غزة ووسطها.

بدوره، أدان الإعلامي الحكومي في غزة “الانزلاق الأخلاقي” لدول العالم التي تشاهد وتراقب بصمت جريمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، خاصة ما يجري حاليا في مخيم جباليا بمحافظة شمال قطاع غزة.

دعوات ومطالب

وفي سياق متصل، دعت مؤسسة المساءلة والنزاهة (أمان) الخميس الماضي إلى ضرورة اتخاذ كافة الدول تدابير عاجلة وملموسة لوقف جريمة الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال ضد قطاع غزة فورا.

وطالبت بضرورة وقف كافة الدول توريد الأسلحة إلى جيش الاحتلال “الإسرائيلي”، وأن تمتنع كافة الدول ومسؤوليها عن توفير أي غطاء سياسي للجرائم المرتكبة، مؤكدة على ضرورة فتح ممرّ إنساني، وضمان إدخال قوافل المساعدات الطبية والغذائية لشمال غزة، تحت رقابة دولية، مع توفير تدابير تضمن وصولها دون استهداف من قوات الاحتلال.

ودعت “أمان” إلى وقف الاستهداف المتعمّد للطواقم والمنشآت الطبية، لغرض منعها من القيام بواجبها الإنساني، وضرورة إلزامه بتسهيل عملهم، ومنع الاحتلال من الاستمرار في استهداف الصحفيين، ومعاقبته على جرائمه ضد الصحفيين ومنع إفلاته من العقاب.

كما طالبت بإدخال المساعدات الإنسانية والطبية لشمال قطاع غزة بشكل يومي وتحت إشراف أممي، دون أي قيد أو شرط، وإتاحة المجال لإصلاح البنى التحتية بشكل عاجل، لتمكين المواطنين من الحصول على خدمات المياه والصرف الصحي على أقل تقدير.

وفي وقت سابق، صرح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن المستوى الكارثي للجوع وخطر المجاعة في غزة، أمر “لا يمكن قبوله”.

وأشار غوتيريش، إلى أن نتائج التقرير الأخير للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي التابع للأمم المتحدة “مثير للقلق”، موضحا أن المستوى الكارثي للجوع، وخطر المجاعة في غزة سببها القيود (الإسرائيلية) المفروضة على تدفق المساعدات الإنسانية، وارتفاع الأسعار ومستويات النزوح “لا يمكن قبولها”.

وشدد غوتيريش، على ضرورة فتح البوابات الحدودية بشكل عاجل وإزالة العقبات البيروقراطية وضمان النظام العام، مما سيمكن منظمات الأمم المتحدة من تقديم المساعدات الإنسانية اللازمة المنقذة للحياة.

وفي استهانة بالمجتمع الدولي، يواصل الاحتلال عدوانه متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة، وهي الحرب التي خلفت أكثر من 142 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والنساء والمسنين.

وكالات

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى