شخصيات وطنية: المسيرة تعبير عن إجماع الشعب المغربي على نصرة فلسطين وإسقاط التطبيع

حج عشرات الآلاف من المواطنين المغاربة في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد 13 أبريل من مختلف المدن المغربية للمشاركة في المسيرة المليونية بالرباط التي سبق وأن دعت إليها مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، تضامنا مع الشعب الفلسطيني وتنديدا بالحرب الإبادة الجماعية لسكان غزة ومطالبة الدولة بإسقاط التطبيع.
وشاركت بالمسيرة هيئات وشخصيات وطنية وازنة، عبرت عن تضامنها الكبير مع فلسطين ودعمها الواسع للمقاومة وإدانتها للجرائم الوحشية في غزة والضفة الغربية التي يقترفها مجرمو حرب الكيان الإرهابي.
ووجهت شخصيات في تصريحات متفرقة لموقع “الإصلاح”، من داخل المسيرة، رسائل إلى الشعب المغربي لاستدامة تضامنه مع القضية بمختلف الأشكال وإلى الدولة المغربية بإلغاء كل أشكال التطبيع، وإلى الكيان المجرم بأنه سينهزم وإلى زوال، وإلى المنتظم الدولي أن صمته وتواطؤه مع العدو في جرائم التقتيل والإبادة الجماعية هو إدانة له إلى جانب الاحتلال الوحشي.
ونوه الدكتور أوس رمال رئيس حركة التوحيد والإصلاح بأن الحركة كعادتها لم تتردد للخروج في هذه المسيرة التي هي مسيرة الشعب المغربي بكل توجهاته واختياراته وأطيافه، لتبعث عدة رسائل أولها تحية إكبار وإجلال وتقدير للمقاومة الفلسطينية ولأهل فلسطين على صمودهم في وجه هذا الطغيان المحتل، والثانية للدول الغربية التي رفعت شعارات الحرية والديمقراطية والتي جاء هذا الطوفان ليفضحها مرة أخرى على أنها مازالت استعمارية واستكبارية على أصلها الذي كانت عليه.
كما وجه رسالة ثالثة للدول العربية والإسلامية بأن “كفى من الشعارات والكلام والبيانات، فشعوبكم تنتظر منكم مبادرات حقيقية ميدانية لرد هذا العدوان وعما يفعله الصهاينة من جرائم”، ورسالة أخرى للمطبعين في العالم وفي بلدنا أن التطبيع خيانة وأن نصرة المقاومة أمانة وأن يدا تمتد لمصافحة أي صهيوني هي يد ملطخة بدماء وأشلاء أطفال غزة وفلسطين.
من جهته، حذر الدكتور مصطفى الخلفي الناطق الرسمي باسم الحكومة ووزير الاتصال سابقا، من خطر ما يسعى إليه الكيان الصهيوني من خطة جديدة ووصول القضية الفلسطينية اليوم لمرحلة غير مسبوقة في التاريخ الحديث لها بالقرن 21، في ظل عمليات الإبادة المستمرة في غزة وسياسات ضم في الضفة الغربية وعدوان متكرر على لبنان وسوريا والسعي لإقامة منطقة نفوذ تشمل كافة المنطقة “وكأن “إسرائيل” أصبحت وصية على الدول العربية في الشرق”.
واعتبر الدكتور عبد الحفيظ السريتي منسق مجموعة العمل الوطنية لأجل فلسطين أن هذه المسيرة اليوم يؤكد فيها الشعب المغربي قاطبة بأحزابه السياسية ومركزياته النقابية قواه المدنية والحقوقية، والمغاربة المواطنون الذين جاؤوا من كل المدن، على رسالة أساسية واحدة وهي أن “الشعب المغربي كان مع فلسطين وسيظل مع فلسطين ومع المقاومة إلى أن تتحرر كل فلسطين من النهر إلى البحر”، وإلى المسؤولين المغاربة لمطالبتهم بإسقاط التطبيع وإغلاق مكتب الاتصال.
وأكد الدكتور إدريس الأزمي الإدريسي رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية والوزير السابق، أن هذه المسيرة هي استمرار لفعاليات ومسيرات لم تتوقف وتتصاعد مع زيادة الغضب مما يعانيه إخواننا في فلسطين من إبادة عن آخرهم من طرف هذا الكيان الهمجي الدموي، والعالم يتفرج في غياب أي مبادرة عربية أو إسلامية لإنقاذ إخواننا في غزة، رغم أنهم بإمكانهم منع ما يجري لما يملكونه من رأي وقول وفعل لمنع هذا الكيان المجرم، موجها رسالته للدولة بإنهاء التطبيع وللشعوب العربية والإسلامية والعالمية بمواصلة الضغط على هذا الكيان حتى يتوقف عن إجرامه.
وشدد الدكتور محمد الزهاري عضو سكرتارية مجموعة العمل الوطنية لأجل فلسطين على أن هذه المسيرة فرصة لتجديد التضامن مع الشعب الفلسطيني والتنديد بالجرائم التي ترتكبها الآلة الجهنمية الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل من تقتيل وتهجير وهدم للبنيات التحتية وفرض للعديد من المخططات التي حان الوقت بالنسبة للكيان الصهيوني أن ينفذها، في دعم وتواطئ وتوجيه من الإمبريالية الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، وهي تجديد لنداء الشعب المغربي من أجل إسقاط التطبيع وإنهاء كل الاتفاقيات التي وقعت مع الكيان الصهيوني.
وقالت الدكتورة حنان الإدريسي نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح: “خرجنا اليوم في مسيرة الشعب المغربي كمغاربة من كل أنحاء البلاد لإعلاء صوت الحق وحراك هذا الشعب البطل للإعلان عن تضامننا مع إخواننا في غزة ومع المقاومة، ونقول لهم نحن معكم بدعائنا وبحراكنا الذي لم يتوقف منذ 7 أكتوبر ومعكم بأموالنا ووعينا ومواقفنا، ونعلن إدانتنا للآلة الغاشمة للكيان المحتل الصهيوني وإدانة ما يرتكبه المنتظم الدولي أمريكا وحلفائها والتأكيد على مطلبنا بإيقاف التطبيع وإغلاق مكتب الاتصال الصهيوني وإنهاء كل العلاقات وننوه بكل المغاربة الذي رفعوا رؤوسنا في نصرة غزة آخرهم ابتهال”.
من جانبه، ذهب المفكر المغربي امحمد طلابي إلى أن المغاربة عرفوا بالمسيرات المليونية على اعتبار القضية الفلسطينية قضية وطنية وقد ساهم المغاربة في تحرير القدس في عهد صلاح الدين من طرف أسطول عظيم أرسله الخليفة الموحدي يعقوب المنصور، ومستمرون في مسيرة التحرير، معتبرا أن طوفان الأقصى هو إحدى المحطات التاريخية للمقاومة المغربية من أجل تحرير فلسطين من الاغتصاب والاستيطان الصهيوني، وهذه ليست إلا محطة واحدة وستتلوها محطات من أجل إزالة العدوان والاستيطان.
ويرى الداعية الدكتور عز الدين توفيق عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح أن “الإعلام كل له توجه مختلف يعرض فيه سردية الأحداث التي يراها، لكن حتى يبنى وعي للقضية الفلسطينية يلتفت الشعب لما يجري ولما يراد لهذه القضية مثل هذه المسيرة التي لها دور كبير في التوعية، وكل شعار يرفع يعطى له معنى، والدعوة إلى المسيرة فيه نصرة للقضية وتربية بالحدث من خلال دعمهم ونصرتهم لإخوانهم ويغبرون أقدامهم نصرة لإخوانهم قادمين من مختلف أنحاء المغرب، لأنها قضية طالت وستطول فيما يظهر، لذلك يجب أن يتواصى بها الأجيال وأن تبقى حية في قلوب الناس حتى يتم إنصاف هذا الشعب المظلوم وحتى يعود الوضع الطبيعي لهذا البلد الذي بقي جزءا من دار الإسلام على مدى أكثر من 1400 عام”.