سومية حكيم: كتاب القرآن وتزكية النفس محاولة للرقي بالنفس واكتشاف أعماقها

قدمت الدكتورة سومية حكيم صباح اليوم الأحد 27 أبريل 2025، بفضاء رواق حركة التوحيد والإصلاح بفعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب، إصدارها الجديد بعنوان “القرآن الكريم وتزكية الإنسان نحو نموذج تربوي قرآني في التطهير النفسي والصفاء الروحي”.
واعتبرت الدكتورة سومية حكيم أن هذا الكتاب جاء تلبية واستجابة للحاجة الملحة التي يعيشها الإنسان في هذا الزمن حيث يعيش اضطرابات وضغوطاً نفسية تكاد تخنقه وتدفع به إلى أمراض مثل الاكتئاب والقلق والانغلاق والانطواء، وهي دعوة للإنسان إلى الرقي بنفسه نحو ملاذ آمن فيه السلام والأمان وتزكية النفس والرقي بها نحو الأمان والصفاء الروحي مع رب العالمين.
وأشارت الباحثة في العلوم الشرعية وعلم النفس التربوي والإكلنيكي إلى أن هذا الكتاب جاء في ثلاثة فصول مفصلة، تناول الفصل الأول منها مفهوم تزكية النفس في اللغة، دلالات وأبعاد هذا المصطلح في اللغة العربية، التي تدل على النماء والفلاح والازدهار وعلى الزيادة والنجاح، كما ترفع التزكية النفس نحو الفلاح والنماء والزيادة في الخيرات، وترك كل ما يشين هاته النفس.
وحاولت الكاتبة في الفصل الثاني من هذا الإصدار مقاربة مفهوم التزكية من حيث أهميتها التي تحتلها خاصة في هذا الوقت، والتشديد على أن تزكية النفس لا بد أن نأخذها من معين القرآن والسنة النبوية الشريفة، لأن تزكية النفس تبقى على منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإسلام، وأن تكون التزكية فعلاً قائدة للسلام الروحي والتسامح النفسي والصفاء الذهني.
كما حاولت الدكتورة من خلال هذا الفصل أن تضع الوسائل والتقنيات التي يمكن من خلالها أن يكون العمل ليس فقط من باب التنظير، ولكن أيضاً من باب التفعيل والتطبيق حتى ننتقل بما هو منظور إلى ما هو مفعل في الواقع، فننتقل إلى ضرورة مجاهدة النفس والانتقال بها وتتتبعها حتى تصل إلى بر الأمان، فكانت المجاهدة أولاً ثم المتابعة ثم الرضا فيكون التوفيق من رب العالمين.
وختمت المتحدثة هذا المبحث بالإشارة إلى بعض دسائس النفس لا يدركها الإنسان، مثل بعض الأخلاقيات التي تدخل في دائرتها مثل الحسد والحقد والغيبة والنميمة، وأيضاً مثل التكبر والغرور، وكل هذه الدسائس يمكن أن تخالج النفس وتذهب بها، فكان ولابد من الإشارة إلى أهمية الانتباه إلى هذه الدسائس وأخذها بعين الاعتبار حتى نجعل النفس في مجاهدة ومكابدة ونجعل هذه النفس في تربية دائمة ومستدامة.
ويسعى الكتاب أيضا إلى اكتشاف أعماق النفس الإنسانية، لأن الإنسان اليوم يحتاج أن يقف كل مرة مع نفسه ويكتشف خباياها وأعماقها ويعلم أين سكناتها حتى يلجأ إليها من بابها الواسع، ويستطيع أن يكون له وقفات وتأملات ومذاكرة مع نفسه أولاً قبل أن تكون له مذاكرة مع الناس ومع الآخر.
وأكدت الباحثة أن الكتاب هو استمداد من القرآن والسنة من أجل بناء الإنسان أولاً ثم بناء العمران ثانياً، وهو مشروع للرقي بهذه النفس في عالم مليء بالسلام والأمان والمحبة والصفاء.
وعبرت عن سعادتها البالغة في تواجدها في المعرض الدولي للكتاب بمدينة الرباط عاصمة المملكة المغربية، وضمن أروقته العلمية والثقافية، وبشكل خاص ضمن رواق حركة التوحيد والإصلاح، الذي يحتضن أعمالاً فكرية وتربوية ذات قيمة علمية معتبرة. كما عبرت عن تقديرها بتقديم الأستاذ الكبير عبد الكامل أوزال الذي أشرف على متابعته وتنقيحه وإخراجه.