دراسة: سوء المعاملة في الطفولة يؤدي للعديد من مشاكل الصحة العقلية
توصلت دراسة جديدة قادها باحثون في جامعة كاليفورنيا إلى أن التعرض لسوء المعاملة أو الإهمال أثناء الطفولة، يمكن أن يتسبب في العديد من مشاكل الصحة العقلية.
وسعت الدراسة التي نشرها موقع “Neuroscience News” نقلا عن الدورية الأميركية للطب النفسي “Psychiatry” إلى بحث الآثار السببية لسوء معاملة الأطفال على الصحة العقلية من خلال مراعاة عوامل الخطر الجينية والبيئية الأخرى، مثل التاريخ العائلي للمرض العقلي والحرمان الاجتماعي والاقتصادي.
وحلل الباحثون في الدراسة -التي تعد الأولى من نوعها- 34 دراسة شبه تجريبية، شارك فيها أكثر من 54000 شخص، ووجدوا آثارا صغيرة لسوء معاملة الأطفال على مجموعة من مشاكل الصحة العقلية، بما يشمل الاضطرابات الداخلية مثل الاكتئاب والقلق وإيذاء النفس ومحاولة الانتحار، والاضطرابات الخارجية مثل تعاطي الكحول والمخدرات واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ومشكلات السلوك والذهان.
وكانت هذه الآثار متسقة بغض النظر عن الطريقة المستخدمة أو الطريقة التي تم بها قياس سوء المعاملة والصحة العقلية. وتشير النتائج إلى أن منع ثمانية حالات من سوء معاملة الأطفال من شأنه أن يمنع شخصا واحدا من تطوير مشاكل الصحة العقلية.
وعرّف الباحثون سوء المعاملة في مرحلة الطفولة على أنها أي اعتداء جسدي أو جنسي أو عاطفي أو إهمال قبل سن 18. وقالت الباحثة الدكتورة جيسي بالدوين، أستاذة علم النفس وعلوم اللغة بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس “من المعروف أن سوء معاملة الأطفال يرتبط بمشاكل الصحة العقلية، ولكن لم يكن واضحا ما إذا كانت هذه العلاقة سببية، أو يمكن تفسيرها بشكل أفضل من خلال عوامل الخطر الأخرى”.
و تقدم هذه الدراسة أدلة صارمة تشير إلى أن سوء معاملة الأطفال لها آثار سببية صغيرة على مشاكل الصحة العقلية، ويمكن أن يكون لها عواقب بعيدة المدى، بالنظر إلى أن مشاكل الصحة العقلية تتنبأ بمجموعة من النتائج السيئة، مثل البطالة ومشاكل الصحة البدنية والوفيات المبكرة.
وتوضح الدكتورة بالدوين أن “التدخلات لمنع سوء المعاملة تعد ضرورية لرعاية الأطفال وكذلك لمنع التعرض لمعاناة طويلة الأمد وتكاليف مالية باهظة بسبب المرض العقلي”.