سنة 2024.. محاولات يائسة لخرق جدار القيم بالمغرب
شهدت سنة 2024 محاولات متعددة لإحداث خرق في جدار القيم والأخلاق، التي تشكل قاعدة الإجماع في تاريخ المملكة المغربية منذ تأسيسها إلى اليوم، وقد نقل مجموعة من البرلمانيين تلك الاختلالات إلى قبة البرلمان، بينما صدرت أخرى في بيانات استنكارية لحركات وهيئات مدنية.
واستهدفت تلك المحاولات المنظومة التعليمية باعتبارها من ضمن أولى الحصون في زرع القيم والتنشئة الاجتماعية، إذ تم إقحام محتوى مائع في مقرر دراسي إعدادي بكتاب مدرسي خاص بالفنون السمعية والبصرية لما يسمى بمدارس الريادة.
وفي نفس الاتجاه وزعت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة على الأساتذة المستفيدين من تكوين؛ نظمته بخصوص الأنشطة الموازية بمؤسسات الريادة بالإعدادي مجموعة من الدلائل، من بينها دليل يضم مجموعة من الأفلام التي ستعرض بالمؤسسات التعليمية، تضم مشاهد خليعة وخادشة للحياء.
ولم تسلم السينما باعتبارها أداة تأطيرة للمجتمع من محاولات الاختراق، حيث شهد قصر المؤتمرات بمدينة مراكش يوم السبت 30 نونبر 2024، حالة فوضى خلال عرض فيلم “ميلك” للممثل والمخرج الأمريكي “شون بين”، تضمن مشاهد شذوذ جنسي مخلة بالحياء والفطرة الإنسانية الطبيعية.
كما استقبل مهرجان مراكش فيلم “كابو نيكرو” للمخرج عبد الله الطايع، الذي تدور أحداثه حول “المثلية الجنسية” و”الدعارة”، الذي عرض خارج المسابقة الرسمية، بقاعة السفراء بقصر المؤتمرات بمراكش.
وبرزت في سنة 2024 ظواهر وآفات مهددة للنسيج القيمي والمجتمعي من قبيل استفحال ظاهرة المقامرة الداخلية والخارجية في صفوف المواطنين، ومن أثرها الفتاك بالفئة المدمنة عليها، خاصة بعد انتشارها عند حوالي عشر سكان المغرب، إذ أن 40% من تلك النسبة أصبحوا مدمنين على المقامرة.
وينضاف إلى ذلك إشكالية انتشار مقاهي الشيشة بالقرب من بعض المؤسسات التعليمية، التي من المفترض خلوها من ممارسات ضارة بالناشئة، علاوة على انتشار المخدرات والسجائر الالكترونية وأصناف مخدرة في محيطها.
في المقابل، صدرت مقاومة ذاتية من المجتمع لمظاهر الشذوذ التي يراد التطبيع معها، عبر الانسحاب من قاعة عرض الفيلم السابق في مراكش، حيث خرج الجمهور من قاعة العرض استنكارا لعرض أفلام لا تمت لقيم المغاربة بصة.
واستنكرت حركة التوحيد والإصلاح الانحراف الذي حصل في المهرجان الدولي للسينما بمراكش، جرّاء عرض فِيلم يروج للشذوذ الجنسي، مؤكدة أن فيه استفزازا مرفوضا لهوية المغاربة وقيمهم الأصيلة وفطرتهم السليمة.
ودعا بيان المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح السلطات المختصة إلى إغلاق الباب أمام هذه التّصرّفات الشاذة التي يرفضها المغاربة ولا يقبلها كلّ ذي فطرة سليمة، وإلى حماية القيم الأصيلة للمغاربة من كل تشويه أو مسخ.
وجاءت انتقادات للفيلم من نقاد سينمائيين، منهم الناقد السينمائي مصطفى الطالب، الذي علق على عرض فيلم “كابو نيكرو” عن الشذوذ الجنسي بالقول: ”لا أعرف كيف أدرج منظمو مهرجان مراكش للفيلم الذي يعتبر دوليا، هذا الفيلم الرديء سينمائيا والمنحط إنسانيا وفكريا وأخلاقيا (لأنه يشرعن الدعارة) ولا يدافع عن قضية”.
كما تحدى لاعبو كرة القدم، منهم اللاعب المغربي نصير المزراوي ارتداء شارة تحمل ألوان قوس قزح خلال المشاركة في رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز، معبرا عن رفضه لدعم مجتمع الشواذ.
وتقاطرت على البرلمان مجموعة الأسئلة الكتابية تنبه إلى عرض أفلام خليعة بمؤسسات الريادة وإدراج المضامين المائعة في كتاب مدرسي، وإلزام تلميذات بلبس سروال “جينز”، واستفحال ظاهرة المقامرة، ونقل عرض “المسيرة القرآنية” بالقناة الأولى خارج وقت الذروة.
موقع الإصلاح