سلسلة قراء مغاربة 6| عبد الباسط وراش حنجرة ذهبية متألقة منذ الصغر

منارات قرآنية تصدح بأصواتهم المساجد والمنتديات، ولترتيلهم تهفو القلوب، وتبتهج الأفئدة، وتشنف الأسماع، وفي كل مساراتهم تُرسم مشهديات النبوغ المغربي؛ فكأنهم أوتوا مزمارا من مزامير داود عليه السلام.

تتلألأ بهم مسابقات حفظ القرآن الكريم وتجويده في أصقاع العالم، فبحضورهم تكتمل المناسبات، وتحتدم المنافسات، وتشتد التحديات، وتلك من خصالهم المشهود لهم بها منذ القدم، وتحكي عنها المنافسات في الوقت الحاضر.

إنهم قراء المملكة المغربية؛ الذين ما تباروا في منافسة إلا سطروا فيها كبرى الأساطير، يبزون أقرانهم فيظفرونهم بقوة الحفظ، وعذب الترتيل، وحصافة العقل، بهم ترتفع الإيقاعات وتتفتق المواهب الرامية إلى الصدح بكتاب الله المجيد.

أولئك أبناء اللوح والقلم، لمثلهم تنظم الأعراس القرآنية، ويطاف بهم فوق سروج الخيول في المدن والمداشر إعلاء لمكانتهم كاهل الله وخاصته. نقدمهم لكم في سلسلة تعريف بقراء مغاربة:


يوصف بالحنجرة الذهبية في ترتيل القرآن الكريم، تتدفق الآيات الكريمة من ثغره كتدفقها من فِيّ القارئ الشهير عبد الصمد عبد الباسط رحمه الله، حتى أن بين اسمهما اقتران.

عبد الباسط وراش، هو قارئ مغربي مشهود له بعلو كعبه في القراءة والتجويد، شهادة غير منقطعة مذ كان صغيرا وهو يتوج بالجائزة الكبرى لمسابقة “القارئ الصغير 2011” العالمية لتلاوة القرآن الكريم، التي نظمتها قناة الجزيرة للأطفال بتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية القطرية.

حينها وقف الطفل وراش ليتسلم جائزته في حفل بهيج أقيم بمسرح الحي الثقافي (كتارا) بالعاصمة الدوحة، حضره مسؤولون قطريون وثلة من العلماء والمشايخ والدعاة وشخصيات من الأقطار العربية والإسلامية وأوروبا والولايات المتحدة.

وسماقة اسم وراش بانت لما تغلب على 2435 من أقرانه المتراوحة أعمارهم بين 9 و12 سنة ويمثلون 46 بلدا، تأهل منهم للأدوار النهائية 63 طفلا، ليتسيد ركح المسرح الكبير في حفل عرضت قناة الجزيرة للأطفال تفاصيله الجميلة خلال شهر رمضان الأبرك.

ذلك الشهود تجدد له من جديد في قطر وهو في ريعان شبابه، حصل على المركز الثالث لجائزة كتارا لتلاوة القرآن في دورتها الثالثة برسم سنة 2019 التي نظمتها المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا تحت شعار: “زينوا القرآن بأصواتكم”.

وفي الكويت كان له التمكين والسؤدد الكامل حين ظفر عبد الباسط وراش يوم الأربعاء 15 نونبر 2023 بالمركز الأول في فرع التلاوة والترتيل بجائزة الكويت الدولية لحفظ القرآن الكريم وقراءته وتجويد تلاوته، في دورتها الثانية عشر برسم سنة 2023.

لقد أثبت من خلال هذا الفوز تميزه في فن التلاوة وحصل على تقدير كبير من قبل المشاركين والحكام، حتى أنه أصبح قدوة للشباب الذين يشاركون قراءاتها على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي يتابعون حركاته ورحلاته للديار المختلفة للتباري حول تجويد استظهار كتاب الله العظيم.

ابن الدار البيضاء طرق في عام 2024 أبواب مسابقة البحرين لتلاوة القرآن الكريم عبر الإنترنت (القارئ العالمي) في دورتها الرابعة فتمت له المرتبة الثالثة في فرعي (القارئ المجود).

في إحدى المقابلات التلفزيونية مع وراش للحديث عن أسرار تفوق القرّاء المغاربة في مسابقات القرآن الكريم العالمية، وضع أصبعه على مكمن النبوغ المغربي المتجسد عنده في قراءة الحزب الراتب في مساجد المملكة.

يحكي وراش أنهم ثلاثة إخوة يحفظون القرآن الكريم عن ظهر قلب، والتنافس مع إخوته يره نعمة كبيرة من الله عز وجل. الكوكبة عبد الصمد وحمزة وعبد الرحمان لهم باع طويل في بلوغ المراكر الأولى من المسابقات العالمية وقد كان لهم الظفر والمجد كل بجده وجهده. 

موقع الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى