سلسلة قراء مغاربة 16| أسامة عمر بوزاهير.. قارئ عالمي يطمح للتفوق في الصيدلة

منارات قرآنية تصدح بأصواتهم المساجد والمنتديات، ولترتيلهم تهفو القلوب، وتبتهج الأفئدة، وتشنف الأسماع، وفي كل مساراتهم تُرسم مشهديات النبوغ المغربي؛ فكأنهم أوتوا مزمارا من مزامير داود عليه السلام.
تتلألأ بهم مسابقات حفظ القرآن الكريم وتجويده في أصقاع العالم، فبحضورهم تكتمل المناسبات، وتحتدم المنافسات، وتشتد التحديات، وتلك من خصالهم المشهود لهم بها منذ القدم، وتحكي عنها المنافسات في الوقت الحاضر.
إنهم قراء المملكة المغربية؛ الذين ما تباروا في منافسة إلا سطروا فيها كبرى الأساطير، يبزون أقرانهم فيظفرونهم بقوة الحفظ، وعذب الترتيل، وحصافة العقل، بهم ترتفع الإيقاعات وتتفتق المواهب الرامية إلى الصدح بكتاب الله المجيد.
أولئك أبناء اللوح والقلم، لمثلهم تنظم الأعراس القرآنية، ويطاف بهم فوق سروج الخيول في المدن والمداشر إعلاء لمكانتهم كاهل الله وخاصته. نقدمهم لكم في سلسلة تعريف بقراء مغاربة:
وهو في مقتبل العمر شارك إلى جانب كوكبة من القراء المغاربة في ما عرف بـ”الاكتساح المغربي” لجوائزمسابقة البحرين العالمية لتلاوة القرآن الكريم، إذ حصدوا جل ألقاب “القارئ العالمي”، في المسابقة التي نظمتها وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف البحرينية تحت عناية ملك البحرين سنة 2018.
أسامة عمر بوزاهير فاز في هذه المسابقة بلقب القارئ العالمي فرع “القارئ الصغير”، وكان يجر معه في هذا الصنف كوكبة من الفتيان القراء وهم القارئ عبد الرحمان وراش ثم عبد الجليل بوسكى ومحمد سالم أندور، وبذلك تم للقراء المغاربة المراد.
ولم يكتف القراء المغاربة يومهابهذا الصنف بل استحوذوا على لقب “القارئ العالمي” فرع القارئ المرتل، حيث ظفر به معاذ الدويك، وجاء في الوصافة القارئ ياسين الكزيني، والقارئ أنس براق بالمركز الرابع، بينما حصل القارئ إلياس المهياوي على الجائزة الثانية للمسابقة من فرع “القارئ المجود”.
تلك واقعة مضى عليها سبع سنوات، اليوم أسامة يدرس الطب والصيدلة، وهمه كما أفشاه أمام لجنة تحكيم النسخة الثانية من جائزة العميد الدوليّة لتلاوة القرآن الكريم، المنعقدة في شهر رمضان الحالي بدولة العراق، هو أن يتوفق في نسج خيط ناظم بين الدراسة الجامعية ومحافل القرآن الكريم.
أسامة هو أحد التلاميذ الأبرار لجمعية الإمام الداني لتحفيظ القرآن الكريم وتدريس علومه بمدينة تمارة، ترعرع فيها واختلطت أحلامه بآمالها في شبابها وخريجيها، وتتلمذ على يد شيوخها الفاضل الذي تقاسموا هذا الكتاب معه رغبة في الفوز ببشارة الرسول صلى الله عليه وسلم: “خيركم من تعلم القرآن وعلمه”.
وفي عام 2024، ظفر القارئ العالمي بالمرتبة الأولى من المسابقة الوطنية لمعهد اليقظة في حفظ القرآن الكريم وترتيله وتجويده – فرع التجويد، نظمها المعهد مع المجلس العلمي المحلي لعمالة سلا، في مسرح ثانوية المعهد يتاريخ 21 دجنير 2024.
جمع الطالب أسامة مواهبة جليلة وراح يصنع بها تفوقا في الدراسة وتألقا في الحفظ والتلاوة، وقد بين مع نظرائه للعالم أجمع على علو كعب القراء المغاربة في التنافس على حفظ وتجويد آي كتاب الله المجيد، وبينوا أن المستحيل ليس مغربيا، وأن المواهب عندهم عطايا ربانية ودربة إرادية ودعم أسري.
ويمثل أحد المواهب الشابة الصاعدة في العالم الإسلامي، جمع بين نغمة جميلة في الصوت، وتمكن في منازل المقامات، وتملك لقوة الحفظ والذاكرة، ويسر في الاستظهار، وهي كلها مزايا لا تجتمع إلا لمن أكرم بجليل العطايا.
موقع الإصلاح