سلسلة قراء مغاربة 12| معاذ الدويك.. القارئ العالمي وعندليب القراءات السبع

تتلألأ بهم مسابقات حفظ القرآن الكريم وتجويده في أصقاع العالم، فبحضورهم تكتمل المناسبات، وتحتدم المنافسات، وتشتد التحديات، وتلك من خصالهم المشهود لهم بها منذ القدم، وتحكي عنها المنافسات في الوقت الحاضر.
إنهم قراء المملكة المغربية؛ الذين ما تباروا في منافسة إلا سطروا فيها كبرى الأساطير، يبزون أقرانهم فيظفرونهم بقوة الحفظ، وعذب الترتيل، وحصافة العقل، بهم ترتفع الإيقاعات وتتفتق المواهب الرامية إلى الصدح بكتاب الله المجيد.
أولئك أبناء اللوح والقلم، لمثلهم تنظم الأعراس القرآنية، ويطاف بهم فوق سروج الخيول في المدن والمداشر إعلاء لمكانتهم كاهل الله وخاصته. نقدمهم لكم في سلسلة تعريف بقراء مغاربة:
هو سيد محارب التلاوات القرآنية، وجامع القراءات السبع، وحين يؤمن بالناس في صلاة التراويح يأخذهم تحبيره القرآن الكريم إلى عوالم الخشوع والسكينة، حيث تنبهر لسماعه الآذان وترتاح لقراءته القلوب وتطرق لمقاماته الرؤوس.
العندليب معاذ أحمد الدويك كما يحلو لشباب شبكات التواصل الاجتماعية وصفه، فائز بلقب “القارئ العالمي” فرع القارئ المرتل في مسابقة البحرين العالمية لتلاوة القرآن الكريم في سنة 2018، التي نظمتها وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف البحرينية تحت عناية ملك البحرين.
ويومها كان يجر خلفه مقرئين مغاربة لتسيد فروع هذه الجائزة، فجاء في الوصافة القارئ المغربي ياسين الكزيني (المرتية الثانية)، والقارئ أنس براق بالمركز الرابع ضمن نفس الفرع،بينما حصل القارئ إلياس المهياوي على الجائزة الثانية للمسابقة من فرع “القارئ المجود””.
وقد اكتمل هذا العقد الفريد بظفر القراء المغاربة الصغار بكل جوائز “فرع القارئ الصغير”، إذ عادت الجائزة الأولى إلى القارئ أسامة عمر بوزاهير، متبوعا بالقارئ عبد الرحمان وراش ثم عبد الجليل بوسكى ومحمد سالم أندور، وبذلك تم للقراء المغاربة المراد، وبينوا للعالم علو كعبهم في المضمار.
في سنة 2019، نال شرف قراءة ختمة أول مشروع لتسجيل المصحف المرتل بالقراءات السبع، نظمته مدرسة ابن القاضي للقراءات والرسم التابعة لجمعية الإمام أبي شعيب الدكالي لتحفيظ القرآن الكريم وتدريس علومه التي يشرف عليها عالم القراءات المغربي الشيخ محمد بن الشريف السحابي بمدينة سلا.
وتميز هذا المشروع إلى بكونه أول مشروع صوتي لجمع القراءات على طريقة المغاربة، حيث يصاحب التسجيل الصوتي شرح مكتوب لبيان رموز القراء وأصول القراءة، مع برمجة ختمة القراءات في برنامج حاسوبي للتعريف بالمعارف الأساسية لفهم عملية جمع القراءات وكيف تتم صناعة الجمع والإرداف.
في إحدى المقابلات يرجع بنا والده أحمد الدويك إلى أيام خوال كان يشق فيها ابنه الشبل طريق التألق، فقد كان مولعا بأصوات قراء صلاة التراويح أمثال: (الشيخ الكبير مصطفى غربي والعيون الكوشي وغيرهما)، يحاكي أصواتهم وتقليدها تلاوتهم بنهم طفولي.
ذلك التقليد سرعان ما أهل ابن عين السبع بمدينة الدار البيضاء لنيل جائزة محمد السادس الدولية لحفظ والقرآن وتجويده سنة 2015، وقد عرف بروايات مختلفة لترتيل القرآن الكريم، كما أتقن التجويد بالطريقة المغربية والمشرقية.
والحال هذه، فقد حفظ القرآن الكريم في (3) ثلاث سنوات، وتصدى لإمامة التراويح ولمّا يتجاوز عمره (12) اثني عشر عاما، فكان يشدو بصوته الرقيق الشجي، وجذب إلى مصلى التراويح حي الانبعاث بسلا 20 ألف مصل، وبين هذا وذاك أمضى سنوات من مهج عمره في تقويم أدائه وتثوير ملكاته.
ومن الوله بالقارئ الدويك، صار مطلوبا لإمامة صلاة التراويح في أصقاع العالم، وهكذا عطرت نفحات تلاوته تراويح عام 1443هـ في السعودية، أما في سنة 1444هـ فكان يمتع المصلين بتلاوة فاقت الوصف بدولة الكويت، وقبل ذلك أبهر المصلين في كل من قطر وإندونيسيا والإمارات..
وفي غمرة الاهتمام بالقرآن الكريم واصل تألقه الدراسي، فختم الدراسة الثانوية بالحصول على شهادة الباكلوريا، ثم حصل على شهادة الإجازة من معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية بالرباط، وأتبعها بشهادة الماستر بنفس المعهد سنة 2021، عن بحثه “التشهير عند شيخ الجماعة أبي زيد عبد الرحمان ابن القاضي: بيان وتعليل” تحت إشراف الدكتور عبد الله بخاري.
وارتبط اسم الدويك لدى المغاربة بقراءته الرائعة التي نقلت على من داخل القصر الملكي بمدينة الدار البيضاء على شاشة قناة محمد السادس للقرآن الكريم ضمن رحاب درس رمضاني من الدروس الحسنية التي ألقيت بحضور أمير المؤمنين الملك محمد السادس.
وفي أبريل 2024، اصطف معاذ الدويك إلى جانب كوكبة من أشهر قراء المغرب وهم: سعيد مسلم وعبد الإله مفتاح وعبد الفتاح شنوف وأنس حمان ويحيى الحلاوي وأسامة سبيق لإحياء أمسية قرآنية بمناسبة شهر رمضان المبارك نظمتها شعبة الدراسات الإسلامية بكلية الآداب بنمسيك في الدار البيضاء.
موقع الإصلاح