زكاة الفطر وقيمتها الاجتماعية

لو قدرنا أن قيمة زكاة الفطر كمعدل هي 10 دراهم للفرد الواحد، ولو قدرنا أن عدد من تجب عليهم من المسلمين هو 30 مليون لأنها تجب على الصغار والكبار يخرجها عنهم أولياؤهم، فهذا يعني أننا في بلدنا نخرج قرابة 300 مليون درهم كقيمة لزكاة الفطر. أي 3 ملايير من السنتيمات.

إنه مبلغ محترم ويسهم في التخفيف من معاناة الفقراء والمحتاجين لو أحسنا استغلاله وتوزيعه. لقد ترك شأن الزكاة للأفراد ينفقون بالطريقة التي تظهر لهم، وقد يعطونها لمن لا يستحقها، بينما لو رجعنا للعهد الأول لوجدنا النبي عليه السلام وصحابته الكرام كانوا يعينون من يقوم على جمعها في على توزيعها. وهذا ما تؤكده روايات الموطأ عن مالك رحمه الله تعالى:

عَنْ مَالِك أَنَّ أَحْسَنَ مَا سَمِعْتُ فِيمَا يَجِبُ عَلَى الرَّجُلِ مِنْ زَكَاةِ الْفِطْرِ أَنَّ الرَّجُلَ يُؤَدِّي ذَلِكَ عَنْ كُلِّ مَنْ يَضْمَنُ نَفَقَتَهُ وَلَا بُدَّ لَهُ مِنْ أَنْ يُنْفِقَ عَلَيْهِ …

عَنْ مَالِك عَنْ نَافِعٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ  كَانَ يَبْعَثُ بِزَكَاةِ الْفِطْرِ إِلَى الَّذِي تُجْمَعُ عِنْدَهُ قَبْلَ الْفِطْرِ بِيَوْمَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ. وهذا يعني أنها تجمع في مكان معين، ويجوز إخراجها قبل وقت وجوبها لتيسير ايصالها لمستحقيها. ويشهد لهذا أيضا حديث البخاري عن أبي هريرة وفيه : وكلني رسول الله {صلى الله عليه وسلم} بحفظ زكاة رمضان فأتاني آتٍ فجعل يحثو الطعام فأخذته وقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

إن لزكاة الفطر مقاصد تربوية واجتماعية متعددة، ونأمل أن ترى مؤسسة الزكاة النور في بلدنا، لتقوم بدورها في حسن تدبير الزكاة عامة وزكاة الفطر خاصة .

الحسين الموس

 

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى