رمضان محطة لإشاعة روح التكافل والتضامن

يعرف شهر رمضان الكريم في المغرب إقبالا مميزا على العمل الاجتماعي، تتنوع فيه مظاهر التكافل والتضامن الاجتماعي، وتنتشر الزيارات العائلية والمبادرات الخيرية والتضامنية لدعم الأسر المحتاجة.

وتشمل هذه المبادرات جمع التبرعات وتوزيع السلل الغذائية، إضافة إلى تنظيم لقاءات للذكر وإحياء الشعائر الدينية، مما يعكس قيم التكافل والتآزر التي يتميز بها المجتمع المغربي خلال هذا الشهر الفضيل.

ويشهد شهر رمضان الكريم حركية ودينامية كبيرة في المجتمع المدني، حيث تبنى خيام بالقرب من أحياء أو مساجد لتنظيم إفطارات جماعية يومية بالمجان تستقبل فيه كثيرا من الناس المحتاجين وعابري السبيل، كما يقوم المحسنون خلال هذا الشعر الفضيل بتوفير الإفطار من داخل المساجد.

وتنتشر مبادرات العمل التطوعي التي تنتعش خلال رمضان، وتُجسد صورا متنوعة من التضامن والتكافل الاجتماعي وهي تَطرق قلوب مواطنين كثر في أرجاء المملكة لمشاركتهم فرحة الصيام. من مظاهرها توزيع الإفطار قبل أذان المغرب على الفقراء والمعوزين، وتطوع الشباب لتنظيف المساجد لتهييئها لصلاة التراويح.

ومن عادات التكافل الاجتماعي خلال هذا الشهر الفضيل قفة رمضان التي تتكون من مجموعة من المواد الغذائية الضرورية وتقوم بها جمعيات بتوزيعها على الأرامل وعدد من الفئات المعوزين الذين لا يخرجون لطلب الصدقة، وحينما يقترب عيد الفطر تعد للأرامل وأبنائهم والمعوزين كسوة العيد.

ومن أبرز مبادرات “قفة رمضان” تلك التي تنظمها  مؤسسة محمد الخامس للتضامن بمناسبة شهر رمضان المبارك، وتستفيد من هذه العملية مليون أسرة، أي ما يعادل حوالي خمسة ملايين شخص من مختلف أنحاء المملكة.

وأصبحت هذه العملية جزءا من التقاليد الرمضانية السنوية في المملكة، وتستهدف توفير الدعم للأسر المعوزة من خلال توزيع المواد الغذائية الأساسية مثل الدقيق، السكر، الزيت، التمر، والأرز.

كما تعرف ليلة القدر جمع تبرعات لتكريم ئمة المساجد والساهرين على صيانة المسجد تقديرا لهم على حرصهم طيلة شهر رمضان الكريم على توفير أجواء إقامة الصلوات والشعائر التعبدية بشهر رمضان.

وتكثر خلال العشر الأواخر من رمضان صلة الرحم بين الأسر والأقارب، وتنظم جمعيات المجتمع المدني حفلات للختان الجماعي للأبناء، وللحناء للبنات خاصة الموجهة للأسر الفقيرة والأيتام.

وتعد هذه المبادرات التكافلية تجسيدا فعليا للروح الإنسانية التي يتمتع بها الشعب المغربي، وهي فرصة للتضامن بين المواطنين، حيث يشارك الجميع في تقديم الدعم لمن هم في حاجة. وتساهم في تحسين ظروف الأسر الفقيرة خاصة في شهر رمضان، الذي يزداد فيه العبء المعيشي على هذه الأسر في ظل موجة ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

 

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى