رمال: الاحتياط من الفيروس مطلوب شرعا لكنه لا يؤخر الأجل ولا يمدد الأعمار
أكد أوس رمال أن جائحة فيروس كورونا شغلت بال الناس بعد أن عمت بها البلوى، فأصبح أول سؤال يتبادر للجميع عند سماع حالة وفاة. هل كان بسبب كورونا؟ وهذا يتسبب في الغفلة عن الموت الذي لا يحتاج إلى سبب، وبالتالي من لم يصبه هذا الفيروس يظل غافلا لا يحسب حسابا للموت، مشيرا إلى أن الاحتياط من الوباء مطلوب شرعا لكنه لا يؤخر الأجل ولا يمدد الأعمار ولا يجب أن ينسينا أن نحسب للموت حسابه ونكون دائما على استعداد للرحيل.
واعتبر رمال في خطبة الجمعة أمس 09 أكتوبر 2020، في موضوع :” الموت حقّ موجود لا ينتظر إذن فيروس كورونا”، أن هذا الفيروس عارض زائل أما الموت فهو حق ثابت لا يزول يولد مع المولود ، فعندما يولد الإنسان نؤذن في أذنه اليمنى ونقيم الصلاة في أذنه اليسرى ولا نصلي، حتى يموت فنصلي عليه صلاة الجنازة بلا أذان ولا إقامة، يقول تعالى :”هو الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا”، فالحياة كلها امتحان من الولادة إلى الوفاة، يقول تعالى :”أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة”، وقال :” كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون”، وقال “كل نفس ذائق الموت ولنبلونكم بالشر والخير فتنة”ّ، بل نموت في كل ليلة، قال تعالى :”الله يتوفى الأنفس حين موتها، والتي لم تمت في منامها، فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون”، وقد تعلمنا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أننا قبل النوم نتوضأ وننطق بالشهادتين، وقال أيضا :”وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ليقضى أجل مسمى ثم إليه مرجعكم ثم ينبئكم بما كنتم تعملون”.
وأضاف رمال، أنه إن استطعنا الفرار بالاحتياطات من الفيروس، فلا يمكن الفرار من الموت قال تعالى :”قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون”، ورغم أن نسبة الوفيات بالفيروس لا تتجاوز الخمسة في المائة في المغرب كل يوم، ونتخذ كل الاحتياطات الواجبة لاتقاء العدوى منه، إلا أننا لا نستعد للموت في كل وقت من غير كورونا، قال تعالى :”لكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستاخرون ساعة ولا يستقدمون”، والعبرة بالموت الحق الثابت وليس بالفيروس العارض الزائل.
وأشار إلى الفوائد من تذكر الموت وهي:
- المسارعة إلى التوبة وعدم تأخيرها، قال تعالى :”إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما وليس التوبة على للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال ربي إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما”.
- يحفز على العمل الصالح وعلى الإنفاق في سبيل الله، قال تعالى :” واتفقوا مما رزقناكم من قبل أن ياتي أحدكم الموت فيقول ربي لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون”.
- ويذكرنا بمقام الحساب، قال تعالى :”وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفتهم رسلنا وهم لا يفرطون ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين”.
- يذكرنا باليوم الذي لا ينفع فيه وسطاء ولا شفعاء فهذه الدنيا قد نجد من يشفع لنا ويتوسط ولكن بين يدي الله لا ينفعنا منهم أحد، قال تعالى :”ولقد جئتمونا فردى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما لنا لا نرى معكم شفعاءكم الذي زعمتم أنهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون”.
- ويذكرنا باليوم الذي لا ينفع فيه الندم ولا يمكن فيه الرجوع ولا ينفع فيه إلا الجد ميزان العمل الصالح ولا ينجو إلا الصالحون الصابرون، قال تعالى ” حتى إذا جاء احدهم الموت قال ربي ارجعون لعلي اعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن وراءهم برزخ إلى يوم يبعثون فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتسائلون فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم وهم في جهنم خالدون تلفح وجوههم النار وهم فيها كادحون ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون قال ربنا غلت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين، ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون قال اخسئوا فيها ولا تكلمون انه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وراحمنا وأنت خير الراحمين فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون “.
س.ز /الإصلاح