رفضا لجرائم الإبادة في غزة.. جماهير فرنسا تقاطع مباراة منتخبهم ضد الاحتلال

شهدت مباراة منتخب فرنسا لكرة القدم ومنتخب من كيان الاحتلال الإسرائيلي مقاطعة واسعة من الجماهير الفرنسية في سابقة تاريخية؛ لم تحدث منذ افتتاح ملعب سان دوني ببارس في 1998.

وحضر مباراة فرنسا والكيان  المذكور في دوري الأمم الأوروبية 16 ألف و611 متفرجا، وهو أقل حضور في تاريخ المنتخب الفرنسي في ملعب سان دوني. ويعد هذا الرقم هو الأقل من السابق في نفس الملعب، كان 36.842 متفرجاً ضد نيوزيلندا في 22 يونيو 2003 في كأس القارات).

وما عدا فترة كوفيد، لم تلعب فرنسا أمام عدد قليل جدا من المتفرجين في أرضها منذ 10 أكتوبر 2009 (16000 شخص في غانغون ضد جزر فارو 5-0).لكن الفراغ لا يمكن مقارنته على الإطلاق بما حدث يوم الخميس حسب وصف صحيفة ليكيب، كما وصفت أيضا أجواء المباراة بالمؤلمة والمملة، وسط أجواء ثقيلة وغير مبالية في كثير من الأحيان.

وقال الصحفي في جريدة ليكيب فانسون دولوك :”عندما نتقدم في السن، متأخرين قليلا عن البعض ولكن أبكر بكثير من الآخرين، ويطلب منا أن نذكر أكثر أمسية متعفنة قضيناها على الإطلاق في ملعب فرنسا، هذا المكان من تاريخ كرة القدم الفرنسية، فمن المرجح أن هذه المباراة بين فرنسا وإسرائيل (0-0) ستكون قليلا في أعلى الجدول”.

وأضاف “كل شيء كان حزينا ومحبطا منذ البداية وحتى النهاية، هذه الأجواء الثقيلة، وهذا الملعب الذي أفرغه الخوف، واللعب الضعيف للمنتخب الفرنسي، دون إيقاع أو جودة في الشوط الأول، ودون مهارة بعد ذلك”.

وجاء في الصحيفة الفرنسية أن التعادل حزين (0-0)، ملعب فرنسا بثلاثة أرباعه فارغ، 16.611 متفرج فقط، سياق جيوسياسي أكثر من متوتر. وتابعت مباراة منسية إلى حد كبير، لعبت في أجواء قاتمة للغاية أيضًا،

أما صحيفة RMC الفرنسية فوصفت المواجهة بأنها الأقل حضور في تاريخ البلوز في الملعب، بسبب سياق سياسي وأمني متوتر، والاهتمام الرياضي على الرغم من خفة، إلا أنه كان قاتمًا كما كان متوقعًا.. لم يتمكن البلوز من تغيير الأجواء الكئيبة التي رافقت اللقاء، مع مباراة محبطة إلى حد ما”.

وحاولت إدارة الملعب حسب وسائل إعلام فرنسية تخفيف أجواء الصمت بإطلاق أغاني جماعية عبر مكبرات الصوت لتشجيع الحضور على التفاعل، إلا أن الاستجابة بقيت فاترة، فيما ظهر في المدرجات عدد قليل من مشجعي الاحتلال الإسرائيلي يلوحون بالأعلام.

ورافقت المباراة اعتداءات من جماهير كيان الاحتلال على الجماهير الفرنسية الحاضرة على قلتها، كما نقلت صحيفة RMC أن تحضيرات المباراة عرفت تعزيزات أمنية غير مسبوقة بتجييش 2500 رجل أمن وشرطة، كما رافقت أجواء المباراة صافرات استهجان عند عزف نشيد الكيان الصهيوني وإطلاق مسيرة (درون) في فضاء الملعب من قبل المناصرين لفلسطين.

وجاء ذلك في سياق جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، التي يرتكبها كيان الاحتلال الإسرائيلي في حق الشعب الفلسطيني منذ السابع من أكتوبر، حيث ارتفعت الأصوات الرافضة لانتهاكات الاحتلال في أوربا والعالم.

وجاءت هذه المباراة في سياق متوتر بباريس سبقها تنظيم مظاهرات رافضة لتنظيم حفل “إسرائيل للأبد”، الذي تشرف عليه عدة شخصيات يمينية “متطرفة” الأربعاء الماضي في باريس، حيث أجرى عدد من النواب و49 جمعية ونقابة مناصرة لفلسطين اتصالات مع الحكومة الفرنسية لمطالبتها بعدم السماح بإقامته.

ونظم ناشطون مؤيدون لفلسطين مظاهرة في ضاحية سان دوني بالعاصمة الفرنسية باريس أمس الخميس، احتجاجا على مباراة كرة القدم بين فرنسا والاحتلال. وتجمع الناشطون في “ساحة الجبهة الشعبية”، وحملوا الأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها “أوقفوا الإبادة الجماعية”، و”70 بالمئة من القتلى في غزة أطفال ونساء”.

وردد المتظاهرون هتافات مثل “عاش نضال الشعب الفلسطيني”، و”فلسطين حرة”، ردا على سماح السلطات الفرنسية بلعب مباراة مع الاحتلال الإسرائيلي، في ظل الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة منذ أكثر من عام.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى