رسائل الرئيس ترامب للعالم الإسلامي في خطاب تنصيبه
وأشار ترامب في الآن ذاته إلى عزمه إعادة العدالة العادلة والمتساوية والنزيهة في ظل سيادة القانون الدستوري، وإعادة القانون والنظام إلى المدن الأمريكية.
مناهضة العنصرية
وأعلن ترامب أنه خلال هذا الأسبوع، سينهي أيضا سياسة الحكومة المتمثلة في محاولة إعادة تشكيل المجتمع من خلال العرق والجنس في كل جانب من جوانب الحياة العامة والخاصة، والعمل على صياغة مجتمع لا يفرق بين الأعراق ويعتمد على الجدارة.
وكانت بيانات نشرها مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) قد كشف أن الهجمات على المسلمين والفلسطينيين في الولايات المتحدة والتمييز ضدهم، وصلت مستويات قياسية في عام 2023، مدفوعة بتصاعد الرهاب من الإسلام والتحيز، تزامنا مع عدوان الاحتلال “الإسرائيلي” على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
ووفق بيانات المجلس نقلتها وكالة “ريترز”، فقد بلغ إجمالي الشكاوى التي تبلغ عن هجمات على مسلمين أو عرب من أصل فلسطيني في أميركا 8061 شكوى العام الماضي، مما يمثل زيادة بنسبة 56% عن العام الذي قبله 2022. والرقم المذكور هو الأعلى منذ أن بدأ المجلس رصد وتوثيق الانتهاكات ضد المسلمين والعرب في الولايات المتحدة قبل 30 عاما.
محاربة الشذوذ الجنسي
حسم الرئيس الأمريكي خلال تنصيبه في القطع مع مظاهر الشذوذ الجنسي حيث أكد أنه اعتباراً من اليوم، ستكون السياسة الرسمية لحكومة الولايات المتحدة أن هناك جنسين فقط: ذكر وأنثى.
وأعلن ترامب الذي وعد فريقه باصدار مراسيم لوقف المساعدات الفدرالية للمتحولين جنسيا “بدءا من اليوم ستقوم السياسة الرسمية لحكومة الولايات المتحدة على الاعتراف بجنسين فقط، الذكور والإناث”.
ويعتزم ترامب الذي أطلق للتو عملة رقمية خاصة به ستضاعف ثروته الشخصية، التصدي لـ”جنون التحول الجنسي” والبرامج المدرسية للتوعية على العنصرية.
وجاء ذلك بعدما تعرض مسلمو الولايات المتحدة لضغوط اجتماعية داخل أميركا وتتعلق بكيفية التوفيق بين التعاليم الدينية، وتحديات الظواهر الاجتماعية المغايرة، حيث شهدت الولايات المتحدة صداما أيديولوجيا حادا بين التيارات المحافظة والمتدينة القريبة من الحزب الجمهوري، وبين التيارات التقدمية الليبرالية القريبة من الحزب الديمقراطي.
وقف الحروب
وجه ترامب رسائل مبطنة فيما يخص التوترات والحروب الجارية في العالم الإسلامي، حيث أكد أن أعظم إرث سيتركه سيكون كونه صانع سلام ومُوحداً، مبديا سروره من عودة الرهائن الأمريكيين في قطاع غزة قبل يوم واحد من توليه منصبه، إلى ديارهم وعائلاتهم.
واعتبر ترامب أن الطريق الوحيد لعودة أمريكا هو أن تكون مليئة بالتعاطف والشجاعة والتميز، معلنا أن القوات الأمريكية ستوقف كل الحروب وتجلب روحا جديدة من الوحدة إلى عالم كان غاضبا وعنيفا وغير قابل للتنبؤ تماما. وأشار إلى أن أميركا ستحظى بالاحترام والإعجاب من جديد، بما في ذلك من قبل أهل الدين والإيمان، وأصحاب النوايا الحسنة.
وقبل يوم واحد على تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ رسميا، عقب إعلان حكومة الاحتلال الإسرائيلي تسلمها أسماء ثلاث محتجزات تم الإفراج عنهن، حيث بدأ آلاف النازحين بالعودة إلى منازلهم في القطاع. حيث خلفت حرب غزة في آخر حصيلة لوزارة الصحة في غزة، يوم الأحد الماضي، أزيد من 46 ألفاً و913 شهيدا، وإصابة 110 آلاف و750 منذ أكتوبر 2023.
وتسود حالات من الترقب حول استمرار سريان الهدنة ووقف الاقتتال، ليأتي خطاب الرئيس الأمريكي ليغلق الباب أمام الاحتلال الإسرائيلي لافتعال أي خطوة لخرق اتفاق وقف إطلاق النار سعيا لتمديد الإبادة الجماعية التي ترتكبها في حق الشعب الفلسطيني.
في الوقت ذاته ينتظر أن تعرف حروب وتوترات إقليمية بالعالم الإسلامي ضالّتها بما فيها الحرب في السودان والوضع السياسي في سوريا ما بعد سقوط الأسد في ظل وضع إقليمي يعرف تدخلات خارجية.