ردود فعل عربية ودولية رافضة لخطة ترامب بشأن غزة

أثار إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن عزم بلاده بسط سيطرتها على قطاع غزة، وأن تكون للولايات المتحدة “ملكية طويلة الأمد” في القطاع، ردود فعل رافضة.

وقال ترامب في تصريحاته، أمس الثلاثاء 04 فبراير 2025، خلال لقائه مع رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، إنه يتطلع إلى أن تتولى بلاده السيطرة على قطاع غزة، وستقوم بمهمة فيه أيضا، مضيفا “سنطلق خطة تنمية اقتصادية (في القطاع) تهدف إلى توفير عدد غير محدود من الوظائف والمساكن لسكان المنطقة”.

على إثر ذلك، أعلنت الفصائل الفلسطينية رفضها لمقترح ترمب بتهجير الفلسطينيين من غزة، مؤكدة على ضرورة إنهاء الاحتلال الصهيوني لينعم القطاع وسكانه بالسلام.

واستنكرت كل من الرئاسة الفلسطينية، والمجلس الوطني الفلسطيني، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وحركة حماس والجهاد الإسلامي ولجان المقاومة وحركة فتح، وحركة المجاهدين الفلسطينية، تصريحات ترامب المتعلقة بغزة، مؤكدة أن هذه التصريحات تتنافى مع القانون الدولي وحقوق الإنسان، ومع المثل والمبادئ التي تنادي بها الولايات المتحدة الأميركية.

من جانبه، أدان المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، التصريحات العنصرية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تعكس نظرة استعلائية تجاه الشعب الفلسطيني، وكأنه مجموعة من العبيد يمكن ترحيلهم أو التصرف بمصيرهم وفق أهواء السياسة الأمريكية.

وأوضح الإعلام الحكومي أنه يتفق مع الرئيس ترمب في نقطة واحدة فقط، وهي أن سكان غزة لا يرغبون في العودة إلى مخيماتهم المدمرة، لأنهم لم يختاروا هذه المخيمات يوما، بل تم تهجيرهم قسرًا من قراهم ومدنهم الأصلية عام 1948، مشيرا إلى أن الحل الحقيقي والعادل لا يكون بإعادة تهجيرهم أو فرض مخططات تصفوية، بل بتمكينهم من العودة إلى ديارهم التي هُجروا منها قسرا وفقا للقرارات الدولية.

وقال المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور، إن من يريدون تهجير الفلسطينيين في قطاع غزة إلى “مكان أكثر سعادة وجمالا” يجب أن يسمحوا لهم بالعودة إلى ديارهم الأولى، في إشارة إلى وجوب إنهاء الاحتلال “الإسرائيلي” لفلسطين التاريخية، وعودتهم إلى أراضي 48.

وعربيا، قالت وزارة الخارجية السعودية إن موقف المملكة من قيام الدولة الفلسطينية راسخ وثابت وليس محل تفاوض أو مزايدات، مشيرة إلى أن ولي العهد شدد على أن السعودية لن تتوقف عن عملها الدؤوب في سبيل قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وأن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل بدون ذلك.

وشدد بيان الخارجية السعودية على ما سبق أن أعلنته المملكة من رفضها القاطع المساس بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، سواء من خلال سياسات الاستيطان “الإسرائيلي“، أو ضم الأراضي الفلسطينية، أو السعي لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.

من جهته، دعا وزير الخارجية المصرية بدر عبد العاطي، ورئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى يومه الأربعاء، إلى إعادة إعمار غزة “بدون خروج” أهلها منها، عبر المضي قدما في مشاريع إزالة الركام وإدخال المساعدات “بوتيرة متسارعة”.

وشدّد عبد العاطي، على أهمية تولي سلطة فلسطينية الحكم في قطاع غزة، مؤكدا “دعم مصر الكامل للحكومة الفلسطينية وخططها الإصلاحية”، وعلى أهمية تمكين السلطة الفلسطينية سياسيا واقتصاديا وتولي مهامها في قطاع غزة باعتباره جزءا من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

من جانبه، أكد وزير الخارجية التركية هاكان فيدان، وقوف أنقرة ضد جميع مساعي إبعاد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، “خارج المعادلة”.

وقال فيدان إن تهجير الفلسطينيين من غزة، أمر ترفضه دول المنطقة وتركيا، لافتا إلى أن طرح هذه المسألة للنقاش “شيء خاطئ”. وأضاف “هناك اتجاه في العالم نحو قانون الغاب حيث لا أحد يفكر في احتياجات الآخر، والجميع يطبق فلسفة أفعل ذلك لأنني قوي”.

ودوليا، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إن على المجتمع الدولي ضمان مستقبل الفلسطينيين في وطنهم، كما قال متحدث الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان إن بلاده ترفض خطط ترامب.

من جهته، قال متحدث الكرملين دميتري بيسكوف إن الكرملين يرى أن التسوية في الشرق الأوسط يمكن أن تتم فقط على أساس حل الدولتين، جاء ذلك ردا على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إمكانية إعادة توطين الفلسطينيين من غزة.

وتابع: “فيما يتعلق بموضوع إعادة التوطين، نعم، سمعنا تصريح السيد ترامب حول هذه القضية، وسمعنا ورأينا بيانات من عمان ومن القاهرة، تحدثت عن رفض مثل هذه الفكرة. لهذا، ففي الوقت الحالي، نرى أن التسوية في الشرق الأوسط يمكن أن تتم فقط على أساس حل الدولتين”.

وفي أستراليا، قال رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز اليوم الأربعاء، إن حكومته تؤيد حل الدولتين في الشرق الأوسط، وذلك في أعقاب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب المفاجئ عزمه تولي السيطرة على قطاع غزة.

ومن داخل الولايات المتحدة الأمريكية، قال السيناتور الأميركي الديمقراطي كريس ميرفي في منشور على إكس “لقد فقد عقله تماما، سيؤدي غزو الولايات المتحدة لغزة إلى مذبحة لآلاف الجنود الأميركيين وحرب في الشرق الأوسط لعقود، إنها مثل مزحة رديئة”.

بدوره، قال عضو مجلس النواب الديمقراطي جيك أوشينكلوس لقناة “نيوز نيشن” التلفزيونية إن الاقتراح “متهور وغير معقول”، مضيفا أنه قد يفسد المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.

من جهته، قال رئيس برنامج الشرق الأوسط في مركز واشنطن للدراسات الإستراتيجية والدولية جون ألترمان “ينحدر العديد من سكان غزة من فلسطينيين فروا من أجزاء من “إسرائيل” الحالية، ولم يتمكنوا قط من العودة إلى ديارهم السابقة، وأنا أشك في أن الكثيرين منهم قد يكونون على استعداد لمغادرة غزة المحطمة”.

وفي سياق متصل، نشر موقع “أكسيوس” الأمريكي تقريرا تحدث فيه عن خطة الرئيس الأمريكي للسيطرة على قطاع غزة وتهجير سكانه، قائلا إن مبادرة غزة هي عبارة عن تصادم بين ثلاث وجهات نظر خاصة لترامب.

وذكر أن مبادرة غزة هي عبارة عن تصادم بين ثلاث وجهات نظر خاصة لترامب:

  • يعتقد أن التوصل إلى اتفاق سلام كبير، مع وجود السعوديين في المركز، أمر ممكن التنفيذ.
  • لقد تأثر حقا بحجم الدمار الذي لحق بغزة، وإدراكه أن إعادة البناء قد تستغرق عقودا.
  • يرى هو وجاريد كوشنر، أن هذا هو العقار الرئيسي الأصيل، “ملكية الواجهة البحرية” التي يمكن أن تستغل كل القوة والأموال التي تتدفق عبر الشرق الأوسط.

وقالت مصادر لموقع “أكسيوس”، إنه يبدو أن ترامب يقوض آماله في التوصل إلى اتفاق أوسع في الشرق الأوسط. كان السعوديون غاضبين من فكرة ترامب، ومن ادعائه أنهم سيقبلون صفقة لا تشمل دولة فلسطينية، فيما قال مصدر مقرب من ترامب إن مبادرة غزة كانت فكرة الرئيس الخاصة، وكان يفكر فيها منذ شهرين على الأقل، مشيرا إلى أن ترامب قدم الخطة لأنه توصل إلى نتيجة مفادها أنه لا أحد لديه أي أفكار جديدة لغزة.

وبدعم أميركي ارتكب الاحتلال “الإسرائيلي” بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية في قطاع غزة خلفت أكثر من 159 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، بالإضافة إلى دمار هائل في البنيات التحتية للقطاع.

وكالات 

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى