ردود فعل دولية وشعبية على خبر استشهاد يحيى السنوار

عقب إعلان جيش الاحتلال “الإسرائيلي” مساء أمس الخميس 17 أكتوبر 2024 عن مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار، توالت ردود الفعل الدولية، حيث اعتبر الرئيس الأمريكي جو بايدن أن مقتل السنوار “يوم جيد لإسرائيل والولايات المتحدة والعالم”، وهو فرصة لبحث اليوم التالي لحرب غزة.

من جهتها، أعلنت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس أن القوات الخاصة والمخابرات الأمريكية قدمت المساعدة لإسرائيل في تعقب زعيم حركة “حماس” يحيى السنوار بالإضافة إلى المعلومات الاستخبارية الأمريكية.

وأجرى وزير الخارجية الأمريكي اتصالا هاتفيا مع نظيره السعودي عقب حديث أمريكي عن إنهاء حرب غزة بعد اغتيال السنوار، فيما ذكر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر أن بلينكن أجرى اتصالات مع نظرائه بالمنطقة لبحث إنهاء الحرب.

 

وفي وقت سابق رحبت الخارجية الأمريكية بإعلان مقتل السنوار ، قائلة إنه “مسؤول عن أكبر مذبحة لليهود منذ الهولوكوست” واعتبرت أن “العالم أصبح أفضل بعد رحيله”.

أما روسيا، فعبرت عن قلقها من العواقب على الشرق الأوسط بعد أن قامت إسرائيل على قتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بغزة. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، إن روسيا تشعر بقلق بالغ بعد اغتيال يحيى السنوار، مضيفا أن ما يحدث في غزة ولبنان هو كارثة إنسانية.

إيران من جانبها، أكدت عبر بعثتها لدى الأمم المتحدة اليوم الجمعة، أن “روح المقاومة ستقوى”، وقالت: “طالما أن الاحتلال والعدوان قائمان، فإن المقاومة سوف تستمر، لأن الشهيد يبقى حيا ومصدر إلهام”.

وفي خطاب متلفز له، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنه يجب اغتنام الفرصة بعد مقتل السنوار لوقف الحرب وإعادة الرهائن وفتح أفق سياسي، لضمان أمن إسرائيل وحق الدولتين للفلسطينيين. وطالب “إسرائيل” بوضع حد لعملياتها العسكرية في لبنان.

واعتبرت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أن مقتل السنوار يدشن “مرحلة جديدة” في الشرق الأوسط. وأعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن بلاده “لن يبكيها” مقتل السنوار “العقل المدبر لأكثر الأيام دموية في التاريخ اليهودي منذ المحرقة”.

واتهم مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، السنوار بأنه “كان عقبة أمام وقف إطلاق النار المُلح والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن”.

من جهة أخرى، أعرب الأزهر الشريف عن نعيه “شهداء المقاومة الفلسطينية الأبطال”،  وأكد أن “المقاومة والدفاع عن الوطن والأرض والقضية والموت في سبيلها شرف لا يضاهيه شرف”.

وعلى المستوى الشعبي، خرجت مظاهرة أمام السفارة “الإسرائيلية” في العاصمة الأردنية عمّان عقب إعلان استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” يحيى السنوار في رفح، رفع خلالها المتظاهرون أعلام فلسطين وحيوا المقاومة الفلسطينية ونددوا بجرائم الاحتلال في غزة ولبنان.

من جهته، صرح رجل الأعمال الأمريكي دان بيلزيريان تعليقا على استشهاد السنوار، بأن “كل من يقاتل ضد الإرهابيين الإسرائيليين مرتكبي الإبادة الجماعية هو بطل”.

وسبق أن أدلى بيلزيريان بتصريحات خلال مقابلة على منصة “يوتيوب”، انتقد فيها “إسرائيل” بشكل غير مسبوق، محذرا من أن هذا الأمر قد يتسبب بمقتله.

فيما دعا روجر ووترز، مؤسس فرقة “بينك فلويد” الأسطورية إلى عزل “إسرائيل” دوليا وحرمانها من المشاركة في الأحداث الرياضية والثقافية الدولية.

سيرة السنوار

وقد ولد يحيى إبراهيم حسن السنوار في 19 أكتوبر 1962، في مخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة، ونزحت أسرته من مدينة مجدل شمال شرقي القطاع بعد أن احتلها كيان الاحتلال عام 1948، حيث نشأ في ظروف صعبة وتأثر في طفولته بالاعتداءات والمضايقات المتكررة للاحتلال الإسرائيلي لسكان المخيمات.

وتلقى  السنوار تعليمه في مدرسة خان يونس الثانوية للبنين، قبل أن يلتحق بالجامعة الإسلامية بغزة ويتخرج منها بدرجة البكالوريوس في شعبة الدراسات العربية، وبدأ نشاطه السياسي عندما كان طالبا جامعيا، حيث كان عضوا في الكتلة الإسلامية، وهي الفرع الطلابي لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين.

وشغل السنوار مهمة الأمين العام للجنة الفنية ثم اللجنة الرياضية في مجلس الطلاب بالجامعة الإسلامية بغزة، ثم نائبا لرئيس المجلس ثم رئيسا للمجلس. وأسس مع خالد الهندي وروحي مشتهى -بتكليف من الشيخ أحمد ياسين- عام 1986 جهازا أمنيا أطلق عليه منظمة الجهاد والدعوة ويعرف باسم «مجد».

اعتقل يحيى السنوار لأول مرة عام 1982 بسبب نشاطه الطلابي وكان عمره حينها 20 عاما، ووضع رهن الاعتقال الإداري 4 أشهر وأعيد اعتقاله بعد أسبوع من إطلاق سراحه وبقي في السجن 6 أشهر من دون محاكمة. في عام 1985 اعتقل مجددا وحكم عليه بـ8 أشهر.

في 20 يناير 1988، اعتقل مرة أخرى وحوكم بتهم تتعلق بقيادة عملية اختطاف وقتل جنديين من جيش الاحتلال، وقتل 4 فلسطينيين يشتبه في تعاونهم مع الاحتلال، وصدرت في حقه 4 مؤبدات (مدتها 426 عاما).

خلال فترة اعتقاله، تولى قيادة الهيئة القيادية العليا لأسرى “حماس” في السجون لدورتين تنظيميتين، وساهم في إدارة المواجهة مع مصلحة السجون خلال سلسلة من الإضرابات عن الطعام، بما في ذلك إضرابات أعوام 1992 و1996 و2000 و2004، وتنقل بين عدة سجون؛ منها المجدل وهداريم والسبع ونفحة، وقضى 4 سنوات في العزل الانفرادي.

وفي عام 2011 أطلقت سلطات الاحتلال سراح يحيى السنوار، وكان من بين أكثر من ألف أسير حرروا مقابل الجندي من جيش الاحتلال جلعاد شاليط ضمن ما سمي صفقة “وفاء الأحرار”.

وعقب خروج السنوار من الأسر، انتخب عضوا في المكتب السياسي لحركة حماس خلال الانتخابات الداخلية للحركة سنة 2012، كما تولى مسؤولية الجناح العسكري لكتائب عز الدين القسام، وشغل مهمة التنسيق بين المكتب السياسي للحركة وقيادة الكتائب. بحيث كان له دور كبير في التنسيق بين الجانبين السياسي والعسكري في الحركة خلال العدوان على غزة عام 2014.

أجرى السنوار بعد انتهاء هذا العدوان تحقيقات وعمليات تقييم شاملة لأداء القيادات الميدانية، وهو ما نتج عنه إقالة قيادات بارزة. وفي عام 2015 عينته حركة حماس مسؤولا عن ملف الأسرى الإسرائيليين لديها، وكلفته بقيادة المفاوضات بشأنهم مع الاحتلال الإسرائيلي، وفي السنة نفسها صنفته الولايات المتحدة الأميركية في قائمة “الإرهابيين الدوليين”، كما وضعته تل أبيب على لائحة المطلوبين للاغتيال في قطاع غزة.

وفي شهر غشت الماضي، أعلنت حركة حماس في بيان اختيار يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي للحركة خلفا لإسماعيل هنية، الذي اغتيل في هجوم في العاصمة الإيرانية طهران.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى