رئيس “التوحيد والإصلاح” لقناة “تي آر تي”: ما يجري بغزة إبادة كُلِّية والفيتو الأمريكي يطيل عمرها
أجرت القناة التركية العربية ” تي آر تي” حوارا مباشرا مع رئيس حركة التوحيد والإصلاح الدكتور أوس رمّال اليوم الأربعاء 21 فبراير 2024، حول المستجدات والتطورات الأخيرة للعدوان “الإسرائيلي” على قطاع غزة.
وقال رئيس الحركة، إن التصويت الأمريكي بالفيتو للمرة الثالثة في عمر هذه المجزرة التي تجري بغزة كان مرتقبا ولم يكن مفاجئا لأنّ هذه الحرب ينفذها جيش صهيوني، لكنّها حرب عالمية أمريكية – أوروبية – بريطانية تنفذ بالسلاح الأمريكي والأوروبي، وتستمر بالفيتو الأمريكي.
وأضاف في جوابه على سؤال حول إحباط مشروع قرار تقدمت به الجزائر إلى مجلس الأمن الدولي لوقف تام وفوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، أن هذا الفيتو لم يكن مفاجئا و يفضح النفاق الدولي، بحيث أن المفروض أن أمريكا ترعى النظام العالمي والسلام والأمن، ولكن إذا تعلق الأمر بالفلسطينيين وبالغزيين وبأهل الأرض وأصحابها الشّرعيين؛ يصبح المحتل هو من يدافع عن نفسه وتتحول المقاومة إلى منظمة إرهابية، ويستمر تقتيل الأطفال والنساء، وتخريب المساجد والكنائس والمستشفيات، وباختصار ما يقع في غزة لم يقع في البشرية المعاصرة بهذا الشكل من قبل.
وبخصوص امتناع بريطانيا عن التصويت، في الوقت الذي مررت فيه فرنسا القرار، أكد رئيس حركة التوحيد والإصلاح أن الأمر مستغرب إلى حد ما، وقال:” علينا ألا ننسى أن هناك شعوبا ليست لها علاقة بالتطبيع مع الكيان المحتل في فلسطين، وأنها مهما تأخرت وسكتت لا بد أن تنتفض في يوم من الأيام، ولا بد للسياسيين الذين يحرصون على حفظ مقاعدهم وكراسيهم ومراتبهم في الحكم أن يراعوا لشعوبهم، وأن ينتبهوا إليهم ويستمعوا لهم وهذا ما بدأ يحدث في عدد كبير من الدول الأوربية وأيضا في الولايات المتحدة”.
وأشار أوس رمَّال إلى أن عددا من الحكام الذين كانوا يبدون عظاما ويحكمون بلدانا عظيمة يبدو أنهم أضحوا صغارا ودولتهم أضحت صغيرة في مقابل هذه العنجهية وهذا الطغيان الصهيوني، وبالتالي طبيعي أن تنتفض بعض الشعوب لتفرض على حكامها وحكوماتها ودولها، أن تتريث وأن تتراجع عن هذا الدعم اللاّ مشروط للكيان المحتل في فلسطين.
وفيما يتعلق بموقف شعوب العالم مما يجري في غزة وتفاعلها مع الأزمة، ومدى إمكانية استمرارها في دعم القضية، أكد رئيس الحركة أن الشعوب مستمرة في دعمها لغزة ولأهلها، وفي استنكارها لما يفعله المحتل وفي استنكارها لما تفعله دولها من دعم لهذا المحتل الصهيوني، مشيرا إلى أن التاريخ ما بعد عملية طوفان الأقصى لن يكون هو التاريخ الذي قبله، ولو فترت عزيمة بعض الشعوب في الظاهر؛ إلاّ أنّ هذا سيترك أثرا، وسنرى عائده على كل ما سيأتي من انتخابات ومن تغيرات، وتحولات قيمية واجتماعية وتحولات على مستوى التحالفات العسكرية في المستقبل على كل دول العالم.
وجوابا على سؤال حول ما إذا كانت الدول التي تتبنى خطابا مناصرا للقضية الفلسطينية ولقضية أهل غزة، وتتصدى إعلاميا وسياسيا للعدوان “الإسرائيلي”، من الممكن أن تكون فاعلة في مستوى أعلى من مستوى الخطاب السياسي فقط؟ قال الدكتور اوس رمَّال :” يبدو واضحا الآن من خلال الذي يحدث أن البند الأساسي من اتفاقيات التطبيع مع الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية، التي تم توقيعها مؤخرا مع عدد من البلاد العربية والإسلامية، كان هو عدم التعرض للكيان الصهيوني المحتل مهما فعل في حق أهل غزة وفي حق فلسطين، ولهذا نجد أن الشعوب تتحرك، وأن هذه الدول تسكت عن هذه الخرجات وهذه المسيرات التي تكون بمئات الآلاف، لكنها لا تستطيع أن تفعل أكثر من ذلك”.
وأضاف المتحدث” بل حتى في المؤتمرات وفي اللقاءات المستعجلة، التي من المفروض أن تصدر عنها إجراءات جريئة واستنكارات، وعلى الأقل إدانات لما يفعله الصهاينة، للأسف تكاد تخرج دون أية نتيجة ودون أي قرارات، مشيرا مع ذلك أن موقفها أحسن من الدول التي تدعم مباشرة” الكيان الصّهيوني المحتّل.
وأوضح رمّال أن ما يجري في غزة ليس حربا، فالحرب تكون بين دول متكافئة وبين جيوش متكافئة، أو بين عدة دول مقابل عدة دول متكافئة، واعتبر أنها ليست إبادة جماعية بل إبادة كُلّية، لأن الجيش الذي يخرب ويدمر غزة وأهلها هو جيش قوامه قوام دولي وعالمي، وفيه كل المعدات الأوربية والأمريكية، بل فيه عناصر من الجيوش الأوربية والأمريكية، والقصف يتم جوا وبرا وبحرا.
وأوضح رئيس حركة التوحيد والإصلاح، أن موقف الذين يساندون ولو ببعض البيانات والبلاغات أفضل من الدين يدعمون الصهاينة مباشرة، ولكن السكوت على ما يحصل أيضا يكاد يكون إسهاما ومشاركة في هذه الإبادة، تبعا للقاعدة الفقهية “السكوت علامة الرضى”.