رئيس الحركة يفتتح الدّورة 17 لأكاديمية أطر الغد

د. أوس رمّال خلال إلقاء الكلمة الافتتاحية

ألقى د. أوس رمّال رئيس حركة التّوحيد والإصلاح كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لأكاديمية أطر الغد في دورتها 17؛ قال فيها:

الحمد لله جعل طلب العلم عبادة، والعمل به قربة، ونشره رسالة. والصلاة والسلام على سيدنا محمد، خير معلّم ومربٍّ، وعلى آله وصحبه أجمعين.

الأخوات والإخوة الكرام، طلبةُ معاهدنا العليا وجامعاتنا المرموقة، ضيوف هذا اللقاء المبارك، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

يسرّني أن أكون بينكم اليوم في افتتاح هذه الدورة السابعةِ عشرةَ لأكاديمية أطر الغد، التي تحتضن خيرة الشباب من النخبة الطلابية. ضمن منظّمة طلاّبية؛ تُعتبر كلّ مبادراتها منارات في العمل الشبابي الجامعي، أسّست على رؤية واضحة، ورسالة رائدة، ومسار راشد امتدّ منذ نشأتها إلى يومنا هذا.

وأجدّد في هذا المقام اعتزازي البالغ بهذه المنظمة العتيدة وبكلّ مبادراتها؛ التي تمكّنت بفضل الله من الجمع بين أصالة القيم وعمق الفكرة، وبين الانفتاح الإيجابي والإبداع في المبادرة، والتي أثبتت عبر تاريخها أن العمل الطلابي ليس مجرد نشاط مرحلي أو ردّة فعل آنية؛ بل هو مشروع متكامل لصناعة الإنسان؛ القوي في فكره، الراسخ في أخلاقه، الفاعل في مجتمعه.

معشر الأخوات والإخوة

إن أكاديمية أطر الغد تعتبر أحد أجمل ثمار هذا الغرس، فهي فضاء لصناعة الكفاءات القيادية، وورشٌ لبناء العقول الناقدة والقلوب الواعية، ومدرسة تُعِدّ شبابًا قادرين على حمل همّ الإصلاح في مختلف مجالات الحياة. وإن مجرد اجتماعكم هنا من مختلف التخصصات والتوجّهات؛ هو شهادة على أن في هذه الأمة طاقاتٍ حيةً، وعزائمَ صادقةَ، وأملا متجددا.

ولا يفوتني في هذا المقام أن أذكّر –ونحن نلتقي في أمن وأمان على هذا الخير– أن أذكّر بالظرف العصيب الذي تلتئم فيه هذه الأكاديمية؛ حيث يعيش أهلنا في غزّة، وكامل فلسطين؛ مآسي تتجدّد كلّ يوم تحت القصف والحصار، في مشهد يعصر القلوب ألمًا؛ لكنه يمدّها في الوقت ذاته بأعظم تمثّل لمعاني الصبر والصمود والثبات. وإن من واجبنا، نحن أبناء هذه الأمة، أن نَبقى أوفياء لقضيتهم، مستحضرين رسالتها في كل منبر وكل مبادرة، مستلهمين من صمودهم العزيمة على المضي في طريق الحق والعدل والحرية.

ولا يفوتني كذلك أن أنوّه بفريق الأكاديمية، إدارتِها ومؤطّريها، الذين يجتهدون كلّ مرّة في رسم برامج متوازنة تجمع بين التكوين المعرفي، والارتقاء القيمي، والتأهيل المهاري. فهنيئًا لهم بهذه الجهود المخلصة، وجزاهم الله عنها خير الجزاء.

معشر الأخوات والإخوة

إنّكم في مرحلة عمرية هي من أثمن ما يملك الإنسان، وتغشون مرافق وفضاءات علمية تفتح أمامكم آفاقًا واسعة، فاجعلوا من طلب العلم رسالةً؛ لا مجرّد تحصيلٍ، واصنعوا من تفوقكم الأكاديمي سلاحًا لخدمة مجتمعكم، واحملوا قيمكم حيثما حللتم، واعلموا أن الأمة تنتظر منكم الكثير.

وإننا في حركة التوحيد والإصلاح، نرى فيكم امتدادًا لمسار الدعوة إلى الخير، والعملِ على الإصلاح، ونعوّل على جيلكم في تجديد الرسالة، وتطوير الأساليب، وتوسيع الأثر. وما هذه الأكاديمية إلا نموذج حيّ لما يمكن أن تصنعه الإرادة المؤمنة حين تقترن بالتخطيط المحكم والعمل الجماعي.

أختم كلمتي بدعوتكم جميعًا لأن تستثمروا كل دقيقة في هذه الدورة، وأن تخرجوا منها بمشاريع وأفكار وخطط عملية، تترجم ما تلقيتموه من معارف وتدريبات إلى مبادرات على أرض الواقع. فالمعرفة بلا عمل؛ شجرةٌ بلا ثمار، والفكرة بلا تطبيق؛ سراج بلا زيت.

أسأل الله أن يبارك جهودكم، وأن يجعل هذه الأكاديمية لبنة بناء متين في صرح النهضة والإصلاح، وأن يحفظكم وسائر شباب الأمة من كل سوء، ويوفقكم لما فيه الخير والصّلاح، وأن يكتب النصر والتمكين لأهلنا في فلسطين، ويُقرّ أعيننا عمّا قريب برؤية مسجدنا الأقصى محرَّرًا مكرمًا مصونا محفوظا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى