ذ يتيم يكتب: خطر المجاهرة بالفاحشة.. على هامش ضجة مهرجان السينما بمراكش
قال الله تعالى “إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة “، فكل من له حظ أدنى من المعرفة الدينية، يستنتج من هذه الآية أن هناك مستويين من الانحراف : المستوى الأول وهو ارتكاب الفاحشة؛ وهو مذموم لنهي القرآن الكريم عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن لقوله تعالى :” ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن “.
وهذا يعني أن ارتكاب الفاحشة في حد ذاته دون إعلان ومجاهرة بها هو أمر مذموم. ومعلوم أن التعبير بقوله تعالى ” ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ” أبلغ من التعبير بالتحريم، ويفيد كل من شأنه أن يكون طريقا إلى الفاحشة أو تشجيعا وتزيينا لها أو دعوة أو استدراجا.
الشرع الحنيف نهى أيضا المبتلى بارتكابها عن المجاهرة بها والإعلان عنها لما في ذلك من مساس بالأمن الأخلاقي للمجتمع، كما ورد في الآية التي سلف ذكرها في المقدمة، والدعوة للفاحشة وتزيين لها مستوى ثاني من الخطورة يتجاوز السقوط فيها.
إن الفعل الفاحش في حد ذاته، هو مخالفة دينية وأخلاقية ومس بالنظام العام، في حين أن الإصرار على إشاعة الفاحشة بالإعلان عنها والدفاع عنها في مجتمع إسلامي؛ هو مساس بالنظام العام واستفراز لهذا المجتمع ومن ثم ، فهو تحريض على الفتنة وإشعال لها، وهو فعل يستحق عقوبة في الدنيا وعقوبة في الآخرة.
والذين يبيحون لأنفسهم باسم الحرية إشاعة الفاحشة، والدعاية لها والتعريف بها يروجون مغالطات وينشرون دجلا؛ لا يستقيم لأن ممارسة الحرية مقيدة في المواثيق الدولية والقوانين الجاري بها العمل في الدول العريقة في الديمقراطية بعدم الإخلال بالنظام العام والإساءة إلى منظومة القيم الدينية والأحكام والتشريعات القانونية.
وما عرفه المهرجان الدولي للسينما بمراكش من بث لمشاهد غير أخلاقية و مخلة بالحياء أمر منكر وإساءة للمجتمع والدولة المغربية. وقد كان طبيعيا أن يستفز مشهد قبلة مثلية ويقلب حماس العديد من عشاق السينما لحضور فيلم لمكرم الدورة الممثل الأمريكي في فيلم «ميلك» الذي يروج للمثلية والشذود.. فاللهم لا تؤاخذنا بما فعله السفهاء منا !!