ذ يتيم يكتب: الراقصون على جراح الشعب الفلسطيني في تقرير جيروزالم بوست الصهيونية
نقل تقرير لجيروزايلم بوست خبرا مفاده زيارة وفد شبابي “مغربي” للكيان الصهيوني تحت عنوان : وفد شبابي مغربي يزور إسرائيل ويتحدى الأحكام المسبقة !!!
الوفد حسب التقرير مكون من 23 من ” القادة الشباب ” حسب زعمه والمؤثرين والمحترفين والأكاديميين ونشطاء المجتمع المدني!!! في إطار ما سماه ببرنامج شراكة الرائد لتعزيز “التسامح “من خلال تعليم الهولوكوست في العالم العربي والإسلامي.!!!
كما وصف المشاركين في الزيارة بـ” الشباب المغاربة الشجعان الذين “اختاروا “القدوم إلى” إسرائيل” لدعم العلاقات بين إسرائيل والمغرب، والتعايش بين اليهود والمسلمين !!!! في وقت المشاعر المعادية لإسرائيل في العالم العربي والإسلامي متوترة، ومتقلبة بعد هجوم 7 أكتوبر والحرب المستمرة في غزة”، يقول رئيس ومؤسس شركة شراكة أميت ديري.”
الوفد قام بعدة أنشطة وزيارات للمواقع “التاريخية والمقدسة في القدس،”!!! والتقى بخبراء وقادة مجتمعيين متصلين بمشهد التكنولوجيا الفائقة الإسرائيلي !!! واستمع إلى مسؤولين إسرائيليين، بما في ذلك رئيس الكنيست من أصول مغربية أمير أوهانا!!! ومجلس الأمن القومي السابق مائير بن شبات الذي ألقى محاضرة كاملة باللهجة المغربية. !!!
كما قامت المجموعة بجولة في مواقع الهجمات الإرهابية!!! -حسب التقرير- التي وقعت في السابع من أكتوبر 2023 للتعرف على الحرب الحالية والصورة الجيوسياسية. وشاركوا في سلسلة من المحاضرات والمحادثات الشخصية وعبر الإنترنت، حول الهولوكوست والتطرف والإبادات الجماعية في التاريخ الحديث، وما يمكننا القيام به في مجتمعاتنا لتعزيز التسامح.
“شراكة”، حسب ما ورد في التقرير ، هي مشروع غير حكومي وغير ربحي وغير سياسي!!!، أنشأه رواد أعمال اجتماعيون من العالم العربي و”إسرائيل” لتعزيز السلام الدافئ بين الناس.!!! ويقودها بشكل مشترك من مكاتبها في “إسرائيل” والبحرين والمغرب !!!، ولديها مستشارين ومتطوعين من جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي وفي جميع أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا.
ترى المنظمة نفسها كمنصة “بدء السلام” للمشاركة بين الناس والحوار والتعاون، وتعمل على تعزيز مفهوم اتفاقيات إبراهيم إقليميًا ودوليًا.!!! كما تحدث التقرير عن أن الفندق الذي أقام فيه الوفد أيضًا فيه عائلات من الإسرائيليين النازحين من شلومي على الحدود الشمالية، وهي جماعة مشهورة بأصولها المغربية. وعندما علم الضيوف الشماليون الذين تحولوا إلى نصف مقيمين بأصل الوفد، وأنه قد ” اندلعت حفلة عفوية فجأة بالرقص والغناء،” !!! وكأن الأشقاء المنفصلين عند الولادة التقوا ببعضهم البعض بعد سنوات من الانفصال. مما جلب معه موجة متوقعة من الانتقادات، ولكن على الرغم من مشاعر التوتر الأولية، تحدى المشاركون الشباب الحدث واستمروا في الرقص.!!!
وحسب نفس التقرير فإن المشرفين سبق لهم أن نظموا زيارات لعدة وفود أخرى، بما في ذلك وفد من الحاخامات والأئمة إلى المغرب لتعلم المزيد عن الانسجام والتآزر والتعايش.
ويتضح أن هذا النشاط المشبوه الذي يسعى لتعزيز الاختراق التطبيعي، فيه تواطؤ ضمني مع العدوان وحرب الإبادة المتواصل على الشعب الفلسطيني منذ غرس هذا الكيان في قلب العالم الإسلامي ..العدوان الذي نشهد له اليوم فصلا من أبشع فصوله
دلالة مفهوم التطبيع في سياق الحرب الإجرامية للكيان الصهيوني
التطبيع معناه في سياق الحرب الصهيونية على غزة؛ التأمين على حرب الإبادة التي يشنها الكيان الصهيوني على الأنسان والشجر والحجر والبيئة، والتاريخ والحضارة وأي شيء يثبت وجود شعب اسمه الشعب الفلسطيني.
التطبيع معناه “الحياد ” تجاه الهلوكوست الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني، وحرب الإبادة القائمة اليوم على غزة والتي يتابعها العالم اليوم بالصوت والصورة، والحياد المتواطئ بالسكوت أو بالتبرير أو تلميع صورة المعتدي الصهيوني. هو شكل من أشكال العدوان؛ أي بالوقوف إلى جانب الإجرام، مما يطرح سؤالا عريضا : كيف يمكن الاطمئنان على مستقبل الأوطان ووجود الأمة لو أصبح هذا الصنف من ” القيادات ” المستقبلية هو من يدبر أمور البلاد والعباد !!
التطبيع مباركة صريحة لحرب الإبادة، ولمشاهد الدمار التي لم تترك شجرا ولا حجرا ولا أي مقوم من مقومات العيش، والحياة بما في ذلك المستشفيات والمدارس والمساجد والمربعات السكنية ..
التطبيع معناه الانسلاخ عن الهوية الوطنية المغربية، التي يعتبر فيها الارتباط بفلسطين والقدس ارتباطا وجوديا وتاريخيا وحضاريا كما تدل على ذلك أوقاف المغاربة ..وكما يدل على ذلك مشاركة قوات مغربية إلى جانب قوات عربية في الحروب التي قامت ضد الكيان الصهيوني، ومشاركة الشعب المغربي وقواه الحية في المسيرات المليونية التضامنية مع الشعب الفلسطيني .
التطبيع انسلاخ من الهوية الإنسانية، ومن الإحساس الإنساني الطبيعي الذي ظهر بصفة تلقائية في التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، كما عبرت عن ذلك حركة التضامن الطلابية الأمريكية والأوروبية، ومسيرات التضامن في عدد من دول العالم، ناهيك عن الانسلاخ من الشعور الديني عند المسلمين، الذي استقر فيه ما ورد في قوله تعالى ” ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم أن استطاعوا “.
كيف يصبح الطلبة الأمريكان والإنجليز والأوروبيون وغيرها أكثر مناعة ضد الاختراق التطبيعي من طلبة بلد مسلم شارك جنوده في حرب 67 في سيناء في الجولان؟؟ و هو باختصار اختراق خطير للوعي وتزييف لحقائق الواقع اليوم ولحقائق التاريخ …
الأحكام المسبقة !!!
التصريحات التي نقلتها الصحيفة الصهيونية على لسان الشباب المغربي المشار إليه في سياق مواصلة التضليل وقلب الحقائق، تتحدث عن أن الهدف من الزيارة تحدي الأحكام المسبقة، وكأن ما نشاهده من مشاهد الدمار والقصف والاستهداف للمواطنين الفلسطينيين الحفاة العراة الجوعى في المخيمات؛ هي مجرد أحكام مسبقة وليست جرائم موثقة وحرب إبادة جماعية يتابعها اليوم الخاص والعام، وكأن الهلوكست القائم اليوم في غزة أكبر وأخطر من هولوكست في التاريخ المعاصر.
ورغم كل ذلك لا يستحيي القائمون على هذا النشاط التطبيعي من الحديث عن “شراكة تريد بناء سلام دافئ” في وقت يواجه فيه الشعب الفلسطيني حربا حارقة للأخضر واليابس؛ حرب إبادة للشجر والحجر والأطفال والرجال والنساء، وضد كل شيء يتحرك في فلسطين.
كيف لا يستحيون وهم يرقصون على جراحات الشعب الفلسطيني وعذاباته، رافعين شعارات كاذبة حول السلام !!! السلام الحارق وليس السلام الدافئ.
ذ محمد يتيم