ذ حسن الإفراني يكتب المجلس التربوي: الصناعة الثقيلة أو ثغر الثغور (7/7)
خصائص المجلس التربوي
يقصد بالخصائص إجمالا ما يخص ويختص به الشيء، وما قد يميزه عن غيره، وما يعد عنصرا إن غاب عن المجموع لم يحقق الغايات التي من شأنها أحدث في الوهلة الأولى… هذه المعاني بالضبط هي التي تهمنا هنا، وسنحاول حصر خصائص المجلس التربوي في العناصر الآتية:
مجلس: بمعنى أن الصيغة التي يعقد بها هو الجلوس وليس الوقوف ولا المشي.. فالجلوس أدعى للسكينة والوقار والهدوء، والإنصات للذات، وهو طريق التركيز لكلام الغير، وهو الأنسب لمصاحبة مذكرة والكتابة عليها..؛
تربوي: إنه مجلس قرآن وحديث وذكر وتزكية ورقائق.. وليس مجلس سياسة ونقابة واقتصاد وفكر.. فلكل مجال مجلسه؛
الإلزام: فحضور المجلس التربوي يعد بالنسبة للعضو من مقتضيات العضوية؛
الجماعة: فلا يمكن لأي كان أن يعتبر نفسه عضوا بتذرعه بأنه يكتفي بالإنصات لدرس في وسيلة إعلامية ما، أو أنه يقرأ بمفرده من كتاب من كتب التزكية، فلا ينبغي أن يلبس عليه إبليس فيشجعه على العمل الفردي، ويبعده عن العمل الجماعي الذي لا تعد مزاياه وثماره ولا تحصى؛
التنظيم: كل مجلس تربوي يتعين أن يشتغل بالمنظومة التي توحد التصورات، كما يجب أن يضع برنامجا واضحا، وأن يحافظ على أفراد بعينهم ليحصل التآلف والتآخي بشكل كبير، فهناك انتظام في الدروس، وفي نفس الزمرة، وفي الانعقاد؛
الاستمرارية: لا يمكن لأي كان أن يستغني عن المجلس التربوي مهما علت مرتبته في التنظيم، أو عدد السنوات أو العقود التي ضمته إلى تلك المجالس، ومهما تعددت مسؤولياته؛
راتب: المقصود هنا أن يكون منتظما في الانعقاد، حسب التوقيت الذي يناسب مجموع أعضائه، وحتى نحقق أن يكون راتبا علينا الحرص على جعله مفعما بالحياة، وجذابا ومحفزا للحضور بالإعداد الجيد، والمناقشة العالية، مخافة أن يتحول من الراتب إلى الرتابة.
فئوي: فلكل جنس مجلسه، فللأخوات مجالسهن، وللإخوان مجالسهم، وللقطاع العام مجلسه، وللشباب مجلسهم، وللأطفال مجلسهم…
إن هذه الخصائص هي ما يميز المجلس التربوي عن بقية الأعمال الأخرى التي تقوم بها الحركة، أو تقوم بها تنظيمات أخرى، والتي يجب المحافظة عليها وتعزيز حضورها، حتى لا يفقد المجلس هويته، ويضيع مذاقه ولونه، وينحرف عن الدور الذي من أجله وضع. ولتحقيق كل تلك الخصائص من ناحية أخرى يلزم تفعيل المجالس التربوية بمقاربات وبيداغوجيات وطرق وأساليب… تخلق الرغبة في الحضور والانخراط والمشاركة لدى الجميع، وهو ما سنشتغل عليه فيما سيأتي من حلقات إن شاء الله تعالى.
أبو عبد الرحمن