د. الحبيب الشوباني: طوفان الأقصى حرب تحرير زعزعت المشروع الصهيوني

أكد الدكتور الحبيب الشوباني أن طوفان الأقصى حرب تحرير زعزعت المشروع الصهيوني، عبر توجيه ضربات قوية للإستراتيجيات المعتمدة لتحقيقه على أرض الواقع.
جاء ذلك خلال تأطيره محاضرة علمية ضمن أشغال الدورة الثالثة من مبادرة تميز للشباب التي ينظمها قسم الطفولة والشباب لحركة التوحيد والإصلاح، ابتداء من يوم الجمعة 08 غشت 2025 وتستمر إلى غاية يوم الأربعاء 13 غشت 2025، بمركز التكوين في الرباط.
وأوضح الشوباني أن ما يجري في غزة له وجهان، الأول: يرى ما يجري مأساة إنسانية فقط؛ تصور أخر يرى ما يجري حرب تحرير، مشددا على أن حروب التحرير يمكن أن يسقط فيها ملايين الشهداء، لكون المطلب كبير وهو تحرير شعب وأمة، بل وتحرير البشرية من الاستبداد العالمي المسمى بالصهيونية.
وأوضح أن الإعلام الصهيوني والمتحالف معه يحرصان على تكريس صورة الإبادة ليشعر الناس أن هذه معركة خاسرة، موضحا أن من ينطلق من الصورة الأخرى سيرى العكس، مؤكدا أن هذه حرب تحرير يقف فيها الحق في مقابل القوة، والمشروعية في مقابل الباطل، وإرادة التحررية في مقابل الاستعمار.
ما هو المشروع الصهيوني؟
يتحدد المشروع الصهيوني عند الشوباني في إقامة مملكة بني لإسرائيل من النيل إلى الفرات، وهدم المسجد الأقصى، وبناء الهيكل، وذبح البقرة الحمراء، تمهيدا لنزول المشيح الذي سيبدأ معركة أرمجيدون ضد الأعداء.
ورجع الشوباني إلى تحليل التقويم العبري (سنة 5785) التي تعني في العقل اليهودي يوم الخلق التزامني للكون وآدم عليه السلام في نفس الوقت، موضحا اليهود يستمدون من هذه العقيدة شعورا بكونهم أصل الكون والإنسانية وشعب الله المختار، رغم أن العلم يؤكد أن العمر العام للكون هو 13.8 مليار سنة.
وأكد الشوباني أن 215 سنة المقبلة المكملة لسنة 6000 ستكون حبلى بالحروب والقتل والدمار والسيطرة للوصول إلى النتائج السابقة، ليخلص إلى أن ما نعيشه اليوم هو حرب دينية بامتياز، لأن الخلفية الموجهة هي خلفية دينية من التوراة، يقوم بها شعب الله المختار ليستقبل بها المشيح.
ما استراتيجيات المشروع الصهيوني؟
وعدد الوزير السابق استراتيجيات المشروع الصهيوني في أربع، الأولى: استراتيجية التفكيك الناعم لكل عناصر المقاومة عند المسلمين؛ الثانية: استراتيجية التفكيك العنيف؛ الثالثة: استراتيجية الضرب الاستباقي لكل عناصر القوة في العالم الإسلامي؛ الرابعة: استراتيجية فرض حالة الاستسلام بقبول “إسرائيل” ككيان محوري في المنطقة.
وأوضح الشوباني أن استراتيجية التفكيك الناعم تتجسد في إقامة علاقات عادية مع الصهاينة والتطبيع معهم في الفن والسياسة والاقتصاد والبحث العلمي..، بينما تقوم استراتيجية التفكيك العنيف في تفجير الحروب لتفكيك الدول، واستراتيجية الضرب الاستباقي في حصر القوم في يد الصهاينة.
ما وسائل مواجهة المشروع؟
أشار الشوباني إلى ثلاث مقدمات لابد لكل مسلم وإنسان حر أن يستوعبها، الأولى: عقائدية من القرآن حين قال تعالى: “ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض”؛ الثانية حديث “يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها”؛ الثالثة فهم كيفية اشتغال المشروع الصهيوني وكيفية مواجهته.
وأكد الشوباني أن استيعاب وفهم استراتيجيات اشتغال المشروع الصهيوني سيؤدي إلى وضع استراتيجيات معاكسة لمجابهته، مشددا على الاشتباك والاستنزاف الذي لابد أن يثمر لو أتقنه مليار ونصف مسلم عبر وسائل بسيطة تؤدي إلى استنزاف مستمر للكيان الصهيوني كل حسب المستطاع.
واقترح استيعاب الهجرة النبوية بأن يفكر كل فرد وجماعة وأمة كيف يهاجرون من التخلف إلى التقدم، ومن التمزق إلى الوحدة، ومن الضعف إلى القوة، ومن الجهل إلى العلم، واعتماد الموازين المضبوطة الواردة في القرآن والأحاديث كما هو صنيع الاحتلال مع التقويم العبري.
وطالب المتحدث الشباب بالتموقع في الزمن على أساس أنه أخطر تموقعا من التموقع الجغرافي الذي يتم تحديده عبر إحداثيات مضبوطة، موضحا أن الفرق بين العقل المسلم والعقل اليهودي على مستوى التقويم الهجري والعبري يكمن في الوعي بأحداثه ومعرفة الوجهة في المستقبل.
ما طوفان الوعي؟
وأوضح البرلماني السابق أن القيمة المضافة والعالية لطوفان الأقصى اليوم هي إرجاع الأمة لسؤال الوعي بالمشروع الصهيوني، مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية أصبحت قضية البشرية الأولى في العالم، بينما أصبحت “إسرائيل” منبوذة في العالم بعد أن كان الحديث بسوء عنها يعد معاداة للسامية.
وأشار إلى دور الوعي كدرس طوفاني، متسائلا “هل استسلمت المقاومة بعد سنتين من المذابح والقتل والتهجير؟ مرجعا صمودها إلى مسألة الوعي التي لخصتها في مقولة النصر أو الشهادة، فالانتصار عندها يعتبر تحريا أما الشهادة فهي عندها أرقى مراتب الجنان استنادا إلى الدين الإسلامي.
ورأى أن الطوفان هو يوم من أيام الله، فقد استطاع أن يسقط التطبيع استراتيجيا، مشددا على ضرورة التموقع الزمني بين التقويم العبري والتقويم الهجري كمدخل لبناء الوعي والاشتباك الطوفاني مع المشروع الصهيوني، منتهيا إلى أن التاريخ أثبت أن مثل هذه المواجهة تنتهي لصالح المستضعفين ضد المستعمرين.
موقع الإصلاح