د أوس رمال : الوفاء الحق ليس قصيدة رثاء بل مشروع اقتداء

أكد رئيس حركة التوحيد والإصلاح الدكتور أوس رمال في رسالة وجهها لشباب وناشئة الحركة في ملتقى الوفاء صباح اليوم الأحد 15 يونيو 2025 بالرباط، أن الوفاء الحق ليس قصيدة رثاء بل مشروع اقتداء.

ودع شباب الحركة إلى الاعتكاف على تتبع مسار رموز وقيادات الحركة السابقين بالبحث والاستلهام، وترجمة الدروس إلى مبادرات تناسب زمن هؤلاء الشباب والناشئة، والترحم على الراحلين ممن تركوا أثرا كبيرا في المشروع الإصلاحي، لينطبق عليهم قول ربنا عز وجل “والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان”.

وأشار رئيس الحركة إلى أن الوفاء لهؤلاء وفاء للحركة نفسها؛ وهو رسالة مفادها أن من يخدم دعوة الله لا ينسى حيا ولا ميتا وأن هذه الحركة لا تنسى رجالها ونساءها وأبناءها وبناتها وأحبابها بل تجعل ذكراهم جزءا من رأس مالها تخلدهم وتورثه للتابعين جيلا بعد جيل

وقال للحاضرين في الملتقى “نجتمع في هذه الصبيحة لا لنرثي الأموات بل لنحتفي بحياتهم ونجدد العهد الذي مضوا عليه، فهؤلاء الذين نذكرهم اليوم ليسوا مجرد أسماء في لائحة ولا صور في أرشيف بل كانوا لبنات حقيقية في بناء صرح هذه الحركة المباركة خدموها وهم يؤمنون أن ما عند الله خير وأبقى ثم مضوا إلى ربهم وقد تركوا الأثر وصدقوا ما عاهدوا الله عليه”.

وأوضح أوس رمّال أن هذا الملتقى يبتغي تسليط الضوء على بعض من سطور سيرة كوكبة من تسعة رجال ارتحلوا عن دنيانا وهم على العهد مع الله ونجعلها حية في وجداننا وإن كنا لا نزعم الإحاطة بكل مناقبهم.

واستحضر رئيس الحركة خصال رموز وقيادات الحركة المحتفى بهم في كلمات مقتضبة “فقد كان منهم المنظر للعمل النسائي وخادم القضية الفلسطينية الدائم الحركة والسفر الذي اختاره القدر مع صاحبته ورفيقة دربه في حادثة سير على الطريق الذي أخذ قسطا وافرا من حياته، وكان منهم عالم القرآن والجامعة الذي أفنى جل عمره بين محراب التدريس ومنبر الخطابة يغرس حب وهيبة القرآن في القلوب والعقول، وكان منهم حكيم زمانه الذي لم يغير أعلى سلاليم المسؤولية الحكومية بوصلة قلبه فأقام البرهان على إمكان المزاوجة بين عمل الدعوة ومهام الدولة”.

احتفى المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح، صباح الأحد 15 يونيو 2025، بعدد من قيادات الحركة السابقين الذين قضوا نحبهم تكريما لعطاءاتهم وا

وتابع في معرض استحضاره لهذه المناقب “وكان منهم المربي العتيق صاحب التربية الربانية الذي ساهم في إعداد البرامج وإصلاح المناهج وكتب وثائق تربوية ما زال يرجع إليها كل من أتى بعده، وكان منهم خطيب الجمعة وبرلماني القيم الذي صدح فوق منبر المسجد بيانا وفوق منبر البرلمان تشريعا، وكان منهم خادم القرآن الذي عكف على رعاية معاهد التعليم العتيق يصلح المصاحف كما يعالج القلوب ويسهر في خدمة طلبة العلم والمعلمين حتى الفجر، وكان منهم رائد العمل الطفولي والثقافي الذي أسس فضاءات الطفولة فكان باعث نهضة البراعم وأسس عملا ثقافيا خلد اسم أحد رجالات الثقافة البانية في البلد”. 

وأضاف رئيس الحركة : “وكان منهم جندي الخفاء لم يعرف اسمه بقدر ما عرف بحضوره يحمل حقيبته المثقلة بالدروس والتكوينات يبيت في القطار ليدرك فجرا حلقة تدريب على بعد مئات الكيلومترات ويبتسم وكأنه ما بدل شيئا، وكان منهم المحدث والإداري الذي جمع بين العمل الأكاديمي في خدمة السنة النبوية وبين قيادته لإحدى الحركة والذي اختار الله له جوار بيته الحرام  ليموت ويدفن فيه، هؤلاء الرجال رحمهم الله صنعوا أنموذجا واحدا مفاده أن تكون عبدا لله حيث ما أقامك فالطريق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق وقد اختار كل واحد منهم طريقه فأحسن السير والمآل”.

ورحب الدكتور أوس رمّال بحرارة بزوجات الراحلين المحتفى بهم، مؤكدا أن هذا اللقاء ليس فقط تكريما للراحلين بل أيضا اعترافا بفضل أزواجهم وصبرهم، وكانوا خير رفيقات لمن قدموا الكثير، ليس من باب المجاملة بل من باب الاعتراف بالجميل والاعتبار بالمسير.

يذكر أن المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح، احتفى صباح الأحد 15 يونيو 2025 بعدد من رموز وقيادات الحركة السابقين الذين قضوا نحبهم تكريما لعطاءاتهم والأثر الكبير الذي تركوه في المشروع، تحت شعار “ملتقى الوفاء.. لأهل الإصلاح والعطاء”، وذلك بقاعة عبد الله بها بالمقر المركزي للحركة بالرباط، بحضور الرؤساء السابقين وأسر وأصدقاء الراحلين المحتفى بهم. 

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى