دلالات ورسائل إقرار الملك محمد السادس رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية
اليونسي: ثلاثة أسس منهجية لتدبير قضايا الهوية تجعل منها قضية لكل المغاربة
قال عبد الحفيظ اليونسي أستاذ القانون الدستوري بجامعة الحسن الأول بسطات إن إقرار عطلة رسمية لرأس السنة الأمازيغية، هو استمرار لتدبير المملكة المغربية لهذا الموضوع وكل القضايا المتعلقة بموضوع الهوية والتي يعمل المغرب فيها على منهجية تقوم على ثلاثة أسس.
ويعتبر اليونسي أن الأساس الأول لهذه المنهجية هو منهج التراكم، حيث أن هناك دائما تراكم في موضوع الأمازيغية منذ خطاب أجدير مرورا بالاعتراف والإقرار بوطنية ورسمية الأمازيغية في الدستور المغربي، وصدور القانون التنظيمي باعتباره أيضا هو جزء من الكتلة الدستورية الذي يتعلق بترسيم الأمازيغية وإعطاء الطابع الرسمي لها وتنزيلها بشكل تدريجي.
ويرتكز الأساس الثاني لهذه المنهجية – حسب أستاذ التعليم العالي- على التوافق أي أن قضايا الهوية لا يمكن أن تحسم بخطاب حدي أو بخطاب الغلبة، بل هو خطاب توافقي تعمل من خلاله مؤسسات الدولة السيادية على تدبير هذا الموضوع الذي بدل أن يكون موضوع إجماع ولحمة وطنية قد يكون موضوع للتفرقة أو آلية للتفرقة. فيما يقوم الأساس الثالث والأخير في أن المغرب يسير بوثيرة تقدمية في موضوع الهوية الأمازيغية.
ونبه اليونسي إلى أن هذه الأسس الثلاث تؤسس لفكرة الجماعة السياسية وفق القواعد الجامعة، ومن المؤكد أن على الجميع أن يتحمل مسؤوليته من مجتمع مدني وأحزاب سياسية وقيادات فكرية ونخب وألا يحولوا بطريقة غير موضوعية موضوع الأمازيغية إلى عنصر للتفرقة فالأصل أن يكون موضوع الأمازيغية هو موضوع كل المغاربة وموضوع الإقرار يجب أن لا يتم تحميله أكثر مما يحتمل وهو مسألة عادية جدا وتتويج لمسار تراكمي.
صدقي: قرار حكيم ورسالة واضحة للأطراف المعنية بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية
اعتبر سليمان صدقي رئيس الرابطة المغربية للأمازيغية أن القرار الملكي بترسيم السنة الأمازيغية وجعلها يوم عطلة مؤدى عنه، قرار تاريخي وخطوة مهمة في مسار تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وتعزيز حضورها في الحياة العامة، والاعتراف بالتنوع والغنى الثقافي الذي تزخر به بلادنا.
ووصف صدقي القرار بالحكيم، حيث أخد وقته الكافي للمدارسة والانضاج، خاصة أن السياسات العمومية في المجال الهوياتي والقيمي تحتاج لنقاش فكري وثقافي رصين متحرر من ضغط اليومي ومن المزايدات السياسوية. وهو قرار بطبيعة الحال سيقوي مثانة مقومات الوحدة الوطنية الثرية والغنية بتعدد وتكامل روافدها وتعبيراتها اللغوية واللسنية والثقافية.
وزاد المتحدث أن القرار رسالة واضحة لكل الأطراف المعنية بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، خاصة رئاسة الحكومة والقطاعات الوزارية المعنية بضرورة الإسراع واتخاد الخطوات العملية الكفيلة بتسريع وثيرة ترسيم الأمازيغية وفقا للمقتضيات الدستورية والقانونين التنظيميين 26.16 و14.16.
بويخف: رأس السنة الأمازيغية محطة ثقافية متجذرة دأب المغاربة على إحيائها منذ قرون غابرة
واعتبر حسن بويخف الإعلامي والباحث في قضايا الأمازيغية، أن بلاغ الديوان الملكي الذي أعلن قرار الملك محمد السادس إقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة وطنية رسمية مؤدى عنها، خطوة جديدة ودالة في المسار الذي بدأه جلالته مند خطاب أجدير في 17 أكتوبر 2001 في الاعتراف بأحد المكونات الرئيسية للهوية المغربية الذي عانى الكثير من الحيف والتجاهل من قبل.
ونبه بويخف إلى أن رأس السنة الأمازيغية ليس مناسبة إيديولوجية ولا سياسية، بل محطة ثقافية متجذرة في الثقافة المغربية، دأب المغاربة على إحيائها مند قرون غابرة، وتعبر عن انتمائهم الجغرافي إلى منطقة البحر الأبيض المتوسط التي انتشر تقليد إحيائها بين شعوبها، وتميزت شعوب شمال افريقيا، والشعب المغربي بالخصوص، بالمحافظة عليها وعلى الاحتفال بها.
وأوضح الرئيس السابق لجمعية تامازيغت لكل المغاربة أن رأس السنة الأمازيغية يرتبط بالحياة الفلاحية لشعوب شمال افريقيا، لذلك فهي غنية بالرموز الثقافية التي تعبر عن هذا البعد المعيشي الذي يعكس مكانة الفلاحة والزراعة في حياة شعوب تلك المنطقة. وتتحدث الطقوس وأشكال الاحتفال ومحتوى مائدته المتنوع في هذه المناسبة لغة واحدة هي لغة الفلاحة وما تمثله من أهمية في الحياة.
وذهب بويخف إلى أن الطبيعة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لرأس السنة الفلاحية هو ما أعطاها قوة الاستمرار، وجعلها في منأى عن التأثيرات القوى الدينية والسياسية بالخصوص التي عرفتها تلك الشعوب. وظلت صامدة رغم التحولات العميقة التي عرفتها منطقة البحر الأبيض المتوسط عبر عدة قرون مضت.
يذكر أن الملك محمد السادس أقر رأس السنة الأمازيغية عطلة وطنية رسمية مؤدى عنها. وذكر بلاغ الديوان الملكي صدر في 3 ماي 2023 أن الملك أصدر توجيهاته السامية إلى رئيس الحكومة قصد اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل القرار الملكي السامي.
موقع الإصلاح