دعوات لرفض رسو “سفن الإبادة” بميناء طنجة مرة أخرى

طالبت المبادرة المغربية للدعم والنصرة بطنجة الجهات المسؤولة عن ميناء طنجة المتوسط ولكل السلطات المختصة، تقديم التوضيحات الضرورية بشأن ما يتم تداوله في مجموعة من المنابر الإعلامية العالمية والوطنية من أن ميناء طنجة المتوسط سيكون مرة أخرى محطة عبور لسفينة محملة بالأسلحة نحو الكيان الصهيوني، لتستخدم في الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني في غزة، بشكل رسمي.

وأوضحت المبادرة بطنجة في بيان للرأي العام المحلي والوطني صدر أمس الأحد، بشأن سفينة الأسلحة الصهيونية، أن الأخبار نقلت أن هذه السفينة المملوكة لشركة الشحن ميرسك العملاقة والتي تحمل اسم Nexoe Maersk سترسو بميناء طنجة المتوسط بعد أسبوعين لتنطلق منه إلى ميناء حيفا المحتلة.

ودعت المبادرة المغربية أمام هذه الأنباء الخطيرة والمستفزة وفي حال تأكد خبر رسو هذه السفينة، أو أي سفينة أخرى محملة بالأسلحة لعصابات الكيان المجرم بالميناء، إلى الاحتجاج الواسع واستنكار هذا التطبيع الذي يرقى الى الشراكة في جرائم الإبادة الجماعية مع العدو الصهيوني.

وأهابت المبادرة المغربية للدعم والنصرة في بيانها، بساكنة طنجة وكل الغيورين إلى اليقظة والتفاعل مع كل تطور يتعلق بهذه الفضيحة. 

تحقيق صحفي يفضح المستور بالوثائق

وكانت وثائق حديثة كشفت وفقا لتحقيق صحافي، عن “استخدام ميناء طنجة المتوسط كمحطة رئيسية في عملية شحن مكونات مقاتلات “F-35” الأميركية نحو الاحتلال الإسرائيلي”، والتي تُستخدم في شن غارات دموية على القطاع المحاصر.

التحقيق الذي أجرته صحيفة “ديكلاسيفايد” (Declassified UK) البريطانية ومؤسسة الأخبار الاستقصائية الأيرلندية “ذا ديتش” (The Ditch)، قال إن شركة الشحن العالمية “ميرسك” تنقل أجزاء من مقاتلات “F-35” من مصنع تابع للقوات الجوية الأمريكية في ولاية تكساس نحو ميناء حيفا، ثم إلى قاعدة “نيفاتيم” الجوية الإسرائيلية.

وحسب التحقيق الصحافي، فإنه من المتوقع أن تصل سفينة (Maersk Detroit)، في 20 أبريل 2025، إلى مدينة طنجة، بعدما انطلقت من ميناء هيوستن، يوم السبت 5 أبريل 2025، حاملة أجزاء طائرات 35-F.

ويتوقع ذات المصدر أن “يتم تفريغ الشحنة وإعادة تحميلها على سفينة ثانية، في طنجة،” وهي (Nexed Maersk) التي ستتوجه إلى ميناء حيفا في فلسطين المحتلة.

حركة المقاطعة تطالب برفض رسو سفن الإبادة

في هذا الصدد، طالبت حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها “بي دي إس” (BDS)، السلطات المغربية برفض رسو ما سمّتها “سفن الإبادة” في الموانئ المغربية، احتراماً لإرادة الشعب المغربي وتحملاً لمسؤوليتها التاريخية.

وقالت حركة بي دي إس – المغرب، إنه في الوقت الذي يعد فرض الحظر العسكري على جيش الاحتلال “واجباً انياً” وملحاً على كل الدول والحكومات والأطراف، “يستمر ميناء طنجة المتوسط في استقبال سفن شركة “Maersk” المتورطة في نقل العتاد العسكري إلى جيش الاحتلال، منذ نونبر الماضي”، وخصوصا بعد “اتخاذ الشركة ميناء طنجة المتوسط مركزًا رئيسيا لعملياتها في البحر الأبيض المتوسط.”.

وأضافت الحركة أنه يتوقع هذه المرة أن يسهل الميناء “وصول شحنة جديدة تحمل أجزاء طائرات 35-F المقاتلة إلى قاعدة نيفاتيم الصهيونية”، مشيرة إلى أن هذه القاعدة تعد مركز قيادة القوات الإسرائيلية الجوية “التي يمطر غزة يوميا بغارات الإبادة الجماعية”.

ودعت حركة الـ”بي دي إس” العاملين في ميناء طنجة المتوسط، إلى “الوفاء لواجبهم الأخلاقي والقانوني” بالامتناع عن خدمة شركة “Maersk”، داعية إلى رفض تفريغ وتحميل شحناتها، “صفاً واحداً مع كامل الشعب المغربي الرافض لاستباحة سيادته الوطنية”.

كما حثت جميع القوى الحية في المغرب على ممارسة المزيد من الضغط لوقف كل أشكال التعاون مع إسرائيل، “وعلى رأسها التعاون العسكري والتنسيق الأمني، والتضييق على المصالح الصهيونية من خلال حملات المقاطعة المركزة، وتصعيد كافة الأشكال النضالية الرامية إلى إسقاط التطبيع”.

وأشارت حركة المقاطعة إلى أنه “ليست المرة الأولى التي تستقبل فيها السلطات المغربية سفن الإبادة التابعة لشركة Maersk في ميناء طنجة المتوسط”، خاصة منذ أن رفضت الحكومة الإسبانية السماح لسفن هذه الشركة المحملة بالعتاد العسكري بالرسو في موانئها استجابة للضغط الشعبي، “وخوفاً من العواقب القانونية المحتملة أمام محكمة العدل الدولية، وتجنباً للاتهام بالتورط في ارتكاب جريمة ضد الإنسانية”

ونبهت إلى أن السلطات المغربية أمام خيارين، في هذه اللحظة التي اعتبرتها “مفصلية”. وقالت: “إما أن ترفض استقبال السفينة المحملة بأجزاء طائرات 35-F، وتُسجل موقفا تاريخيا يحسب لها، أو تختار الاستمرار في الانحياز لمعسكر الجريمة، وتسمح بتغذية آلة الإبادة الصهيونية، وصيانة مقاتلاتها الحربية التي تواصل قصف الفلسطينيين وإبادتهم”.

Maersk من ميناء الجزيرة الخضراء إلى طنجة

وكانت مجموعة “ميرسك” الدنماركية، أكبر شركة للشحن البحري في العالم، قد أعلنت في خطوة مفاجئة، في يناير الماضي، عن وقف رسوّ سفنها في ميناء الجزيرة الخضراء الإسباني وتحويل جميع عملياتها إلى ميناء طنجة المتوسط في المغرب.

وعدلت شركة الشحن الدنماركية مسار خدمتها البحرية MECL، التي تربط بين الشرق الأوسط والهند والولايات المتحدة.

ونقلت وسائل إعلام إسبانية، أن “ميرسك” أضافت محطة جديدة في ميناء مندرا الهندي ضمن الخدمة MECL بهدف تعزيز كفاءة الخدمات المقدمة على هذا الخط البحري. كما تم محطة ميناء الجزيرة الخضراء في الرحلات المتجهة غربا، فيما تتوقف السفن في ميناء طنجة المتوسط في رحلة العودة من الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط.

وجاءت هذه الخطوة بعدما منعت الحكومة الإسبانية السفن التي يتعتقد أنها تحمل أسلحة وإمدادات عسكرية إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي، من الرسو في موانئها.

ووفقا لما نقله إعلام إسباني وأكدته مصادر بوزارة الخارجية، الخميس، طلبت سفينتان قادمتان من نيويورك الأمريكية الرسو في ميناء ألجسيراس جنوبي إسبانيا.

وذكرت المصادر أن مسؤولون بالحكومة الإسبانية أوضحوا أن “السفينتين لن تتوقفا في إسبانيا”. وادعت الحكومة الإسبانية أنها أوقفت بيع الأسلحة والمعدات العسكرية لإسرائيل منذ بدأت شن إبادة جماعية على غزة في 7 أكتوبر 2023.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى